حسن النجار
1ــ
غنائية التعميد :
يتداولونك
سيرةَ امرأةٍ ..
وأنتِ مطارحات ُالنهر فى جسدى
فأفصح عن هوى جسدى المبطن
بالدرابك
-
أيها المترجلون
خذوا
جواد قصيدتى سفرا –
أنا أتورث الأشعار
فى ذكرى حلول الخيل ،
لى وجه على الصحراء طار معمدا .
الرب
من البطن دعانى
ومن أحشاء أمى ذكر إسمى
وجعل فمى كسيف حاد
فى ظل يده خبأنى
وجعلنى سهما مبريا .
هذه ماسة الماء من يشتريها
ويمشى على حافر الخيل ،
يذبح ناقته ويقيم الخراج
أبى كان يسألنى :
- إن عبرتَ المضيق
فهل تعبر الخيلُ ؟
- تعبر ..
ليس الذى بايع الأرض
مثل الذى باعها .
وفيما كان جميع الشعب يسمعون
قال لتلاميذه :
أحذروا الكتبة الذين يرغبون المشى
بالطيالسة ، ويحبون التحيات فى الأسواق
والمجالس الأولى فى المجامع .
والمتكآت الأولى فى الولائم .
أبى كان فارس أمى الجميلة
ينازلها فى عراك الفصول
وينزف فى آخر الليل
-
هذا دمٌ فى القلوب
وهذا دم فى الخرائط –
علمنى أن أهزَّ الجياد
وأرحل فى شاحنات الصهيل
هى الأرض ساحة أبداننا
نتفرط فيها قصائد /
أفدنةً من خيول
وطيرٍ أبابيل :
_ سيناء يا امرأتى
العاشقة
لمن تنشرين الثياب
على حافة
الشاطئين ؟
-
لأهلى الذين يجيئون
فى ساعة الاغتسال
-
لمن تشخبين حليب الفصول
؟
-
لطفلى الذى لا يريد
الفطام
-
لمن تسكنين نواصى الجبال
؟
-
لأهلى الذين يبيتون
تحت حروف الهجاء
-
فقومى الى الدرس
نكتب أسماءنا فى كتاب
الرسوِّ ،
ونقرأ :
كان انتظاركِ لى جمرةً
وانتظارى الجواد .
قومى يا حبيبتى ياجميلتى
وتعالى
لأن الشتاء قد مضى والمطر
زال
الزهور ظهرت فى الأرض
بلغ أوان القضب
وصوت اليمامة سمع فى أرضنا
يا حمامتى فى محاجئ الصخر
فى ستر المعاقل .. أرينى
وجهك .
سرتُ فى رأس الكتيبة
خشخشات النهر فى صدرى
وأزهار المسافات الغريبة
صحت يا أجنادها :
عبوا نبيذ الأرض فى يوم يطول
وأمنحونى من هويات الفصول
ملمحا يحمل فى الرقص
تعابير لجسد
صحت يا أجنادها عبوا نبيذى
واتبعونى ... اتبعونى .
2 ـ فصل فى مديح الجسد
_______________________________
منشور قتالى رقم 1 :
ورأيتكِ الآن
اعتصرتكِ
فى سرير الخوف
حين
تفتحتْ مدنُ الجسارة ،
ساحبا
جسدى الى شمس المصاهرة ،
انتصبتُ
على ردائك ..
ها
هنا انتشر الهواء على قميص الأفق ،
حين
تناسلت مدن ُ السماء ،
فما
رأيت سوى دمى خمرا معتقة
وراء
زجاجة الصحراء ،
أفتح
للثرى بيتا ينام على
سرير
الرى ..
أنت
شاربةٌ دمى
ووراء
خط الظَّهر تنمو عشبتان
على
عظام الجوع ،
أدخل
فى بطانة عرسى
-
الألوان داخلةُ وخارجةُ
–
وصوتى لفحة الأرض القوافى :
ها هى انتظرتْ طويلا
تحت شمس اليُتْم
ربَّتْ من عجينة عرسها
كعكا لأيتام المواسم .
أشتهى وجهى ،
يجئ الوجه معتليا أعنَّةَ صوتى ،
التهبتْ يداى على طبول الرقص
فى الأعراس ،
أدخل فى تواشيح القرابة
ها هى انتظرت طويلا ..
أشتهى جسدى ،
يجئ الىَّ من زمن المصادرة الأخيرة ،
تلبس المدنُ الأليفةُ ثوبها
وتسير بين قصائد الأبدان ،
ما بين القصيدة والقصيدة
يطلع الجسد المحارب .
منشور قتالى رقم 2
افتحوا فى الممرات نهرا .
تداولت الريحُ أسماء وجهى
انتظرتكِ فى آخر الليل
كنتُ على حافة الأرض أحصى دمى
قطرة قطرة فى فراش الخضاب المؤجل ،
ان المسافة باقيةٌ بيننا
والبلاد استقتْ شعرها من تفاعيل صوتى ،
- انتصبْ أيها النهر –
إن القصائد أولى بيوم الرثاء .
تذكرتُ فى وجهكِ الماءَ
،
رائحة الماء فى العشب
فاهتز فى جسدى حائط
الرمل
والنار دانيةٌ صوب وجهى
،
افتحوا
فى الممرات وجها .
منشور قتالى رقم 3
ربط
الجند أفراسهم
واسترحوا
على تلَّةٍ
-
ها هنا الماء -
حلوا
ضفائرهم شعرةً شعرةً
وأمالوا
الرؤوس على عشبة الرى
-
يستحلبونكِ غرغرة ،
مطرا فى الحلوق -
هنا
الأرض قد شمرت عن بنيها :
هل
كنتِ قائمةً بينهم
أم يد الله حلَّتْ
أم الماء قد خاطب الرمل
باللغة البابلية ، *
حتى استحالتْ كتائبهم شجرا شجرا .
ها
هى الأرض قد هاجرتْ فى ثيابهمُ
هاجرت
فى الدماء التى حملوا
فى
الرياح التى بسطتْ ريشها
فى
العصافير حين ترسمتِ الماءَ
فى
قٌلَّةِ الهاجرة .
______________________________
*
جزء من قصيدة طويلة بعنوان ( تراجيديا
الساعة الثانية بعد الظهر ) كتبتها مخطوطة بالدم علي ملاءة السرير في سيناء وأنا
علي سرير الإصابة عام 73 .
*
بابل : قرية الشاعر في دلتا مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق