بقلم: عفت عز الدين
باحث بمركز بحوث وتوثيق أدب الطفل
لقد أسعدنى الحظ بقراءة كتاب أخلاق الفرسان للكاتب المبدع "صلاح شعير"، الكتاب يحتوى على مجموعتين قصصيتين كل مجموعه تضم عشر قصص، المجموعه الأولى بعنوان (عاشق الحرية) والمجموعه الأخرى بعنوان (أخلاق الفرسان).وبداية قد جاء غلاف الكتاب بديع ومعبر بريشة الفنان أمير شعير .
ولا أعرف من أين أبدأ وبأى ترتيب لأننى غير متخصصة فى هذا المجال النقدي، ولكننى سأتحدث بحكم وظيفتي " أمينة مكتبة" و شُرفت بالتعامل مع الأطفال منذ أكثر من عشرين عامًا، وأيضًا بصفتى أم . من أكثر وأهم ما أعجبنى فى القصص أن المؤلف من القلائل الذين جاءوا بالقصة والحكاية على لسان الأب، ونحن نعلم أن دور الأب مُهمش فى أدب الطفل، وتعودنا أن الحكاية دائمًا تأتى على لسان الأم، أو الجده . من ثم انتصر الكاتب للآباء بإبراز دورهم فى تربية الأبناء من خلال حكي الخبرات السابقة.
تتميز جميع القصص بالسهولة، والسلاسة واختيار العبرات الواضحة وأستخدام المصطلحات العربية التى تفتقدها معظم قصصنا الحديثة، وكمثال استخدم الكاتب كلمة (الحاسوب) وتسير كل القصص علي هذا النهج، ويحسب للمؤلف بذل جهد كبير في استخدام الإلفاظ العربية للمخترعات الحديثة كلما أمكن ذلك.
والمدهش أن هذه القصص تصلح لجميع الأعمار من سن الطفولة تسع سنوات وما فوقها، والجديد أن قصص المؤلف تمتلك قوة الانتشار الذاتي، بيحث تجبر القارئ تلقائيا أيا كان سنه ومستوي ثقافته على القراءة، ولا أخجل من القول بأننى استمتعت بقرائتها، وحصلت على معلومات كثيرة عن الحيوانات لم أكن أعرفها من قبل مثل المعلومات فى قصص (النعامة الذكية – الأوزة الثائرة –أخلاق الفرسان) حيث نجح المؤلف في غزل المعلومات الهامة، والقيم العربية النبيلة بنسيج البناء الفني لكافة الأعمال.
ومن جودة الحبكة تجد أن القصص تُحفظ، وتُقرأ، وتُحكى أى أنها أعادتنا إلى ما يعُرف بكتب الأسرة التي تلتف حولها العائلة من خلال جمال الحكي. القصص قصيرة بحيث لا تشعرك بالملل، ومشوقة، ودائمًا بها نهاية مُبدعة مثل قصة (من يُفكر ينجح) .
لقد لمست عند قرائتى للكتاب بوطنية الكاتب الشديدة وحبه لبلده، وخوفه على مصلحتها، والتى تَجلت فى سَرد المشاكل التى نواجهها على لسان الحيوانات ولكننى لا أعرف إن كان هذا من الإيجابيات أم السلبيات.
فى خجل شديد أتعرض لبعض السلبيات فى الكتاب ولأن الكاتب شديد التواضع فأنه فى بداية مناقشة كتابه فى المُلتقى الشهرى الذى يُقام فى مركز توثيق وبحوث أدب الطفل والذى أَشُرف بالعمل به كباحثة؛ تحدث الكاتب نفسه عن سلبيات الكتاب بأن مضمون الكتاب كان إخراجه غير جيد، والسبب فى ذلك أن تكلفة طبع الأعمال الملونة فوق طاقة دور النشر، والمؤلف.
لا أتفق مع المؤلف عندما قال بعد قراءة قصة (الأوزة الثائرة ) أنها من أضعف القصص لأنها تحتوى على كم من المعلومات، والأرقام لا يستوعبها الطفل وإختلافى معه أننى أرى أنه فى ظل التقدم التكنولوجي الذى يعيش فيه الطفل الأن فأصبح عقله يستوعب مما نتخيل نحن الكبار.
وأخيرا أود القول بأن المناهج الدراسية لو قدمت بهذه الطريقه لأختلف التعليم وأصبح ما يفهم أكثر مما يحفظ.
هذا العمل المُبدع البناء الهادف الذى يتضح أن وراءه فكر ووعى، و يسعنى أن اقول أننا بهذا الكتاب عُدنا إلى كتاب الأسرة وإن هذا الكتاب هدية لكل مكتبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق