حوار
مع فضيلة الشيخ سيد عبد العزيز الأمين العام لبيت العائلة المصري بأسيوط
الإمام
الأكبر أصر علي أن تكون أسيوط هي البيت الثالث للعائلة المصرية
بيت
العائلة والهيئة القبطية يحاولان بناء ما تهدم لحماية الوحدة الوطنية والسلام
الاجتماعي
العام
الأول لبيت العائلة بأسيوط حافل بالانجازات
قرارات
بيت العائلة ملزمة لجميع الهيئات والمؤسسات الحكومية
قلنا
لأمين عام السفارة الأمريكية بالقاهرة:نحن أقدر علي مساعدة أنفسنا
النظام
السابق أضعف الخطاب الديني وتجديد يحتاج جامعات دعوية متخصصة
ظهور
قناة فضائية أزهرية رسالتها الوسطية أمر حتمي في الفترة القادمة
الثورة
المصرية أصابت المجتمع كله بالحزن
حوار- أحمد صالح :
استلهم فضيلة الإمام الأكبر
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا شنودة الثالث ضرورة العودة إلي الأصول
النقية والوفية من تجليات ثورة25ينايرالمباركة فكان إنشاء بيت العائلة المصري
ليجسد المواطنة بكل معانيها فهو بمثابة برلمان شعبي يجمع المسلم والقبطي،يرتوي
بأرواح شهداء الثورة من دماء محمد وعيسي،هو مؤسسة رمزية لمعاني الوطن الواحد
والشعب الواحد .
وها قد مر عام علي إنشائه
بأسيوط،فكان لابد من حوارنا مع فضيلة الشيخ سيد عبد العزيز الأمين العام لبيت
العائلة المصري بأسيوط ليضع النقاط علي الحروف فيما يخص رؤيته ورسالته وأهدافه
وانجازاته خلال هذا العام وموضوعات الساعة التي تناولناها في هذا الحوارالشامل
الجامع،وإلي التفاصيل .......
ماذاعن
فكرة بيت العائلة بأسيوط؟
عقب
تفجيركنيسة(سيدةالنجاة)بالعراق2010،أدرك الأزهرالشريف خطورة الموقف في المنطقة
العربية،فسارعت قياداته بإنشاء بيت العائلة المصري ليضم رجال الدين الإسلامي
والمسيحي ليعمل علي تعزيزأواصرالوحدة الوطنية بين جناحي الأمة والدفاع عنها
والتآخي والتسامح ونبذ العنف،وأحيل لمجلس الوزراء برئاسة عصام شرف،فصدر
القراررقم(1279)في أكتوبر2011بإنشاء بيت العائلة المصري بالقاهرة،وبناءاً علي
إصرار فضيلة الإمام الأكبرأن يكون أحد مقاره الثلاث محافظة أسيوط بعد
القاهرةوالإسكندرية،ولما أبداه السيد محافظ أسيوط السابق اللواءالسيد البرعي من
اهتمام بالغ وعون صادق يحسب له لكي يربط هذا البيت بين أبناء عاصمة الصعيد مسلميها
ومسيحيها بالمودة والحب والسلام،فقد وافق فضيلة الإمام الأكبر علي إنشاء فرع لبيت
العائلة بأسيوط،وتم تشكيل مجلس الأمناء في فبراير2012.
ماذاعن
أهداف بيت العائلة بأسيوط؟
يضم
مجلس أمناء بيت العائلة بأسيوط27 قيادة من رجال الدين الإسلامي والمسيحي ورؤساء
الهيئات الدينية بالمحافظة بالإضافة غلي نخبة متميزة من أبناء أسيوط في
الفكروالإعلام والحوارالجاد،و8لجان للرصد والمقترحات والتعليم والثقافة الأسرية
والخطاب الديني والإعلام والشباب والطوارئ والمتابعة.
أما
عن أهداف بيت العائلة فأولها الحفاظ علي النسيج الواحد لجناحي الأمة بأسيوط
ومكافحة جميع أشكال التمييزوالتعصب علي أساس الدين أو النوع أو الجهة مع رصد
واستباق الأحداث التي قد تهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي بالمحافظة ودراسة
مشاكل الاحتقان الطائفي في كل ربوعها والقضاء عليها خاصة أن جميع القرارات التي
يصدرها بيت العائلة ملزمة لجميع الهيئات والمؤسسات الحكومية.
هل
أنت راض عن أداء بيت العائلة بعد عام من إنشائه؟
نعم
راض تماماً عن أداؤنا خلال العام الأول من إنشاء بيت العائلة بأسيوط،فخلاله قامت
اللجان بأعمال متميزة تحسب للبيت،فمثلاً قامت لجنة الطوارئ وفض المنازعات علي مدار
العام بإنهاء9خصومات عائلية(ثأر)بقري أسيوط سواء بين مسلمين ومسيحيين أو بين
مسلمين ومسلمين،وفي مايو2012لجنة الثقافة الأسرية نظمت3ندوات مع لـ 200 شاب من
جامعة أسيوط حول المواطنة وتعزيز قيم الدولة المدنية والحوار والعمل الجماعي،وفي
يونيو2012ضم بيت العائلة3سيدات إيماناً منه بأهمية دور المرأة في المجتمع ثقافياً
وسياسياً واجتماعياً،وفي يوليو2012 تم إطلاق الموقع الالكتروني للبيت لأهمية
التواصل مع العالم الخارجي والدعوة إلي ضرورة الانتماء والولاء للوطن لأنه حياة
بالنسبة للشعوب.
وفي
ينايرالماضي دورة تدريبية لـ90 من الأخصائيين الاجتماعيين بمدارس أسيوط لكيفية
قيامهم بغرس قيم المواطنةونبذ العنف بمدارسنا(لجنة التعليم)،وفي فبراير الماضي
ورشة تدريبية لـ 100من رجال الدين الإسلامي والمسيحي لتقريب وجهات النظرحول مفهوم
ثقافة الحواروقبول الآخرووسطية الخطاب الديني ومهارات التواصل في الدولة المدنية
الحديثة(لجنة الخطاب الديني)أما مارس الحالي فسوف ننظم مؤتمراً لتطوير منظومة
التعليم بمصر.
هل
استضاف بيت العائلة شخصيات دولية؟
في
ديسمبر2012 استضافت لجنة العلاقات العامة والإعلام الداعية الإسلامي محمد
بشارالأمريكي الجنسية والسوري الأصل الذي أثني علي التجربة وقال:جئت لنقل هذه
التجربة لأمريكا حتي يعلموا كيف يعيش العالم العربي كنسيج واحد خصوصاً المسلمين
والمسيحيين في مصر.كما استضاف البيت خلال ينايرالماضي الأمين العام الأول للسفارة
الأمريكية وأبدي سعادته بمجلس الأمناء وقال نحن نريد مساعدتكم لتحقيق أهدافكم،ولكن
رددنا عليه بعدم التدخل في شئوننا الداخلية فنحن أقدرعلي مساعدة أنفسنا.
كيف
تري فضيلتكم الحوارمع الآخرفي ظل أحداث العنف التي وقعت بالبلاد؟
الإسلام–دائماً–يقر
الحوارويدعو إلي التسامح والوسطية والحوار مع الآخرمطلوب ومن أساسيات الدولة
المدنية فلا تبني الدول علي العنف قال تعالي في سورة آل عمران:(قُلْ يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ
نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً
أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ)ودعاهم إلي هذا الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة:(ادْعُ
إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ)سورة النحل،والعنف لا يولد إلاعنف ويعود وباله علي المجتمع
بأسره،لكن الحوار بالموعظة الحسنة هو الذي يؤدي إلي الاستقرار ويعرف فيه الحق من
الباطل والظالم من المظلوم.وقد أحسن الأزهربإصداره وثيقة نبذ العنف ولاقت تأييداً
من كافة أطياف المجتمع.
كيف
تري إدعاء البعض أن الإسلام لا يعترف بالأقلية؟
نحن
في بيت العائلة بأسيوط نؤمن بأن كل الناس سواسية لا فرق بين مسلم ومسيحي،كما أننا
نؤمن بثوابت الأديان فالمسلم يحترم دين المسيحي والعكس،وأحداث العنف التي وقعت
مرفوضة من الجانبين لأنها تشعل نارالفتنة بين أبناء المجتمع وتنال من
استقراره،وشخصياً أؤمن بثقافة الاختلاف وأؤيد الأحكام التي صدرت في مسألة ازدراء
الأديان لردع كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن.
كيف
تري الموقف السياسي بعد عامين علي الثورة؟
أكاد
أجزم أن الثورة لم تفعل شئ سوي خلع رءوس الفساد من الحكم،فالثورة أصابت المجتمع
كله حيث خيم الحزن علي كل البيوت موتاً أو إصابة أو معاناة أو هماً أو يأساً من
أوضاع القائمين والمتنازعين علي حكم البلاد.
بماذا
تفسر فضيلتكم رفض القوي السياسية المعارضة الحوار مع مؤسسة الرئاسة؟
لقد
أخطأت القوي السياسية المعارضة بعدم قبول الحوارمع مؤسسة الرئاسة خصوصاً إذا كان
من أجل الوطن وفي صالح المواطن،والمرحلة القادمة تتطلب أن تتضافر جهود القوي
الشعبية والتنفيذية لإدراك خطورة ما يحتاط بمصر وشعبها.
إذاً
ماذا علي الرئيس أن يفعل للخروج من الأزمة الراهنة؟
علي
السيد رئيس الجمهورية أن يشعر الجميع أنه رئيساً لكل المصريين وليس لفصيل معين أو
حزب بعينه،واقترح أن يتم عمل مصالحة وطنية بين كافة القوي السياسية المتناحرة
يرعاها رئيس الجمهورية وليكن نصب عينيه رسولنا الكريم عندما دخل مكة والتقي بمن
حاربوه وقاتلوه ونازعوه وألبوا عليه القبائل العربية في ساحة الكعبة،وكان الحديث
المشهور(........... اذهبوا فأنتم الطلقاء)هذا لمن أراد البناء والعمران وليس لمن
يخرب أو يهدم .
كيف
تري الخطاب الديني في ظل تدني مستوي الأئمة؟
مما
لا شك فيه أن النظام السابق أضعف الخطاب الديني عندما كان يعين الأئمة وخطباء
المساجد بأمر تكليف من الدولة ممن ليس لديهم
القدرة علي القيام بمسئولياتهم الدينية الصحيحة تجاه رواد المساجد مما جعل
الناس تنصرف إلي الفضائيات التي امتلكت مهارات التواصل معهم فأظهرت ضعف أئمة
المساجد،وبعد الثورة كثرت الفضائيات الدينية ولكنها لم تكن علي المستوي المطلوب
فتضاربت الفتاوى والآراء بعيداً عن التوعية السليمة والفتوى الصائبة التي يحتاجها المواطن.
وأين
الأزهرمن ذلك؟
الأزهرلم
يكن بعيداً،فقد أدرك خطورة زعزعة استقرارالخطاب الديني في الفضائيات وعلي بعض
المنابر،فسارع الإمام الأكبر فضيلة الدكتورأحمد الطيب شيخ الأزهربالدعوة لإنشاء
قناة فضائية أزهرية تتحدث باسمه وتكون رسالتها الوسطية تبعث برسالة للعالم كله
مؤداها أن الإسلام الصحيح لم يعرف العنف ولا ازدراء الأديان ولا التقليل من
الآخر،ونحن علي يقين أن هذه القناة ستكون هي القناة الأولي في بيوت العالم العربي
والإسلامي إن شاء الله ونطالب الأزهربالسرعة في ظهورها وأن يختارمن هو أهل لتمثيل
الأزهرالشريف.
وكيف
نجدد الخطاب الديني؟
أري
أنه من الواجب علينا القيام بإنشاءجامعات متخصصة في مجال الدعوة والخطابة،وعمل
اختبارات للداعية في كل مجالات الحياة حتي يكون ملماً بكل ما هو جديد،ولا ننسي
الدعم المالي للدعاة بإصدار كادرهم حتي يتفرغوا للدعوة إلي الله ولا تشغلهم أمور أخري
لكسب العيش،وإمدادهم بالمكتبات العلمية لمواكبة العصر.
أخيراً
هل لديكم بروتوكولات تعاون مع مؤسسات المجتمع المدني؟
قام
بيت العائلة بأسيوط بعمل بروتوكولات تعاون مع بعض الجهات الرسمية ممن لها نفس
أهدافنا ومبادئنا مثل مديرية التربية والتعليم والصحة والتضامن الاجتماعي،وهناك
تعاون مثمر مع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية كأحد مؤسسات المجتمع
المدني التي تعمل بأسيوط من أجل تفعيل المواطنة ووسطية الخطاب الديني ونبذ العنف
وبث روح التسامح والمحبة والإخاء والعمل الجاد من أجل تقدم المجتمع ورفعة شأنه.
فبيت
العائلة والهيئة القبطية يحاولان معاً-من جديد-بناء ما تهدم في السنوات الماضية
علي أساس عهد جديد يحتمه وفاؤنا لمصر ..... عهد نغير فيه صياغة عقل المواطن
المصري،فنزيل معاً تراب الأيام والأحداث ليستعيد تراب بلادنا لمعانه ويشرق علي
المجتمع وعلي الأمة فجر جديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق