2016/03/28

نقش على جباهنا العارية .. قصة بقلم: حسام الدين يحيى



نقش على جباهنا العارية
حسام الدين يحيى
صدقونى يا سادة انا ما زلت انا على سجيتى اﻷولى كما تركنى اﻷب اﻷول..صانع عالمنا الجديد وداحر كل الثورات ، فلتتقبل يا ابنا تضحيتنا ولتغفر لنا خطيئتنا الكبرى .
الم يأتى احد بعد لزيارتى يا سادة ..(أنا التمس لهم العذر يا سادة)، فقد يكونوا مشغولين ببعض المشاكل المعتاده ..او قد تكون اصابتهم بعض المصائب من جراء فعلتى الشنيعة التى ارتكبتها ..ولكننى لم اكن اقصد كل تلك المتاعب صدقونى .. أنا لم اكن اقصد الدخول فى التيه .. كل ما علمه لى ذلك الرجل المسمى بالحكيم.. هو وهم وكذب ..اقسم لكم بذلك ..لا شئ مما قاله لى حقيقى .. فأنا الأن ابصر الحقيقة ،لم اكن اصدق فى بدء اﻷمر انه وفى عهد مضى مجلس يسمى بمجلس الحكماء ..او العلماء ..كان يخدعنى بأكاذيب وترهات عن العالم القديم ، عن العلم والكتب والفنون من رسم وموسيقى ورقص ..بث سمومه فى عقلى..خدعنى بكلامه المسموم المغموس فى العسل ، كلماته الواثقه المرتبه..انتقى انت يا سيدى اى جزء من هذا التاريخ المزيف وكلام الحمقى والمشعوذين. .قد احكيه لك..لقد حفظت كل اقاويله عن ظهر قلب ..حتى علوم الفلك وحقبات التاريخ..تاريخ كل الثورات فى العالم القديم ..اسبابها ..اصدقنى القول واجعلنى اعترف لك بكل ما تعلمته معه خلال تلك السنوات .. اجعلنى شاهدا عليه..حينما تعلقونه على مشانقكم ..اجعلنى شاهدا على قبره ..صدقونى يا سادة انا ما زلت انا على سجيتى اﻷولى كما تركنى اﻷب اﻷول..صانع عالمنا الجديد وداحر كل الثورات .. فأنا احفظ تاريخه كله حينما كان هو صبى يعمل فى حقول العنب..حينما ثار وقاتل وأسر فى معتقالات الفاشية اﻷولين .. حينما دحر كل القتله والحكام ..ونقش قانونه اﻷبدى على جباهنا العاريه ..نقشها بالنار والصقيع..فلم يجرء احدا على تحديه خوفا من ظهور الفاشية اﻷولين حتى وان دحر ابنائهم ونسائهم واجسادهم الميته معلقه اعلى الشلال..واجسادهم الميته معلقة فى الشوارع تذكرنا دائما وابدا ،فقدنا النطق كما أمرنا واغلقنا اﻷذان..علقنا قرنياتنا العمياء فى ارجلنا.. اغلقنا مداخل الشياطين والمرده  .. وصار كل منا قابع فى منزله..يتضرع للاب الحامى..يدعوا له .. يخر سجدا..ولكنكم يجب ان تصدقوننى..يجب ان تحلون وثاقى .. فأنا للاب الحامى مصدقا ووفيا .

احد حكماء الأب الأول يتحدث:-
-وها هو يا ساده ذلك المريض بعد اجراء العملية له.. هادى ومستقر .. وفى ذلك الصندوق الزجاجى يرقد ذلك الورم المسبب لمرضه .. المخ.
احد مفتشى البوليس يحكى ما رأى للنائب العظيم:-
عند مداهمتنا لمنزله .. وجدناه يجلس امام المرآة .. مقرفصا ، ويرسم وطن.

ليست هناك تعليقات: