ومضات في الأدب والفن
خيري
عبدالعزيز
الجزء الأول
· ضوابط الكتابة وقواعدها, أيا كان نوع النص, تمتزج مع بنية
الكاتب الإبداعية, لتصبح الموهبة والأدوات لحمة واحدة لا يمكن الفصل بينهما, ومن
هنا فالأديب الحق لا يراعي بشكل إرادي قواعد الكتابة أثناء الممارسة لأنها أصبحت
أحد مفردات موهبته..
--------------------------------------------
· كل نص له لغته الخاصة التي يستدعيها النص بشكل عفوي, ولهذا فأظن
أن انسيابية اللغة مرتبطة ببنية النص وطبيعته.. ولو كتب المبدع نصه بشكل عفوي
لتحددت أمور عدة بعد الانتهاء من النص وليس أثناء الممارسة.. منها على سبيل المثال
اللغة.. وظني أن لحظة الإبداع ليست مرتبطة بقواعد, فقد يكتب نص رائع وقد خرق
العديد من المسلمات ..
--------------------------------------------
--------------------------------------------
· المحاولات المضنية في التجريب من قبل الخواص, هي لكسر القيود
النمطية للقوالب الأدبية, وقد ينجح البعض فيجدد من روح الأدب, وقد يخرج الجنين
مشوها, يلاحقه الخزي ويصرعه النسيان.. والتجريب في حد ذاته ليس هينا, ومن يقومون
به من الأدباء هم مثل فرسان الصفوف الأمامية من الجيش, الذين يدكون الحصون كي
ينساب الجند رابحين أرضا جديدة..
------------------------------------------
· ثمة درجة جد صعبة, لا يبلغها إلا خواص الخواص من الأدباء, أولئك
الذين انصهرت موهبتهم, وثقافتهم, وملكاتهم, وأدواتهم في بوتقة الإبداع.. ليخرج
النص من بين أيديهم غاصا بالجمال, بلا معرفة لمكمن الجمال.. فقد امتزج الكل في
واحد..
· الإغراق في الغموض, والالتواء اللغوي يخنق النص ويجهز عليه..
ويصيب القارئ بالسأم والملل.. ليغدو الفاهم الوحيد لهذا المنتج الملغز هو الكاتب
نفسه..
من لديه ما يقول لن يكترث كثيرا بالبهرجة
والتعتيم..
----------------------------------------
· لكل عمل إبداعي طاقة شعورية, من المفترض أنها تتناسب مع قدرات
المبدع, المشكلة تكمن أنه أحيانا تتطاول قامة النص عن قامة كاتب النص, وتشرئب
الشخصيات برؤوسها تطالب بما ليس في مقدرة الكاتب أن يفعله.. هنا تحدث انتكاسة ابداعية..
-----------------------------------------------
· بالنسبة للمذاهب الأدبية بداية من الواقعية التصورية وانتهاء
بالفانتزيا أظنها تخضع لنفسية الكاتب أولا, ثم لثراء مخيلته وتأثيرها عليه لحظة
فعل الكتابة, فالكاتب الملتصق بالواقع سيخرج عمله الأدبي واقعيا متماهيا مع
الحياة, وهكذا.. أما تصنيف الكاتب مذهبيا فلا دخل للكاتب به فطبيعته وتركيبته
الأدبية هي التي تفرز نتاجا أدبيا يجعل المعنين بالأدب من نقاد وخلافه يصنفونه
تبعا لهذه المدرسة أو تلك..
· كل تجربة يمر بها الكاتب, تضيف إلى
وجدانه, وهو لابد يوما سيرصد تلك التجربة بأحاسيسها ومشاعرها في عمل ما.. التجارب
التي نخوضها والمشاعر التي تضاف إلى مخزوننا الإنساني من تلك التجارب هي كنزنا
الحقيقي والنبع الذي نستلهم منه أعمالنا الإبداعية, وهي الثقل الحقيقي لهذه
الأعمال, فهي ما تحيلها من مجرد قص أجوف لأحداث مترابطة مسلسلة ذات حبكة إلى حياة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق