رنا
محمد نزار
لابد
ان نميز بين الشخص والشخصية في الدراسات البنيوية والسيميائية الحديثة فالشخص كائن
إنساني له ذات وكيان خاص بالمجتمع أما الشخصية الروائية هي الشخصية التي يقوم
بخلقها خيال الروائي وتقوم هذه الشخصية بأفعال ووظائف داخل المسار السردي ولعل أهم
مكونات الشخصية الروائية ومرتكزاتها الأساسية نجدها في صورة الشخصية الروائية التي
تتظافر مع مكونات سردية أخرى كالفضاء، والإيقاع، والامتداد، والتلقي لتكون عملاً
روائياً يمكن تسميته على مستوى السياق الأدبي بـ (رواية) ولا يمكن تحديد صورة
الشخصية لا بوضعها ضمن السياق الجمالي والأسلوبي التي تستند إليه الصورة الروائية
وما هذه الصورة إلاّ تجسيد جمالي وفني على مستوى اللغة والتعبير و لهذه الصورة
قواعد وضوابط جمالية تتمثل في الطاقة البلاغية، والطاقة اللغوية، والسياق النصي،
والسياق النوعي، والسياق الذهني وبالتالي فالصورة الروائية صورة جامعة لكل العناصر
الفنية التي تجعل من العمل الروائي (رواية) هذا ما تناوله المؤلف د. جميل حمداوي
في سياق عام يدرس فيه الشخصية الروائية في كتابة سيميوطيقا الشخصية السردية الصادر
عن دار الشؤون الثقافية العامة ضمن سلسلة الموسوعة الثقافية بالرقم (142) يقول
المؤلف في نظرة عامة حول الشخصية الروائية تعددت المقاربات التي تناولت الشخصية من
عدة وجهات ومنظورات، فهناك المقاربات السايكلوجية والواقعية إلى جانب المناهج
البنيوية والسيميولوجية وبناءاً على ذلك انتقلت الشخصية من مدارها الإنساني إلى
مرحلة الكائن الورقي حسب ما يقوله الناقد الفرنسي (رولان بارت) ومن الشخص الى
الشخصية بحسب ما يعبر الناقد (ميشيل زيرافا) حيث ينتقل الإنسان الواقعي في هذه
الحالة إلى الشخصية المتخيلة في ذهنية الكاتب.
يقول
المؤلف إن الكثير من الباحثين يربطون الشخصية بوظيفتها المرجعية، لا بسياقها الأسلوبي
والاستيطيقي فالأديب في تصويره للبطل في القصة أو المسرح يعبر عادة عن فلسفة معينة
تكمن وراء رسمه لملامح الشخصية.
والرواية من أكثر الفنون اهتماماً بتصوير
الإنسان في علاقته بالمجتمع فهي ملحمة العصر الحديث حيث تصور الشخصيات فيها غالباً
بدلالات مضاعفة وهي تختزل موقف النقاد الحائرين بين الصورة التخيلية للشخصية
الروائية، وبين صورة الكاتب والعصر التي تعكسها تلك الشخصية.
تضمن
الكتاب إضافة إلى المقدمة والمدخل إضافة إلى مقاربة الشخصية الروائية عند (جورج لوكاتش)
و(لوسيان كلودمان) على خمسة فصول وخاتمة احتوى الفصل الأول على الموضوعات التالية:
1ـ
الشخصية الروائية من احالة الى علامة.
2ـ
المقاربات التقليدية والشخصية الروائية.
3ـ
المقاربات الحديثة والشخصية الروائية.
4ـ
اقتراح جديد لدراسة الشخصية الروائية.
إما
الفصل الثاني فقد أشتمل على:
1ـ
العامل والفاعل والممثل والأدوار السيميائية.
2ـ
تحديد المفاهيم العاملية / في الحقل السيميائي الغربي.
3ـ
مفهوم العامل.
4ـ
مفهوم الفاعل / الممثل.
5ـ
الخلط بين المفاهيم العاملية / في الحقل السيميائي العربي.
6ـ
أنوع الأدوار السيميائية.
إما
الفصل الثالث فقد تطرق إلى سيميلوجية الشخصية عند فليب هامون.
إما
الفصل الرابع فقد تناول فيه المؤلف:
1ـ
سيمياء اسم العلم في الرواية العربية.
2ـ
مفهوم اسم العلم.
3ـ
الآليات السيميائية للتسمية العلمية الشخصية.
4ـ
مقاربات اسم العلم.
5ـ
وظائف اسم العلم.
6ـ
من اجل منهجية سيميائية لمقاربة اسم العلم.
7ـ
سيمياء اسم العلم في الرواية التأصيلية او تراثية.
اما
الفصل الخامس والأخير فقد تناول فيه الكاتب دلالات اسم العلم في الرواية العربية
السعودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق