من
إعداد عبد القادر كعبان
صونيا عامر
كاتبة لبنانية مقيمة في الكويت ذات بصمة إبداعية مميزة انعكست من خلال ابداعها
الشعري و القصصي و الروائي حول مسيرتها الإبداعية عموما وروايتها "بطن
الحوت" خصوصا الصادرة مؤخرا عن مؤسسة الرحاب في بيروت/لبنان فتحنا معها
الحوار الآتي:
أولا من هي
الكاتبة صونيا عامر؟
صونيا عامر،
سيدة لبنانية تكتب الشعر والقصص وترسم، وتعيش بالكويت منذ 24 سنة مع زوجها
وولديها، موظفة صباحا وتدير مشروعها الخاص بعد الظهر وهو تصميم الملابس وشنط الجلد
الطبيعي
www.soniaamer.com
كيف كانت
البداية مع الكتابة عموما و الشعر تحديدا؟
البداية
كانت بعام 12 سنة حيث كتبت أول روايتين عن الحرب الأهلية اللبنانية، إنما لم ترى
روايتي النور لأنني أضعتهما أثناء السفر. أما الشعر تحديدا فبدأت بكتابته نهاية
التسعينات.
بمن تأثرت
من الشعراء في بداياتك؟
تأثرت بنزار قباني كشاعر حديث في
حينها، أما أيام الدراسة فكنت أحب شعر إيليا أبو ماضي، المتنبي والشاعر الفرنسي لا مارتين.
حدثينا عن
ديوانك الشعري الموسوم "تيه"؟
ديوان
" تيه" طبعته في دار الوطن، الكويت، مارس 2012، كان مولودي الشعري
الأول، لذلك جاء بريئا نوعا ما اي على سجيته، احتوى 46 قصيدة نثر، منها قصيدتين
باللهجة اللبنانية وقصيدة باللهجة المصرية، كتبت قصائد الديوان على فترة زمنية
طويلة تقارب العشر سنوات، وجمعتها على طبيعتها ولم أحذف منها الأقل أهمية كتركيب
لغوي وصور جمالية، أردته بداية حقيقية بما فيها من "شوائب" إذا صح
التعبير. الديوان احتوى قصائد وطنية، إنسانية ، قصائد غزل ورثاء، أي أنه جاء
متنوعا. ولكني أضفت إليه لوحاتي الالكترونية التي أرسمها أحيانا على الكمبيوتر
أوقات الفراغ، فجاء الديوان كغاليري مطبوع.
بالرغم من
حضورك الشعري الجميل دخلت تجربة كتابة القصة و صدرت لك مجموعة قصصية تحت عنوان
" ... و قصص أخرى" فلماذا هذا العنوان بالذات؟
أنا نشأت على كتب جبران خليل جبران، وأقرا له مذ كان
عمري 10 سنوات، وأكثر ما تعلقت به كتابه " العواصف"، وكنت دوما أحلم بأن
أصبح كاتبة يوما، "...وقصص أخرى"
يعود بعض محتواها بالزمن الى ما قبل ديوان " تيه " ولكن شاءت
الظروف أن أقوم بطباعة الديوان أولا، لأنني قررت إضافة بعض الحداثة الى المجموعة
وذلك بكتابة جزء " إذاعة هنا الفيسبوكية" ليتماشى مع روح العصر، إلا
أنني كما أخبرتك في بداية الحوار اكتب القصة بالأساس. وعنوان "... وقصص
أخرى" جاء بناء على محتوى المجموعة فهو كتاب احتوى 7 قصص كل قصة تحتوي على
قصص داخلها، وكان الكتاب متداخل لكنه مجزأ. والحمد لله فلقد نجحت فكرة الكتاب حيث
حاز على الجائزة الأولى عن فئة الأدب في معرض بيروت الدولي للكتاب 56 بالعام 2012.
ولقد قال فيه الناقد أيمن دراوشة بأن صونيا نقلت القصة القصيرة من مكان الى مكان
ثان آخر، أكثر حداثة. ولا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر أيضا لمؤسسة الرحاب الحديثة،
بيروت التي نشرت الكتاب وشجعتني.
ما الذي
حرضك على كتابة القصة بعد الشعر؟
كما أفدتك
بأنني قاصة بالأساس، أما الشعر فهو توأم القصة إنما بوجه مختلف تماما. وأول أديب تأثرت به هو الفرنسي فيكتور ايغو.
من يلفت انتباه
الكاتبة صونيا عامر من كتاب القصة اليوم؟
حاليا هناك
العديد والعديد من الكتاب الجيدين، لن اسمي إنما أرى نهضة كتابية جميلة جدا ومشجعة
نساء ورجالا. ومما ساعد بتكاثر هذا الجو الأدبي الانترنت الذي سهل التواصل وتوصيل
المعلومة.
ما هو رأي
صونيا عامر بثقافة المرأة العربية عموما و اللبنانية على وجه التحديد؟
ثقافة
المرأة العربية بشكل عام جيدة، وخاصة المرأة المصرية، العراقية والمرأة في المغرب
العربي، تونس والجزائر، يليها المرأة في بلاد الشام، اليمن والسودان، وأظن سبب ذلك
مستوى تعلم المرأة، ففي لبنان مثلا نسبة الأمية في المجتمع كبيرة بشكل ملفت وصل
الى 60 % فترة ما بعد الحرب الأهلية. أما السبب الثاني لتأخر المرأة الشامية
" بلاد الشام" عن قريناتها التشدد الديني الذي شجع المرأة على الإبقاء
على صورة سيدة المنزل أكثر من اندماجها بسوق العمل.
ما رأيك في مقولة الكاتبة الروائية لطيفة الحاج قديح:
"قوة الحب و المشاركة يساعدان الإنسان على التخلص من أزمة الواقع و تشظيه و
تأثيره المستمر على النفس البشرية و يخففان من دور الواقع الرديء الذي
نعيشه"؟
بالتأكيد،
إلا بالحب وحده يحيى الإنسان، أوافقها الرأي. وفي ذلك الإطار جاء ديواني الجديد
الذي صدر عن وكالة سفنكس، القاهرة مارس 2013، وأطلقت عليه عنوان " عصفور
الجنة" الذي احتوى 10 أجزاء متنوعة يتحدث معظمها عن الحبيب المنتظر والأحاسيس
الجميلة التي تربطنا بالآخر، بالأماكن وبذاتنا والأهم. كما جاء أسلوب الكتاب
مختلفا من حيث توزيع الخواطر والقصائد، حيث جاء أكثر حداثة ونضجا، كتجربة شعرية.
هل تؤمن صونيا عامر بالحب؟؟ وما هو رأيها به
كشاعرة و قاصة؟
نعم لولا الحب لمتنا جميعا بداء الحقد والمرض، الحب يبدأ من القمة
تنازليا من الله عز وجل لعبيده، من الأم لرضيعها، من الأخ لأخيه، ومن الحبيب
لحبيبته وهكذا نحيى. رغم كل الشرور الموجودة على الكرة الأرضية، إنما أن خليت خربت
كما نقول نحن، هناك صلاح وبهم تعمر الأرض.
فيما يخص الأدب، هناك شريحة كبيرة تعنى قصص الحب والغرام، وكذلك معظم
الشعراء وهذا جميل، إنما لست مع استغلال الحب لتسويق كتب، حينها يصبح الحب تجارة
جنس وهذا سيئ.
صونيا عامر تدخل التجربة الروائية؟ حدثينا عن هذه
الخطوة؟
تجربتي الروائية الأولى الرسمية أبصرت النور بداية هذا الشهر، عن
مؤسسة الرحاب الحديثة بيروت، لبنان، رواية أسميتها " بطن الحوت" من 96
صفحة لخصت حياة أشخاص رفضوا نظام الطبيعة وفضلوا اختيار عالمهم وطريقة حياتهم
الأبدية التي أودت بهم جميعا الى اللا عودة.
لفت انتباهي عنوان روايتك الموسومة "بطن
الحوت" و أثار فضولي لطرح السؤال من أين أتتك هذه الفكرة؟ القارئ الفضولي سيربط
عنوان روايتك بقصة النبي يونس عليه السلام فما قولك؟ ما هي رسالة المبدعة صونيا عامر من خلال هذا العمل
الروائي؟
بالفعل فتوارد الفكر بين قصة سيدنا يونس عليه
السلام وعنوان روايتي جاء تيمنا بصدق قضية سيدنا يونس وتشجيع الناس على عودتهم
للرضا والقبول بمشيئة الله، والتفكير السليم والبعد عن الانحراف، والتعفف عن
الغرور بالدنيا وما عليها من مال وجاه وبنين، فالباقيات الصالحات خير عند ربك
وأبقى.
كلمة أخيرة للقارئ؟
لا يسعني سوى شكرك أستاذ عبد
القادر كعبان. أما فيما يخص القارئ العربي، فأنا أؤكد لك بأنه بألف خير، وسيصبح
أفضل طالما استمر بالتوجه نحو الضوء أي الحرية.
08/04/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق