شعر : عبد الواحد الرزيقي
لها هلّـةٌ في هبـوبِ النسيمِ
تطوفُ دوربَ السما الباسمةْ..
وتُلقى علينا مع الفجرِ غيْـثاً
من النورِ يُحيي الرُّبى الحالمةْ..
فمن لمعةِ السحْرِ في العينِ أبحرُ،
تجتاحُ قلـبي مـنىً عارمـةْ..
يُزغردُ في خِصْرِها العودُ تيهاً
فتختالُ في المشيةِ الحـازمةْ..
وتغزلُ كوناً من الفـلِّ يحبـو
على شقشقات الهوى المُفْعمةْ..
لها سهـمُ هدبٍ يُطاردُ قلـبي
فأُشهرُ سيفـاً غزا الملحمـةْ..
ومن صوب وجدي أسوق اشتياقي
أصبُّ اشتعال الحشا المُضْـرمةْ..
وأرسـمُ نبـعَ الصبابةِ نهراً
يشقُّ ضلوعَ الخُـطى القادمةْ..
فأضبطُ فجراً يُناغي الربـوعَ
وترضخ روحي لها مرغمـةْ..
وتغدو الطيور البواكير تشدو
وترقص فوق الذرى الفاغمةْ..
وتمضي الغزالةُ للدفءِ حيرى،
وتدلفُ حِضني لـهُ مُسلمـةْ..
وتصبح طفلاً إلى العطفِ يرنو
وتُطبقُ حولي يـداً مُحكمـةْ..
فإذْ فـرّقَ العـزلُ بين يدينـا
سيجمـعُ توءُمنـا توءَمَـهْ..
وتمنح ثغري قطوفَ الشفـاهِ
أقبلُ خـدَّ الـرؤى الناعمـةْ..
تُحاصرُ صبري دموعُ الفـؤادِ
وتحمـل عيني عنا الترجمـةْ..
فتحتلُّ عرشي، وتسبي كياني
وتُصبح ممـلكـتي الدائمـةْ ..
رئيس نادي أدب ساحل سليم
هناك تعليقان (2):
الشكر للصديق أحمد طوسون
الشكر والتحية لك يا دكتور
إرسال تعليق