محمد نجيب مطر
قتل أحد
الأشخاص المميزين في ظروف غامضة، استدعيت النيابة للتحقيق، وبدأت السلطات الرسمية
في عمل التحريات اللازمة عن شخصية القتيل وظروف الجريمة.
كانت الضحية
من علماء الذرة المصريين المشار إليهم بالبنان، عمل في جامعات أوروبا تحت اسم باحث
في تكنولوجيا النانو.
بعد قيام
ثورة يناير عاد إلى القاهرة بعد أنباء عن بناء مفاعل نووي في الضبعة ممنياً نفسه
بالاشتراك في إقامة هذا الصرح الجديد الذي طالما حلم به.
شارك بقوة في
المناقشات العلمية التي دارت حول هذا الشأن، واستمات في الدفاع عن فكرته، حتى كون
رأياً عاماً شكل ضغطاً على الحكومة من أجل إنجاز المشروع في أقرب وقت، وبأعلى
المواصفات.
انفصل العالم
عن أهله، و أقام في عمارة سكنية قي منظقة مزدحمة بالقرب من ميدان العباسية.
كان يطمئن
على أهله بالتليفون المحمول على خط وجهاز منفصل، ويزورهم في الشهر مرة واحدة بعد
أن يحتاط للأمر حتى لا يتبعه أحد.
بعد تشريح
جثته في الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة، تبين أنه توفي نتيجة سكتة قلبية مفاجئة
رغم أن التحريات أثبتت أنه لم يكن يشكوا من أي متاعب في القلب.
اكتشفوا
جرحاَ صغيراً ربما كان من حقنة دقيقة في إصبع قدمه، بعد تحليل الدم لم يجدوا ما
يريب.
قال أهله أنه
عاش طول عمره في الخارج مطارداً، فأصبح يختاط لكل شئ، انتقل إلى عدة شقق سكنية في
أماكن متباعدة في فترات قصيرة.
كان متخوفاً
من أن ترصده عيون الموساد فتصطاده كما اصطادت غيره في غفلة من الزمن وغفوة من
الشعوب.
كان يقول لهم
أتمنى أن أقوم بالعمل الذي خلقني الله من أجله، وهو المشاركة بفاعلية في إنشاء أول
مفاعل نووي في مصر، لأن هذا اليوم له ما بعده في تاريخ الأمة.
أمن شقته بطريقة
بحيث لا يمكن اقتحامها، الأقفال كانت محكمة الغلق، الطعام الذي يتناوله من أغذية
محفوظة لا يمكن أن تمسها يد.
القضية كانت
محيرة، وزادت حيرة المحققين عندما اكتشفوا سرقة مصوغات ذهبية من بعض الشقق في المنطقة
نفسها بطريقة مريبة.
السرقات تتم
والناس خارج المنزل، لا يتم كسر أقفال و لا اقتحام الشقق، و لا يرى غريب في
المنطقة في وقت عملية السرقة، و لا آثار و لابصمات، وكأن من يقوم بتلك السرقات
عفريتاً من الجن، أو روح شرية، أو ربما شخص مخفي.
بالصدفة
المحضة وجد المحققون صرصوراً صغيراً في لاصقة صيد الصراصير بجانب التواليت، يبدو
أنه بذل جهداً للخروج من ورطته.
بعد الامساك
بهذا الصيد اكتشف المحققون أن الصرصور مصنع وليس حقيقياً، فتحوه ودرسوا مكوناته
التي كانت تعمل بتكنولوجيا النانو.
وجدوا به
محركات صغير الصنع تجعل هذا الصرصور الصناعي قادراُ على السير على الأرض وعلى
السباحة في الماء عكس التيار، يعمل على بطارية كهربية قوية صغيرة طويلة الأمد.
لكن المشكلة
التي أوقعته هو أن أرجله ذات الزوائد والشعيرات التي تمكنه من الثبات على الأرض
الزلجة، تفاعلت مع اللاصق فلم يستطع الفكاك، محاولاته للخلاص زادته تثبيتاً في
اللاصق.
اكتشفوا
بطاقة ذاكرة الكترونية بها صورة الضحية، واكتشفوا عدسات جانبية وعلوية لتتبع صاحب الصورة.
الشئ المثير
للدهشة أنهم اكتشفوا مسار الصرصور المسجل على الشريحة للدخول إلى الشقة كان من
مواسير المجاري القريبة في الشارع القريب المجاور.
وضع أحدهم الصرصار
في الفتحة، وتولي البرنامج المسجل على الشريحة توجيه الصرصور للوصول من أنبوب
الصرف الصحي ليدخل شقة المطلوب ويتم حقن الضحية بمادة سامة تحدث أزمة قلبية سريعة
ثم تذوب في الدم ويختفي أثرها بعد دقائق.
ضحك المحقق
ثم قال :
أخاف أن يأتي
اليوم الذي يبعثون جيوشهم لغزونا عن طريق صنابير المياه بعد إلقائها في النيل ربما
عند سد النهضة في أثيوبيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق