بقلم: محمد الكامل
بن زيد
لم يعد
بإمكانه أن يجانب حقيقة ما يحدث معه كل
ليلة .. ظل يتساءل طويلا :
-
حلم
..رؤيا..وحي ؟
ليلة أولى ،ثانية
ثم ثالثة ..
رعشة جارفة تسحق
أنفاسه كلما دنت منه وشوشة الأصوات الصارخة العابرة للشقوق المرسومة على جدران
بيته الطيني ..وتزداد الرعشة عنفوانا كلما
شعر بأيد خشنة ممسوخة تخرج من نفس الجدران
لتهز جسمه هزا عنيفا .. :
-
دُقَّ أثداءها بمسمار قديم قدم سكونها في هذا
الكون ..
وظل في كل مرة
يستفيق مرعوبا ليصبالماء البارد على وجهه في ارتعاش ..ثم يمسك لحيته السوداء مستغفرا
..لاعنا الشيطانوجنده..
لم يشأ أن يخبر
صاحبته وبنيه فلربما هي هلوسة عابرة ..قانعا
بأنها ليال أخرى من هذا العمر الرث وستمضي
كغيرها إلى سبيل حالها وسيعود كسابق العهد
..
نام ليلة أخرى ..الحلم
..الرؤيا ..الوحي ..الأصوات الصارخة ..الأيدي الخشنة ..صارخة :
- دُقّ أثداءها
بمسمار قديم قدم سكونها في هذا الكون ..
في الصباح رددها
في قرارة نفسه :
-
نعم هي رؤية صادقة ..
كانت هناك ..وكان
هنا ..صعد إليها دون أن يراه أحد حتى هي
خانتها اللحظة ..
كانت مبتسمة وكان
غاضبا ..
كانت أثداؤها
عارية وكان يرتدي قميصا أبيض
كان شعرها أبيض وكانت لحيته سوداء
دُقَّ ..
دقّ ..
دُقَّ..
فيما بقيت
آهات الناس من حولهما ملعونة في بوتقة
الزمن الغابر ..
-
نعم الأثداء دقت ..ودق معها ..سكون هذا الكون
..
في حديث عابر
...قيل أن الشيطان كان مارا بجانبها ..أعجبته العروس البيضاء ..راودها عن نفسها
..أصرت على الرفض ..ظل يحاول ويحاول ..سنوات وسنوات ..ثم عصفت في باله فكرة ..
وكانت الفكرة ..
وكان المسمار ..
وسقطت العروس
قتيلة ..
وسمع صوت للشيطان
يناجي ربه :
بسكرةفي ،19ديسمبر 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق