2018/01/25

رانيا مسعود تستعد بعملها الروائي الأول ضمن سلسلة من الإصدارات في معرض القاهرة الدولي للكتاب

رانيا مسعود تستعد بعملها الروائي الأول ضمن سلسلة من الإصدارات في معرض القاهرة الدولي للكتاب

تستعد الناقدة والشاعرة رانيا مسعود لاقتحام سوق الرواية بالعمل الأول لها في هذا المجال بعنوان (مساراتٌ متشعِّبة). وهو ضمن سلسلة من الأعمال الأدبية الذي تميزت بها منذ بداية 2017 حيث قدمت في مجال القصة القصيرة مجموعتها الأولى (ولها في الحياة جديد) ثم قدمت في مجال شعر العامية (أنا البنوتة مهما كبرت) وفاجأت النقاد الذين أشادوا بأدائها بكتابها في موضوعات أفلام السينما (خياليات).
انضمت رانيا مسعود إلى عضوية اتحاد كتاب مصر بعد نضمامها إلى عضوية رابطة الأدب الحديث والتي أُقيمت لها فيها ندوة لمناقشة مجموعتها القصصية الأولى (ولها في الحياة جديد) وأشاد الراحل محمد علي عبد العال بأدائها اللغوي فيها.
Inline image 2
وفي إطار العلاقات الاجتماعية أصدرت كتابًا أثار إشكاليات بعنوانه الذي اتسم بعاميته في الوقت الذي كتبت فيه جميع مقالاته بلغة فصيحة رصينة (إمتى هاتبقى راجل؟). ويقول الناقد الأستاذ/ خالد جودة معلقًا على الكتاب: "عنوان الكتاب جيد ويجذب القارئ وله ظلال أسرية كما يتبادر للأذهان، وهو نوعى وممتاز لا شك في تحريك المياه الراكدة في العلاقات الاجتماعية كما أنه مبتكر متنا وعنوانا والمادة الجيدة فيه تحفز للتناول القرائى"

بينما يقول الدكتور/ أحمد يحيى علي عن كتابها نفسه (إمتى هاتبقى راجل؟): " رانيا مسعود كاتبة مصرية جعلت من الرجل وممارساته السلطوية غير المنزهة أو المبرأة أو المعصومة مجالا لسيف قلمها إنها في مجموعتها المقالية " إمتى هتبقى راجل" تسأل بلازم الفائدة سؤال المستنكر لا تنتظر جوابا بل تحاكم سياقا اجتماعيا الكل فيه مدان ليس الرجل وحده بل المرأة في ثوب الأم والزوجة والأخت والابنة التي تصنع أحيانا كثيرة بأفعالها هذا الفرعون الذي لو ترك لتمدد بأفعاله في مسطح أفقي ليلقي بظلال قاتمة على المنظومة الجمعية كلها؛ إنها انتقلت من العنوان الاستنكاري الموظف لأسلوب العامية المصرية وللدارج على الألسن إلى فروع مقالية بمثابة لقطات لكاميرا صحفي كل لقطة مقال بعينه ينقب ويفتش في زاوية محددة في عملية تحليل رأسي يعكس بلغة واضحة سهلة بساطة في التناول تنشد بذلك الالتقاء بكلمتها مع أكبر شريحة ممكنة من قرائها ؛ إنها حاولت في بنيتها المقالية هذه إقامة رؤية متوازنة تختفي عنها فكرة التعصب والانحياز ضد السلطة الذكورية وقهرها ففكرة القهر كما تراها رانيا تصنعها فواعل مشتركة تجمع بين المذكر والمؤنث؛ فللمرأة في معالجة رانيا مسعود دور مهم بمواقفها في تدشين هذه الحال المأساوية التي تصير معها كلمة رجل محل جدل ؛ إن قلم رانيا مسعود ينقدها ويعيد إنشاءها من جديد في معجم مقالي يفرق بين الذكر والرجل، فالأولى تحمل معنى بيولوجيا سلبيا، والثانية وفق منظور رانيا المتماهي مع رؤية الشرع (الإسلام) ذات دلالة إيجابية فالرجل ليس نوعا بالفطرة ولكنه المستوفى عددا من الشروط والمتحقق فيه حزمة من المواصفات في القيادة والرعاية والنظرة إلى الآخر (المرأة) التي تكفل له هذه الصفة النبيلة التي هي بمثابة مكافأة ومكانة لا ينالها إلا من يستحقها.

 إن رانيا تعتمد في كتابتها على تناص مع سياقات أخرى خارج حدود نصها، كما هو الحال على سبيل المثال لا الحصر مع فكرة فيلم الآنسة حنفي لإسماعيل ياسين ، وقصة موسى السامري الواردة في القرآن الكريم في مقال آخر حمل عنوان " لا مساس" ، " وأد البنات". إننا بصدد كاتبة منفتحة على الأزمة الواقعية تسعى وتحاول معالجتها بنظر مفتوح دونما تبني مواقف مطبوخة سابقة التجهيز تنزل بأحكامها إلى رتبة الهوى لا رتبة القاضي المتحيز للقضية بأدلتها الساعي إلى إصدار حكم يتناسب وحيثياتها. وتسافر بالقارئ في أثناء ذلك كله في مستوى لغوي مزيج جامع بين العامية والفصحى التي لم تتخل قط في كل جنبات مجموعتها المقالية عن مستواها الصحفي الملائم لكل شرائح المتلقين لكلمتها."

أما عن عملها الروائي الأول فتقول رانيا: إنها قصة لامرأة تحاول أن تتخلص من سطوة المجتمع الذكوري بالإبداع الكتابي الذي تتخذ له مساحة منفردة من العزلة بينما لا تنفصل عن مساجلات حوارية على مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا العالم الذكوري، لكنها ما تلبث بعد انتهائها من عملها الروائي أن تصاب بصدمةٍ فتموت قهرًا جراء ما ارتكبه من يحيطونها من الرجال من جرمٍ في حقها ومعاملة كتاباتها باستهانة وسخرية.
ورانيا تريد من خلال عملها الروائي أن تطرح سؤالًا مهمًا على المجتمع:
الكيان الأنثوي هل خلق للإبداع أم خلق فقط للزواج؟
وهل تستطيع الأنثى في هذا المجتمع الذكوري القهري الإفلات من براثن الذكورة المضطهدة لفكرها ولأحلامها!

وترجو رانيا أن تعيد للقارئ ثقته في لغته العربية من خلال ما تحاوله في كتاباتها من الارتقاء بالمستوى اللغوي والمحتوى الذي تقدمه في آن.
وهي في هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب تعرضُ لأعمالها أيضًا بالعامية التي تقتربُ بها من جمهور الشارع بالكتابة عن العمال والصنايعية والحرفيين الذين قد يهمشهم المجتمع ويهين قدرهم ويحقر من دورهم المهم الذي يقومون به وذلك من خلال ديوان يحمل اسم (أبويا الصنايعي).

ليست هناك تعليقات: