عن دار
النسيم للنشر والتوزيع بالقاهرة صدرت رواية "وديعة الصنوبر" للكاتب
الروائي والشاعر والناقد د.مهدي صلاح الجويدي
لا تستسلم
"وديعة الصنوبر" إلى شكل محدد من أشكال الرواية المعروفة، فهي رواية
تجمع بين أحداث تدور في الزمن الحاضر، وأخرى تدور في أزمنة سحيقة القدم، وزمن ثالث
ينتمي إلى عالم الموتى، ومن ثم تجمع الفانتازيا بين هذه الأزمنة على نحو خاص.
تستطيع أن تقول إنها رواية واقعيّة، ولكنك سرعان ما تعدّل
تصوّرك لأن مناطق أخرى ستأخذك فيها الفانتازيا إلى عوالم سحرية لا تنتمي إلى
الواقع، وستجد أن أسماء الأماكن (القرى والمدن) التي تشكّل الفضاء الروائيّ جميعها
من نحت المؤلف، فلا توجد هذه المسميّات في عالم الواقع مثل "أم صدير" أو
"قدادة" أو "مايانا". اسم وحيد له وجود في عالم الواقع فيما
يتصل بالأماكن هو معبد "سيرابيوم"، الذي يرصد جزءًا يسيرًا من سيرة
الإسكندر الأكبر.
وتستطيع في
الوقت ذاته أن تراها رواية تاريخيّة، خاصة حينما تجد سردًا لوقائع تاريخية وأماكن
تاريخية، ولكن النصّ في تمدّده سيوقف حتمًا هذا الترجيح عبر التحليق في مناطق تخييلية
لا يسير السرد فيها وفق رؤية خطية محددة.
أما الشخصيات في الرواية فتنتمي إلى عالمين متقابلين على
ظهري الطراد (وهو ارتفاع ممتد يشبه الجبل) فالعالم الأول هو عالم الأحياء الذين
يهربون من الطوفان إلى ظهر الطراد، وفي المقابل يهرب الأحياء من الطوفان في الجانب
المقابل. وما بين العالمين ينفتح طوفان هائل من الأسئلة التي لا تنتهي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق