محمد نجيب مطر
سافر لكي يقوم بتأدية فريضة الحج
وركب السيارة إلى عرفات، ومكث هناك يلبي ويسبح ويذكر الله ويدعوا بما فتح الله
عليه، وعند غروب الشمس بدأ في النزول من عرفات إلى مزدلفة، ولأنه شاب فقد خجل من
نفسه أن يرى كبار السن يجتهدون في السير من عرفات إلى مزدلفة وقرر أن يقطع المسافة
سيراً على الأقدام لأن ذلك كما أخبروه أفضل في الثواب، سار حتى تعب ووصل إلى
المزذلفة وجمع الحصوات منها، وانتظر حتى شروق الشمس ثم سار في اتجاه منى وارتفعت
حرارة الشمس وبلغ منه التعب مبلغه، وعندما دخل النفق المكيف أحس بالبرودة تدخل إلى
جسده وتمنى لو أنه جلس لبعض الوقت، فهو لم يذق طعم النوم منذ أربعة وعشرون ساعة،
ولكن الحراس يمنعون الناس من الجلوس من النفق لأن الزحام على أشده وجلوس الناس في
النفق يعطل تدفق الحجاج إلى مكان رمي الجمرات مما قد يتسبب في حوادث وحدوث وفيات،
وعندما وجد دورة مياه دخل إليها وأخذ حماماً من المياه وخرج من الدورة واختلس
النظر حوله فوجد رجل نائما في مكان غير مكشوف فتمنى أن يكون مكان هذا الرجل الذي
اختلس هذا المكان بعيداً عن أعين الحراس وينام في هذا الجو المكيف، واقترب منه
ونام، شم رائحة سيئة تخرج من ناحية النائم فقال ربما لم يسعفه الوقت لكي يستحم في
هذا الصيف القائظ وأن تلك الرائحة ربما تكون بسبب العرق الغزير الذي يتصبب من
الجسد، نام وهو مستمتع بالبرودة التي يبعثها التكييف لنصف ساعة كانت كافية لإزالة
كل التعب الذي لاقاه واستيقظ على صوت الحارس ..انهض يا شيخ .. هداك الله ..فقام
وسوى ملابسه ثم نظر فوجد الرجل النائم مازال في مكانه والحارس لم يوقظه، فسأله
لماذا تكرهون المصريين ... ألسنا مثل كل البشر ... فقال له الحارس : ولماذا نكرههم
؟ فرد عليه ... ربما بسبب الثورة ... فقال له الحارس : بالعكس لقد احترمناكم أكثر
بسبب ثورتكم التي ألهمت العالم كله، فسأله في حدة : ولماذا تركت هذا النائم
وأيقظتني وأنا في أشد الحاجة للراحة؟ فرد عليه قائلاً: هذا المكان للمسير وليس للنوم، ولو تركنا الناس
ينامون في هذا المكان لزاد الزحام ولتوفي الكثير منهم بسببه مثل هذا الميت الذي
كنت تنام بجواره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق