دار الشؤون الثقافية
العامة:
(سقف طموحنا عالي... وهمنا الشأن العراقي كله)
زينب محمد مسافر
عودتنا دار الشؤون
الثقافية على كل ما هو جديد في تدعيم المشروع الثقافي الذي تتبناه هذه الدار منذ
تسلم الدكتور نوفل ابو رغيف وأدارتها، وهو يسعى الى تأسيس أعراف ثقافية . وأعتقد
ان الكثيرون يتفقون معي على أن الندوات والملتقيات الثقافية التي تناقش الاشكاليات
والمعوقات التي تعاني منها الثقافة العراقية وتعطي الحلول والمبادرات التي تساهم
في هذه المشاكل ولعل الندوة الاخيرة التي اقامتها دار الشؤون الثقافية العامة وهي
تناقش توجيه السلوك الوظيفي للموظفين والعاملين في وزارة الثقافة خصوصاً والقطاع
الخاص والحكومي في البلد عموماً، وهذا ما سعت اليه دار الشؤون الثقافية وانجزته من
خلال اقامة ندوة بهذا الخصوص، وقد جاءت في محلها ووققتها، فنحن فعلاً بحاجة الى
هذا نوع من الندوات والاستماع الى طروحات يقدمها اختصاصيون في هذا المجال خصوصاً
بعد تفشي الفساد الاداري والمالي في دوائر الدولة بحيث انعكس سلباً على الايداء
الفعلي للموظفين ومن ثم على الخدمة المقدمة للمواطن الذي هو المتضرر الاول، وما
يترتب من جراءه ذلك من الحاق الضرر بالبلد نفسه.
الندوة حملت عنوان:
(توجيه سلوك العاملين في وزارة الثقافة... ضرورة معرفية وجمالية) وبرعاية المدير
العام الدكتور نوفل أبو رغيف المتحدث الرسمي لبغداد عاصمة الثقافة العربية 2013.
وبالتنسيق مع (منتدى جسور الثقافي) وهو ثمرة من ثمرات المشروع الثقافي الذي تتبناه
الدار ... ندوة مفتوحة يقدمها كل من:
ـ الباحث الدكتور فائز
الشرع / معاون عميد كلية الآداب الجامعة المستنصرية.
ـ الباحث الدكتور رهيف
ناصر علي / الأستاذ في قسم الاجتماع – كلية التربية أبن الرشد .
ـ الباحثة الدكتورة
انتصار هاشم مهدي / اختصاص علم النفس التربوي في كلية التربية.
أدار الندوة الاستاذ
الشاعر منذر عبد الحر حيث أفتتح الجلسة مرحباً بالاساتذة المحاضرين وجمهور
الحاضرين والضيوف الكرام. موضحاً أهمية هكذا ندوات لحل مشكلة تعاني منها الدول
النامية خصوصاً.وأن أقمة مثل هذه الندوة في مؤسسة الثقافية مثل دار الشؤون
الثقافية العامة دليل على أن الثقافة هي التي ترسم خارطة الدول الجديدة.
ثم دعا الدكتور نوفل
ابو رغيف راعي الندوة لالقاء كلمته والترحيب بالضيوف، فتحدث الدكتور أبو رغيف
مشيراً الى دور الشؤون الثقافية العامة في اقامة معرض الكتاب بدورته الاولى والثانية،
مؤكداً على انها منبراً مميزاً للمؤسسات الثقافية وفي مجالات الثقافية المختلفة.
مؤكداً على ان موظف وزارة الثقافة له خصوصية كما لموظفي وزارة التربية والتعليم
العالي، وهم يختلفون كثيراً عن موظفي وزارة النفط مثلاً أو وزارة الكهرباء مع كل
التقدير والاحترام لكلا الوزارتين.
مؤكداً على ان خاصية
بناء المواطن ـ الانسان ـ تقع على عاتق هذه الوزارات الثقافة ـ التربية ـ التعليم
العالي.
مشيراً على أنه يدافع
عن مقولة يرددها الجميع بأن دار الشؤون الثقافية العامة هي مصنع للثقافة العربية، قائلاً:
(لقد لملمنا أوراقها وجعناها في الصدارة معاً، وهي مثال على الالتزام الثقافي
والاداري، فكل موظف في هذه الدار بمئة موظف في مؤسسة أخرى مع الاعتزاز بالجميع.
شكراً للفضائيات والصحف التي تحرص على مواكبة كل فعاليات الدار رغم كل الظروف
الصعبة التي نعيشها ويعيشها الوطن.اتقدم بشكري الجزيل لمنتدى جسور للتواصل معنا في
جميع فعاليات الدار، واكد على اهمية دور المنتدى، وحضوره الفاعل).
ثم قال الدكتور أبو
رغيف: (نبارك هكذا ندوات تفاعلية تخدم البلد والموظف والمراجع معاً، فالمتحدث في
هذه الندوة يعبر عن رأيه وتصوره ضمن القالب الاكاديمي العلمي، لتعم الفائدة
للجميع).
تم تقدم الدكتور ـ
رهيف ناصر علي ـ وهو متخصص بالتربية وعلم النفس ليقدم ورقته حيث قال: (كنا نسمع عن
هذهِ المؤسسة الثقافية كثيراً ولم نكن نعرفها جيداً... ولكني تأكدت الان بأنها مؤسسة
متميزة بنشاطها وعملها وهذا التصور اصبح واقع ملموس، وأضاف الدكتور... بأن السلوك
يعني اداء الانسان الفاعل والمؤثر، ومن واجب موظف وزارة الثقافة معرفة بعض الشيء عن كل شيء وهذا يعني انه مثقف
بما يكفي لاداء وظيفته في مؤسسته التي لا تقل اهميتها عن وزارة التربية والتعليم
العالي، وهناك بعض الاشخاص من الذين يحملون الشهادة (الجامعية مثلاً) ولكن هذه
الشهادة قد لا تؤثر في سلوكهم وعاداتهم وتعاملهم مع الناس، فللوراثة والبيئة
تأثيراً كبيراً ايضاً وليس الشهادة فقط).
وأضاف قائلاً: (أود أن
اطرح مشكلة التعامل مع الرؤساء في العمل التي قد تعاني منها بعض المؤسسات والتي
نحاول نحن المتخصصون ايجاد حلول جذرية لها، فالتعاون بين الموظف ومرؤسيه مهم جداً
في انجاح اي مؤسسة على اختلاف اهدافها. وقد أكد الدكتور اننا مازلنا مع الاسف نعيش
العشوائية في حياتنا وعملنا. مضيفاً نقطة مهمة هي عندما يكون مدير المؤسسة ضمن
الوسط وضمن اختصاصه وخبرته يكون العمل اكثر نجاحاً من غيرها من المؤسسات التي يكون
مديرها من خارج الوسط).
ثم تحدث الدكتور رهيف
عن حقوق الموظفين وواجباتهم ماراً بمسألة تقييم الموظف وتخصيص الدرجة التي يستحقها
مؤكداً على اهمية المكافأة بالنسبة للموظف المثابر الجاد لتكون محفزاً له ولغيره
من الموظفين على الاستمرار بالعمل المثمر.
وبعدها تحدثت الدكتورة
ـ أنتصار هاشم مهدي ـ اختصاص تربية وعلم النفس قائلة: (من الجميل مد الجسور بين
وزارة الثقافة والتعليم العالي لتعميم الفائدة التي تعتمد حل المشاكل بشكل علمي
أكاديمي، وقد تناولت في حديثها معرفةً الاخلاق على انها قيم اجتماعية ايجابية
تعززها الشخصية الانسانية. يتعلمها الانسان من خلال البيئة مثل الصدق والكذب، وحتى
الدين فهو يبنى على الاخلاق، وقد اضافت أننا رفعنا في ندوتنا شعار الجمال وهي كلمة
مرادفة للاخلاق، مؤكدة على الحقوق والواجبات للموظف والمرتكزات التي يعتمد عليها
أي عمل منها التقيد بالدوام الرسمي وساعات العمل.
ثم اضافت الدكتورة انتصار ان المجتمع العراقي
عموماً لا يحترم الوقت وهي تنشئة اجتماعية خاطئة مع الأسف، ثم تكلمت عن الهدايا
التي قد تقدم لبعض المسؤولين والتي تعتبر رشوى وهو سلوك مرفوضاً تماماً مؤكدة على
أهمية تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وأهمية التعامل الايجابي مع المراجعين.
خصوصاً لوزارة الثقافة وتجنب التهجم في وجوههم وكذلك في الدوائر الحكومية، وقد
تحدثت الدكتورة أيضاً عن كيفية التعامل مع وسائل الاعلام وكيفية الحفاظ على سمعة
الدائرة او المؤسسة التي يعمل بها الموظف والابتعاد نهائياً عن التشهير والتسقيط.
والحديث أيضاً على
الحوافز التشجعية المقدمة للموظف وأهميتها حتى ولو كانت بسيطة لانها تحقق استقرار
نفسي وتشيع جو من الراحة النفسية... فهي دليل على تقييم المسؤول لعمل الموظف
وتقديره له).
ثم تحدث بعد ذلك
الدكتور فائز الشرع وهو ناقد وشاعر من الوسط الثقافي العراقي الرصين حيث ابتدأ
حديثه: (مؤكداً على ان الدار لم تكتفي بنشاطها الثقافي فقط بل تعدتهُ الى النشاط
الاداري والسلوك الوظيفي، ثم تحدث عن حدود الوظيفية واخلاقياتها وجماليات الاداء،
خصوصاً بعد ان أصبحت الوزارة مخصصة للثقافة فقط بعيدأ عن الاعلام فهي تتعامل مع
نخبة تنتج الثقافة وتتلقاها موضحاً أهمية وزارة الثقافة في ابراز الوجه الحقيقي
للبلد.
وقد تحدث الدكتور الشرع
عن نشاطات الدار ومنها المعرض الاول والثاني للكتاب موضحاً أهمية هكذا نشاط
للثقافة والمثقفين وأكد على جمالية المظهر والسلوك والعلاقة بين الموظف والمراجع،
وقد شخص الموظف الاديب مثلاً او الكاتب الذي يكون لديه شعور بالتفوق على الآخرين
ثم اضاف أن موظف الثقافة... واجهة لدائرته ووزارته.
بعدها تطرق الى ان
الرقابة مهمة وهي حالة صحية ولكنه حذر من سطوة الرقابة غير العادلة).
ثم أنتقل الحديث الى
الحضور من خلا المداخلات التي شارك فيها الدكتور رياض موسى سكران حيث قال: (ان
الحديث عن الثقافة لا يشبه اي حديث لاننا نتحدث عن شخصيات مهمة ومؤثرة في الذاكرة
الثقافية والعراقية شخصيات شكلت علامة فارقة ونموذج حقيقي في كيفية التعامل
المعرفي والجمالي في كل مجالات الثقافة).
وشارك بعدها الدكتور
نوفل ابو رغيف قائلاً: (نحن بحاجة الى تعميم مثل هذه الندوات في بقية المؤسسات
والجامعات. حيث لا يزال بعض المثقفين يعتقد ان الوقوف مع المؤسسة والدولة خطأ وكأن
واجبه الشتيمة فقط. واضاف قائلاً: ان هناك علاقة مهمة وقوية بين وزارة الثقافة مع
وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الخارجية
ووزارة حقوق الانسان، فالهدف واحد وان تعددت الاساليب، مؤكداً على ان الثقافة اكبر
من المذهب والطائفة والحزب وان على المؤسسات الرقابية ان لا تتحول الى شرطي،
موضحاً على ان هناك خطوط حمر لا يمكن تجاوزها وهي ذمم الناس وكرامتهم وحياتهم،
وعلى الجميع العمل باخلاص وبجد لترك بصمة واضحة وان دار الشؤون الثقافية نموذجاً
حياًً للعمل المؤسساتي الرصين).
ولقد توجهت الدكتورة
المحاضرة (انتصار هاشم) بالشكر الجزيل للحضور على حسن استماعه ومتابعته معبره عنه
بالجمهور الحيوي المثقف).
ثم ختم الندوة الاستاذ
منذر عبد الحر بتوجيه الشكر للدار على حسن الضيافة والاساتذة المحاضرين مؤكداً على
استمرار فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية من خلال برامجها المنوعة ومنها جلسة
موسيقية للموسيقار العراقي العالمي نصير شمة واقامة مهرجان للفلم السينمائي
الثقافي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق