حاوره/ عبد الفتاح الزغبي
أغلب أعماله حصلت على جوائز, ورغم ذلك يرى أن الجوائز لا تصنع
مبدعا, وأن العمل الإبداعي إذا احتاج المتلقي له إلى شرح أو تفسير من صاحبه,
أو إذا أصاب البناء الدرامي للعمل القارئ بالارتباك, فلا يتحمل وزر ذلك
سوى الكاتب وحده.
"هانى القط"سألته "السياسة" في حوار عن عالمه الأدبي وعن مجموعته القصصية "مدن الانتظار" التي صدرت له حديثا, وروايته "سيرة الزوال" الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي, وكيف ينظر إلى شخصيات أعماله, ومغزى قصصه…..
هل كانت النشأة صاحبة الدور الأكبر في صناعة إبداعك?
نعم, لقد أورثتني النشأة حالة من الحزن الشفيف والنظر إلى كل الأشياء بمنظور مختلف, ولا أنسى حكايات ومواويل جدتي التي كانت حكاءة فريدة, حتى أننى بعد تعلقي برواية "مئة عام من العزلة" وبكتابات مدرسة الواقعية السحرية على اتساعها, لم أجد أبلغ من قول ماركيز, أنه كتب ما سمعه من جدته كما قالت, فحكايات الأجداد الساحرة يحكونها وكأنها حقيقية, كانت جدتي تحكى لي نفس الحكاية من دون أن تتذكر وعندما أصرخ بحاجتي لحكاية جديدة كانت بسلاسة تبتسم وتغير الأحداث بسهولة أحسدها عليها فتصبح الحكاية القديمة حكاية جديدة تحمل كل التشويق والسحر, رحمها الله, لقد أهديتها مجموعتي القصصية الثانية عرفانا لإنسانيتها المرهفة ولحكاياتها العذبة بلا حد.
سيرة الزوال
ماذا قصدت من روايتك "سيرة الزوال" الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي?
أعترض بشدة على لجوئي لتفسير عمل أدبي, واعتبر ذلك خطيئة في حقي وفى حق العمل, فالعمل بمجرد خروجه من المبدع يصير صاحبه أبعد الناس عنه, فالعمل لابد ان يكون مفسرًا لنفسه, ولو كان غير ذلك فما جدواه, ولنكتف بورقة تحكى عنه وعما أريد قوله أو أقصده, لكن ولأن العمل ليس متاحًا للجميع, فما هو إلا محاولة من شخصيات بأن يسألوا عبر رحلتهم التي خطوها بأنفسهم بعد أن أصبحوا من لحم ودم فور ولادتهم على صفحة الورق الأبيض, أسئلة يوجهها كل الناس لأنفسهم ولا يتوقفون لبعض الوقت لكي يعرفوا الجواب. فثمة سؤال مصيري تطرحه الشخصيات: إلى أين? هل حقًا نختار?, ما الفرق بين الحب والغواية?, هل هناك في الدنيا سر عظيم?, من ينتصر في الحياة نحن أم القدر الذي يرسم مصائرنا?.
هل تعني أن علاقة الروائي بعمله تنتهي بمجرد خروجه للناس?
العمل الفني لا يصادر على رؤية المتلقي له, فما دمت قلت ذلك فلك الحق أن تفهم العمل الأدبي وتفسره كما تشاء, وليس من حق المبدع أن يعدل اتجاه رؤية المتلقي مهما كان مسارها لأنه لو فعل ذلك فهو إقرار منه بفشله في العمل, فالعمل فور خروجه للمتلقي يصبح ملكه ولا شأن للكاتب به, هكذا أرى.
هل تقدم الرواية صورة فلسفية لرحلة الإنسان بين الميلاد والموت?
اعتقد أنني تناولت ذلك بطريقة بسيطة, فكل فرد على الأرض يحمل فلسفة تخصه يرى بها حياته, ويدخل في تلك الفلسفة عوامل كثيرة, مكانه, مهنته, وعوامل أكثر تعقيدًا, فما من أحد مهما كانت درجة علمه وبيئته إلا ويحمل فلسفة خاصة يفسر بها حياته, وما صنعته في روايتي يعد الإضاءة من خلال الأشخاص على فلسفتهم الخاصة.
ما مغزى خروج شخصية بطل العمل "صالح" بدون أب أو أم أو وطن?
ربما لأتيح له حرية القرار في كل شيء, هكذا كان الإنسان الأول, لكن بطلي كانت تربطه روابط بالمكان الذي سعى إليه, حتى أن رحلته ما هي إلا رحلة بحث, إحداها واضحة في البحث عن جثة الأب, والأخرى لغز يكتشفه القارئ.
تعدد الأصوات
ألم تخش من تعدد الأصوات داخل العمل أن يربك القارئ?
لو أربك القارئ هذا البناء أو أي بناء آخر, فلا يتحمل الوزر سوى الكاتب وحده, على ألا يكون ذلك تبريرًا للمتلقي كي يصبح خاملاً ومتخمًا بالاستسهال, فالرواية تتسع لكل الأشكال وتحتمل كل أنواع التجريب بالأخذ من كل الفنون, حيث أن الرواية عمل فني لم يستقر ولن يستقر أبدًا على شكل أحادي محدد ومقولب, فالمساحة التي يتحرك فيها الروائي ليس لها بداية ولا نهاية.
ماذا عن مجموعتك القصصية "مدن الانتظار"?
هذه المجموعة فازت بجائزة مؤسسة "أخبار اليوم" وتضم خمس عشرة قصة قصيرة, تبدأ بقصة "كما تحب أن تكون" وتنتهي بقصة "مدينة البياض", وفي مجملها تحمل طابعًا إنسانيا, وتتحدث بلغة شفيفة, ترصد في مجملها أحزان الإنسان وآلامه ومخاوفه.
وماذا عن قصة "جبل الثلج", وهل تحاول رصد بشاعة مشهد إعدام الرئيس صدام حسين يوم عيد الأضحى?
لم أقصد صدام حسين في شخصه - رغم الإشارة له وللحدث - لكني قصدت الإضاءة على الفعل نفسه, تصور إنساناً يساق إلى الموت, في ليلة عيد, أنا كائن يشعر بالآخرين لدرجة أنني أتوحد معهم, فبعد تلك الواقعة خاصم النوم جفوني وظللت حزينًا لأيام.
هل تنتقد قصة "نبوءة" الجمود العسكري?
كنت احذر من عاصفة قادمة, تلك كانت نبوءتي التي تحققت, كل شيء كان ينذر بالعاصفة ولم يكن القائد يتصور أنها ستأتي, فلا يكفي إغماض عينيك لكي تمنع حدوث شيء, ليدرك الجميع أن الكرة الأرضية تدور والتغير حتمي لا يستطع احد إيقافه.
لماذا يغلب طابع الحزن على شخصيات أعمالك?
ربما ما أقوله يكون مكررًا لكن الشخصيات هي التي ترسم تفاصيلها, الكاتب فقط يصنع التركيبة فتتفاعل العناصر لتخرج الشخصية, ربما بعضها يأخذ بعضًا من صفاتك إن راق لهم ذلك, لكنهم في النهاية يمثلون أنفسهم, ويملكون عالمهم حزينًا كان أو فرحًا.
أهمية الجوائز
ما أهمية الجوائز بالنسبة للكاتب خاصة وقد حصلت كل أعمالك تقريبا على جوائز?
الجوائز لا أتكئ عليها متفاخرًا, فقط تسرني عندما يتقدم شخصٌ ما في مكان ما ليلتقط كتابي ويقرأه ويكون ذلك الرجل مجذوبًا لرنين الجائزة لا أكثر, وبعد القراءة يشيد بالعمل مهملاً موضوع الجائزة, عندها أتقدم بالشكر لتلك الجائزة التي عرفتني بقارئ لم يكن سيقرأني إلا بذلك, أما ما عدى ذلك فالجوائز تحمل شيئاً غير حميد ألا وهو الاتكاء عليها, لذلك أرى أن الجائزة لا تصنع مبدعًا. أنا كاتب يخطط لمشروعه بصبر مع إدراكه التام أنه لم ينجز حتى الآن إلا قليلا مما يتمناه, لأن أفقي وأحلامي بلا حدود.
ما أبرز المشكلات التي تقابل الكتاب?
الكاتب العربي وُجد في مجتمع لا يقرأ ولا يمتدح القراءة لأن القراءة ليست من أولوياته, فاتكاء الكاتب على العيش من الكتابة ما هو إلا ضرب من الخيال, لذا فإنه يضيع جزءاً من حياته في العمل الروتيني الذي يقتل الموهبة ويبدد الطاقة, إلا قليلون استطاعوا أن يوائموا بين وظائفهم ومشروعهم الكتابي, مثل "العم" نجيب محفوظ, فهو الوحيد الذي كان بمستطاعه أن يعيش من عائد ما كتب, خاصة بعد حصوله على نوبل.
ماذا تقدم لك الكتابة كإنسان?
الكتابة جعلتني أسعى لعالم أجمل, متشوقًا لجعل كل حلم سعيد حقيقة, كما جعلتني لا أحيد عن إنسانيتي, تلك القيمة التي يتخلى عنها الكثير من البشر كي يحصدوا الوهم, فما الشهرة والثراء والافتتان بالغواية بتعدد أوجهها سوى بحث عن سراب, قل لي ما اسعد الأوقات? بالتأكيد ستكون لحظات تواصل إنساني حقيقي ليس لها غرض ولا غاية, هكذا أظن, وهكذا علمتني الكتابة, الكتابة أسعد أوقات حياتي.
ما آخر إبداعاتك?
انتهيت من مجموعتين قصصيتين, الأولى بعنوان "أتقبل التعازي", والثانية "وأنا أتوكأ عليك", كما أنجزت ثلاث مسرحيات رغم أني لا أعد نفسي كاتبا مسرحيا, لكن الفكرة هي التي جعلتني ادخل عالم المسرح, العجيب إن إحدى تلك المسرحيات للأطفال, واعتقد أنني تمتعت وأنا أكتبها, وكذلك أحاول انجاز روايتين, لكنى من النوع الذي يعاني من الوسوسة فلا أخرج شيئا إلا بعد أن أتأكد أنني غير قادر على الإضافة فيه, وبأن عملي قد اكتمل.
"هانى القط"سألته "السياسة" في حوار عن عالمه الأدبي وعن مجموعته القصصية "مدن الانتظار" التي صدرت له حديثا, وروايته "سيرة الزوال" الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي, وكيف ينظر إلى شخصيات أعماله, ومغزى قصصه…..
هل كانت النشأة صاحبة الدور الأكبر في صناعة إبداعك?
نعم, لقد أورثتني النشأة حالة من الحزن الشفيف والنظر إلى كل الأشياء بمنظور مختلف, ولا أنسى حكايات ومواويل جدتي التي كانت حكاءة فريدة, حتى أننى بعد تعلقي برواية "مئة عام من العزلة" وبكتابات مدرسة الواقعية السحرية على اتساعها, لم أجد أبلغ من قول ماركيز, أنه كتب ما سمعه من جدته كما قالت, فحكايات الأجداد الساحرة يحكونها وكأنها حقيقية, كانت جدتي تحكى لي نفس الحكاية من دون أن تتذكر وعندما أصرخ بحاجتي لحكاية جديدة كانت بسلاسة تبتسم وتغير الأحداث بسهولة أحسدها عليها فتصبح الحكاية القديمة حكاية جديدة تحمل كل التشويق والسحر, رحمها الله, لقد أهديتها مجموعتي القصصية الثانية عرفانا لإنسانيتها المرهفة ولحكاياتها العذبة بلا حد.
سيرة الزوال
ماذا قصدت من روايتك "سيرة الزوال" الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي?
أعترض بشدة على لجوئي لتفسير عمل أدبي, واعتبر ذلك خطيئة في حقي وفى حق العمل, فالعمل بمجرد خروجه من المبدع يصير صاحبه أبعد الناس عنه, فالعمل لابد ان يكون مفسرًا لنفسه, ولو كان غير ذلك فما جدواه, ولنكتف بورقة تحكى عنه وعما أريد قوله أو أقصده, لكن ولأن العمل ليس متاحًا للجميع, فما هو إلا محاولة من شخصيات بأن يسألوا عبر رحلتهم التي خطوها بأنفسهم بعد أن أصبحوا من لحم ودم فور ولادتهم على صفحة الورق الأبيض, أسئلة يوجهها كل الناس لأنفسهم ولا يتوقفون لبعض الوقت لكي يعرفوا الجواب. فثمة سؤال مصيري تطرحه الشخصيات: إلى أين? هل حقًا نختار?, ما الفرق بين الحب والغواية?, هل هناك في الدنيا سر عظيم?, من ينتصر في الحياة نحن أم القدر الذي يرسم مصائرنا?.
هل تعني أن علاقة الروائي بعمله تنتهي بمجرد خروجه للناس?
العمل الفني لا يصادر على رؤية المتلقي له, فما دمت قلت ذلك فلك الحق أن تفهم العمل الأدبي وتفسره كما تشاء, وليس من حق المبدع أن يعدل اتجاه رؤية المتلقي مهما كان مسارها لأنه لو فعل ذلك فهو إقرار منه بفشله في العمل, فالعمل فور خروجه للمتلقي يصبح ملكه ولا شأن للكاتب به, هكذا أرى.
هل تقدم الرواية صورة فلسفية لرحلة الإنسان بين الميلاد والموت?
اعتقد أنني تناولت ذلك بطريقة بسيطة, فكل فرد على الأرض يحمل فلسفة تخصه يرى بها حياته, ويدخل في تلك الفلسفة عوامل كثيرة, مكانه, مهنته, وعوامل أكثر تعقيدًا, فما من أحد مهما كانت درجة علمه وبيئته إلا ويحمل فلسفة خاصة يفسر بها حياته, وما صنعته في روايتي يعد الإضاءة من خلال الأشخاص على فلسفتهم الخاصة.
ما مغزى خروج شخصية بطل العمل "صالح" بدون أب أو أم أو وطن?
ربما لأتيح له حرية القرار في كل شيء, هكذا كان الإنسان الأول, لكن بطلي كانت تربطه روابط بالمكان الذي سعى إليه, حتى أن رحلته ما هي إلا رحلة بحث, إحداها واضحة في البحث عن جثة الأب, والأخرى لغز يكتشفه القارئ.
تعدد الأصوات
ألم تخش من تعدد الأصوات داخل العمل أن يربك القارئ?
لو أربك القارئ هذا البناء أو أي بناء آخر, فلا يتحمل الوزر سوى الكاتب وحده, على ألا يكون ذلك تبريرًا للمتلقي كي يصبح خاملاً ومتخمًا بالاستسهال, فالرواية تتسع لكل الأشكال وتحتمل كل أنواع التجريب بالأخذ من كل الفنون, حيث أن الرواية عمل فني لم يستقر ولن يستقر أبدًا على شكل أحادي محدد ومقولب, فالمساحة التي يتحرك فيها الروائي ليس لها بداية ولا نهاية.
ماذا عن مجموعتك القصصية "مدن الانتظار"?
هذه المجموعة فازت بجائزة مؤسسة "أخبار اليوم" وتضم خمس عشرة قصة قصيرة, تبدأ بقصة "كما تحب أن تكون" وتنتهي بقصة "مدينة البياض", وفي مجملها تحمل طابعًا إنسانيا, وتتحدث بلغة شفيفة, ترصد في مجملها أحزان الإنسان وآلامه ومخاوفه.
وماذا عن قصة "جبل الثلج", وهل تحاول رصد بشاعة مشهد إعدام الرئيس صدام حسين يوم عيد الأضحى?
لم أقصد صدام حسين في شخصه - رغم الإشارة له وللحدث - لكني قصدت الإضاءة على الفعل نفسه, تصور إنساناً يساق إلى الموت, في ليلة عيد, أنا كائن يشعر بالآخرين لدرجة أنني أتوحد معهم, فبعد تلك الواقعة خاصم النوم جفوني وظللت حزينًا لأيام.
هل تنتقد قصة "نبوءة" الجمود العسكري?
كنت احذر من عاصفة قادمة, تلك كانت نبوءتي التي تحققت, كل شيء كان ينذر بالعاصفة ولم يكن القائد يتصور أنها ستأتي, فلا يكفي إغماض عينيك لكي تمنع حدوث شيء, ليدرك الجميع أن الكرة الأرضية تدور والتغير حتمي لا يستطع احد إيقافه.
لماذا يغلب طابع الحزن على شخصيات أعمالك?
ربما ما أقوله يكون مكررًا لكن الشخصيات هي التي ترسم تفاصيلها, الكاتب فقط يصنع التركيبة فتتفاعل العناصر لتخرج الشخصية, ربما بعضها يأخذ بعضًا من صفاتك إن راق لهم ذلك, لكنهم في النهاية يمثلون أنفسهم, ويملكون عالمهم حزينًا كان أو فرحًا.
أهمية الجوائز
ما أهمية الجوائز بالنسبة للكاتب خاصة وقد حصلت كل أعمالك تقريبا على جوائز?
الجوائز لا أتكئ عليها متفاخرًا, فقط تسرني عندما يتقدم شخصٌ ما في مكان ما ليلتقط كتابي ويقرأه ويكون ذلك الرجل مجذوبًا لرنين الجائزة لا أكثر, وبعد القراءة يشيد بالعمل مهملاً موضوع الجائزة, عندها أتقدم بالشكر لتلك الجائزة التي عرفتني بقارئ لم يكن سيقرأني إلا بذلك, أما ما عدى ذلك فالجوائز تحمل شيئاً غير حميد ألا وهو الاتكاء عليها, لذلك أرى أن الجائزة لا تصنع مبدعًا. أنا كاتب يخطط لمشروعه بصبر مع إدراكه التام أنه لم ينجز حتى الآن إلا قليلا مما يتمناه, لأن أفقي وأحلامي بلا حدود.
ما أبرز المشكلات التي تقابل الكتاب?
الكاتب العربي وُجد في مجتمع لا يقرأ ولا يمتدح القراءة لأن القراءة ليست من أولوياته, فاتكاء الكاتب على العيش من الكتابة ما هو إلا ضرب من الخيال, لذا فإنه يضيع جزءاً من حياته في العمل الروتيني الذي يقتل الموهبة ويبدد الطاقة, إلا قليلون استطاعوا أن يوائموا بين وظائفهم ومشروعهم الكتابي, مثل "العم" نجيب محفوظ, فهو الوحيد الذي كان بمستطاعه أن يعيش من عائد ما كتب, خاصة بعد حصوله على نوبل.
ماذا تقدم لك الكتابة كإنسان?
الكتابة جعلتني أسعى لعالم أجمل, متشوقًا لجعل كل حلم سعيد حقيقة, كما جعلتني لا أحيد عن إنسانيتي, تلك القيمة التي يتخلى عنها الكثير من البشر كي يحصدوا الوهم, فما الشهرة والثراء والافتتان بالغواية بتعدد أوجهها سوى بحث عن سراب, قل لي ما اسعد الأوقات? بالتأكيد ستكون لحظات تواصل إنساني حقيقي ليس لها غرض ولا غاية, هكذا أظن, وهكذا علمتني الكتابة, الكتابة أسعد أوقات حياتي.
ما آخر إبداعاتك?
انتهيت من مجموعتين قصصيتين, الأولى بعنوان "أتقبل التعازي", والثانية "وأنا أتوكأ عليك", كما أنجزت ثلاث مسرحيات رغم أني لا أعد نفسي كاتبا مسرحيا, لكن الفكرة هي التي جعلتني ادخل عالم المسرح, العجيب إن إحدى تلك المسرحيات للأطفال, واعتقد أنني تمتعت وأنا أكتبها, وكذلك أحاول انجاز روايتين, لكنى من النوع الذي يعاني من الوسوسة فلا أخرج شيئا إلا بعد أن أتأكد أنني غير قادر على الإضافة فيه, وبأن عملي قد اكتمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق