2012/04/01

"سؤال الغفلة " قصة قصيرة لمصطفى البلكى

سؤال الغفلة
قصة من مجموعة " صور مؤجلة للفرجة"
مصطفى البلكى
انتهت الأيدي من دفعها، فتراجعت، ولما كانت الطرقة ضيقة، التصقت بالجدار، فمروا، بحثوا بعيونهم عن أشياء في طيقان الجدارين المتقابلين، أشياء تؤكد ما وقر في نفوسهم من ظنون.سألها أحدهم وهو يقوم بالضرب بكفه على الجدار ذي اللون الكابي، والروسومات المشوهة الكثيرة.
- فيه أوضة غير اللي هناك؟
أجابت وهي تلم انفلات صدرها بيديها، فيه وحدة تانية بنحط فيها خزين البيت، وحاجات قديمة ما عد ناش بنستخدمها.
ـ هيه فين؟
ـ في الحوش.
نظر إليها، فأكملت:
ـ على طول قدامك.
أومأ لأحد رجاله فتبع خطواته.
كان الحديث قد وصل للزوج، فثبت في مكانه، وهو مستلق على ظهره، وملاءة خفيفة مفرودة على جسده الناشف، وسط حجرة صغيرة، بها دولاب قديم بضلفة واحدة، يجاوره صندوق قديم مغلق، مغطي لحمه ببطانية مهترئة، وبينما الأقدام تعرف طريقها لداخل الغرفة، علق وجهه على الوجهين الجامدين، تصدمه أربع عيون، فيبحث عن الشعرة الفاصلة بين اليقظة والنوم، تأتيه من لكزة قوية من يد لحيمة:
ـ فز قوم!
يقول واليد تجذبه، تعال يا سبع البرمبة، يا راجل يا للي فيهم.
ينتصب مرغماً، فيظهر جسده المكفن داخل فانلة بنص كم، وسروال من الدبلان.
وهو بين الرجلين وعيونهما تمر على كل شيء، فكر في ذهب زوجته المحفوظ في صندوقها الملامس لإحدى أقدامهم, طلب الأذن من الرجلين، فأذنا له على مضض، فانحني، ومد يده إلى الصندوق، فأطبقت عليه أربع أيدي، مال إلى أحدهم وقال ليطمئنه:
ـ أمانة بس.
نظرات تبادلها الرجلان ضمنت له السماح، فمد يده في الوقت الذي تراجعت فيه الأيدي..وهو يقلب في الملابس، انتفض جسده لتأكده من وجود أربع عيون ترعي على أشياء لا يصح رؤيتها، فكر في منع عيونهم، لكن كيف؟ في العيون رصاص بارد، وشهوة شبقة قد تدفعهم لمد الأيدي والعبث في الأشياء.قال وهو يخفي كركة خفيفة، وكلوت برباط في الجنب، وفوط بيضاء في حجم كفة اليد، الموت أهون.
من الخارج جاء الفرج:
ـ هاتوه.
تنفس الصعداء، وهو يمضي أمام أحد الرجلين، تجتاحه فرحة، لعدم تمكن الرجلان من لمس قطع الهدوم المضمخة برائحة أجزاء غالية من زوجته، ولما أصبح في خارج البيت، انتبه إلى جمع من أهل الشارع، وبحث عن زوجته.

ليست هناك تعليقات: