(إلى رائد أدب الخيال العلمي: نهاد شريف)
محمد
نجيب مطر
في سني الصغير
وأنا طفل غرير
قرأت ذات يوم
عن طائر من غيم
يطير في الهواء
ينام تحت الماء
في مقعد وثير
لكاتب حصيف
وزاهد عفيف
لما سألت عنه
قالوا نهاد شريف
***
يا أيها الإنسان
يا كاتباً بلا قلم
يا شاعراً بلا لسان
وسائراً بلا قدم
يا قادماً من الظلم
لتخرج الحياة من عدم
بحثت عنك في مواكب الطريق
بحثت في الحبيب والصديق
بحثت عنك في استغاثة الغريق بالغريق
نبشت عنك في غياهب السطور
بحثت عنك في المحجوب والمستور
بحثت عنك في المحذور والمحظور
بحثت عنك في براءة الأطفال
بحثت في مواطن الجمال
بحثت في المباح والحلال
بحثت عنك في عنابر النسيان
بحثت في الزمان والمكان
بحثت عنك في استدارة الزمان
في ثورة الميدان
بحثت عنك في استنارة القمر
بحثت عنك في الترحال والسفر
***
بحثت عنك في المعامل
في المجهول في المسائل
بحثت عنك في الضمائر
بحثت عما ضاع في الظلام
في شارع به المشاعل
يا قادماً من الأزل
ولم تزل
فوق الأغصان طليق
ولم تزل على الطريق
رغم انتهاء رحلة الحياة
ولم تزل بنا رفيق
رغم وصول العمر منتهاه
يا أيها الصديق
ما زلت حياً في القلوب
ما زلت في عمل دؤوب
و الآهة تتلوها الآهات
تسألني الكلمات
هل حقاً مات
تصارعنا مدامعنا
تقارعنا مسامعنا
هل حقاً مات
من يرسم خطاً
من يكتب حرفاً
من يلقي شعراً
من يبعث فكراً
أبداً ما مات
***
أستاذي المبجل ...
هل تعرف أني اليوم ببيتك
أتشرف أن أتنفس عطرك
أخطو فوق الأرض بخطوك
أبصر طيفاً من طيفك
فكلما اقتربت منك كلما ابتعدت
وكلما علمت عنك كلما جهلت
وكلما كبرت عنك كلما صغرت
ما زال القلم بين يديك يئن
والورقة لأناملك تحن
والمقعد الذي صار فارغاً
يكاد أن يجن
يا فارسي الجريح
آن الأوان لتستريح
***
كلماتك نصدح في الآذان
بالعلم تحيا الأوطان
وحينما يأتي الأوان
يارب نلتقي في جنة الرحمن
يارب نلتقي في جنة الرحمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق