ليلى الزغداني
يغيب ويتركني للحظات ثم يعود. كل مرة رحل فيها وعاد، قدم لي أعذارا واهية
عن مغيبه، كنت اجدها أعذارا معقولة أصدقها ثم أعود أنا وإياه معا فنساير الحياة
كأطفال أنجبوا البارحة بفرح وسعادة، ثم يغيب تارة أخرى كالقمر أبحت عنه وسط النجوم
ولا أجده وأظل أتالم لوحدي تدور في ذهني كوابيس عديدة كنت دائما غاضبة لا أحب أن
أمزح مع أحد، ذات مرة قلت له ونحن نحتسي القهوة إني أصبحت أخاف ضياعك بدون عودة رد
ساخرا؛ اذا قد اضعتني لمرات. فاجيب غيابك المتكرر هو الذي أصبح يشعرني أني لست ألا
جزءا ثانويا من حياتك ويقول لي: هناك مجموعة من الاشياء تحول من عدم فهمك لي.
للاسف كنا نتحدث دائما بالغاز كأننا اعتدنا أن نفهم جزءا من الكلمات والاخر نجعل
الحياة تفهمنا إياه، كان غيابه المتكرر يشعرني اني كأي واحدة مرة من قبلي كنت أخاف
ضياعه لان الحياة بالنسبة لي ولغيري متعلقة به، ناجحه به وفاشلة بعدم وجوده، لما
هاته الحياة اعطته كل تلك الصلاحيات. ذات مرة قال لي هن النساء كالاثات اجبت بإستغراب:
كيف؟ قال تصلح لان تغير وتجدد. كنت أفهم كلامه جيدا وماذا كان يقصد كأنه يعتادني على فراقه كنت أجيب بغباء ممكن وأنا
اوافقك فالمرأه تحتاج الى تغير هيأتها كلما تطلب الامر لتظهر على أحسن منظر وتظهر
بأنها أصغر سنا هاته النساء وانا افهمها لاني ببساطة انثى. كانت دموعي منحبسه
كصنبور مقفول على وشك الفك رفعت رأسي وأنا أحاذته مخافة وقوع تلك الاشياء هي دائما
تظهر لتشاهدنا ونحن في حزن هي فضولية دائما كان لي دائما سؤال يراودني لماذا عيون
الرجال لاتدمع ألأنهم قساة القلب؟ أظن العكس فوالدي كان يبكي جراء وعكة صحية لاخيه
أيا ترى هو جبان؟ ام ان هذا الماثل امامي هو الجبان؟ كان احساسا غريبا وقد لاحظ
شرودي فقال لما أتت شاردة فيما تفكرين؟ أردت أن اخبئ ألمي وقلت: ترى هل تحبني بما
يكفي لكي لا تبتعد عني أبدا؟ كان دائما يجعلني لا أفهم شيئا كان دائم الرد بسؤال فيقول:
وترى إن قال المحب للحبيب أنه أحبه لن يصبح ذالك سوى الم لان اللحظات التي تسبق
الاعتراف تكون اجمل واعذب كان دائما مراوغا في اجوبته. كنت أساله عن سبب ذهابه مني
والعودة مجددا الي. فقال هذا نفس السؤال الذي لازلت لم أجد له جوابا؟ اتراه قد وجد في شيئا مميزا لم يجده
ممن قبلي؟ كنت دائما اقول ما الشيئ المميز في ياترى؟ أهو لون عيني رغم سوادهم أم
قامتي رغم أنها ليست طويلة بما يكفي، اتراها اناقتي على الرغم
اني لا اساير الموضة؟ كنت كلما جلست انا واياه تساورني مجموعة من الاسئلة كنت لا
اصدق جلوسي معه كنت لا افكر في جلوسي كنت دائمة التفكير في رحيله، قال ذات مرة لما
تفكرين في افتراقنا لما لاتجعلينا نعيش هاته الايام الحلوة انا واياك كنت احاول
اقناع قلبي برحيله لكن بدون جدوى انتهى لقائي به وعدت الى البيت. وانا في الطريق
رن هاتفي حملته بكل استغراب فوجدته الذي
يرن أجبت بكل استغراب الوووو. فقال: أنا اردت ان احادتك حتى تصلي البيت. كنت سأطير
من الفرحة لكن خبأت فرحي لا اعرف لما كلانا يخبئ مشاعره تجاه الاخر هو ايضا قال
اتصلت لاحادتك حتى تصلي البيت، كان عليه القول اتصلت لاطمئن على دخول حبيبتي البيت
وهي في سلام. كان يعذبني كلامه كنت اتمنى ان افهمه كله لكن كلامه لايفهم كان دائما
يراوغني، عندما يكون معي يعاملني كقطته المدللة لكن سرعان ما يعاملني معاملة
المالك للمملوك والمملوك دائما مهلوك لا يعاملني كالحبيب لحبيبته كنت أخجل من
القول لصديقاتي ان لي حبيب كنت اخاف ان يتركني لكن ليس في كلامه ما يبين لي انه
يحبني حقا .غادر كعادته ولم يعد انتظرته لشهور ولما لا اقول سنوات كنت دائما
اراسله مع علمي عدم رده علي. كان الحزن يقتلني انتظرته لسنتين كنت اتغابا على قلبي
بأنه سيعود لكن كان السؤال الآخر دائما موجود ياترى متى؟ وماذا يفعل في غيابه؟ ذات
يوم استيقضت وقطعت وعدا على نفسي الا انتظره مجددا اخدت هاتفي واتصلت بزميلتي قلت
لها أريد ان ابحت عن عمل كانت فرحتها لا توصف لانها تعرف علاقتي به، قالت: أراقتني
فكرتك. لدي عمل لك. غيرت ملابسي وتوجهت الى صديقتي استقبلتني بحفاوة قالت: ان مدير
شركتنا يبحث عن كاتبه له ولم يجد احسن منك لقد حادثه بالأمر. وقد وافق. كنت شديدة
الفرح فأقامت لي موعدا معه غدا. في اليوم التالي إستيقضت باكرا وارتديت أحسن ملابس
لي تعطرت واخدت حقيبتي الصغيرة كانت الساعة التاسعة صباحا أخدت سيارة لأن السماء
كانت تمطر ثم وصلت حوالي التاسعة والنصف الى الإدارة استقبلتني زميلتي وقالت لي:
المدير بالداخل ينتظرك! أحسست بالرعب كاني سأرى شبحا ترددت في
الدخول لاحظت صديقتي قلقي وقالت: لما انت مكتئبة هكذا؟ قلت: لأني سأفعل خطوة خطرة
جدا. قهقهت بصوت مرتفع ترى ما المريب؟ لما انت قلقة هكذا؟
انت فقط ستحصلين على عمل. لكن الذي لا تعرفه هو ان العمل بالنسبة لي هو فراق بيني
و بينه كان يرفظ ان اعمل كان يقول لي دائما إن العمل من حق الرجال كان قاسيا على
النساء لكن رغم ذلك كان حبي له يزيد يوما بعد يوم. طرقت صديقتي الباب وسمعت المدير
يأمر بالدخول ثم فتحت الباب والعرق يتصبب مني لم احس بالذعر مثل هذا اليوم. وكانت
المفاجئة! هو المدير!
لم اصدق ما شاهدته احسست بخيبة الأمل اولا لانه هو المدير تانيا لاني خرقت قانونا
كان لابد ان يطبق في علاقتنا لكن لحسن المصادفة انه لم يتعرف علي كانت ملابسه أنيقة
كنت شاردة القي عليه نظرة سألني عن اسمي لم استطع الجواب كأن هناك شيئا يحبس
انفاسي لم احس بعدها غير انه اغمي علي وقعت ارضا. اندهش من الموقف امر سيارة الإسعاف
بنقلي الى المشفى ثم لحق بي ليطمئن علي هو وصديقتي وعندما سئلت الممرضة عن اسمي
فاجابتها رفيقتي: انه هند استغرب من الموقف كانه ذكره بي ام بغيري اللاواتي مررن
به كان دائما عابر سرير. وهو في ذهوله سألها : هند ماذا؟ اجابته بإسمي:
هند كامل. استغرب
كأنه عرفني لان. كانت تراوده مجموعة من الاسئلة لما لم افصح له عن اسمي؟ لما لم
افعل اي ردت فعل في رايته غير انه اغمي علي فحسب طلب من الممرضة رايتي فوافقت ودخل
علي وانا مركزة في عينيه لم اصدق عيني اتراها مصادفة ام ماذا؟ اردف قائلا: تراني
اجدك دائما تتعثرين بي. أجبت: ولما لا اقول انك انت الذي تتعثر بي. قال: لما
لاتسمحي للحب ان يبلغ مجراه ؟ اجبت: لقد كرهت هاته الكلمة لانك شوهتها
اتراك رهنت الحب في شيئين المصادفة ام الدهاب والاياب. صدم من جوابي واردفت قائلة:
لقد خرقت قانونا كان ضابطا لعلاقتنا لكن للاسف الحياة دائما تردك لي لكن من غير
اقتناع بان تبقى طويلا معي .قال: وماذا عساي افعل؟ كنت على وشك القول له عد واحضن
عائلتك وابنتيك بالاساس هن يحتجنك اكثر مني ومن غيري. ولاحظ شرودي وقال: بماذا
تفكرين؟ اجبت بضحكة مستهزئة اول مرة احس اني اضحك من قلبي: أفكر في شخص لايعرف اي
طرف يغلب على الاخر اعائلته ام محبوبته عفوا اقصد عشيقاته لانهن كتر. احس بذهل: ترى
أتعرف حقيقتي؟ اضفت بغباء : انا. (اول مرة اتكلم معه بجرأة) وقلت: وجدت عائلتي تحبني وانا احبها
فلما لا أعمل واحقق ما تمنيت مند ايام وان انسى هاته اللحظة العابرة. تعجب من
كلامي لانه في حياته لم يجد امرأة قوية مثلي كل النساء التي عرف او اللواتي سيعرفهم
بعدي. كان دائما يجعلهن غارقات في حزن. اتراها مخلوقة لوحدها اتراني سأجد مثيلاتها !
قاطعت تفكيره
قائلة: لقد قالت لي الممرضة انه يمكنني مغادرة المشفى واتمنى
ايضا ان اغادر احلامك انسى انه كانت في حياتك فتاة تدعى هند .لم يبذي اي حركة او
اي شيئ غير انه كان صامتا مذهولا كانه ينتظر اي رصاصة ساوجهها له لاردفه قتيلا، احسست
بضعفه كنت هناك انا القوية. قلت له: لي طلب اخير .واخيرا ابتعد عن صمته وقال: ماهو
؟ اجبت: اريد ان تمحي من داكرتك كل اللحظات التي عشناها سويا كهذا المكان الذي كنت
فيه انا. لم يبدي اي رد فعل ، حملت حقيبتي وغادرت وهو لازال واقفا مكانه .عدت الى
الى البيت وكاني كالمولود الجديد كانت في قوة تدفع بي الى الامام اخدت ورقة وسطرت
عليها احلامي وقلت بصوت مرتفع: لن يبعدك يا ايتها الاحلام مني اي احد وان كان حبيبا
اعني هذا الوضيع وان اراد ان يتدخل لن اناوله فرصة اخرى ليدمرني مجددا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق