بقلم: رانيا مسعود
في الأيام الأخيرة طالعنا موادًا فيلمية على مواقع
التواصل الاجتماعي لرجل عربي يبصق في وجه سيدة بريطانية، ثم بعدها لسيدة عربية
تضرب سائقًا في بلد آخر من بلاد الغرب. وللحق نثير القضية دون أي موالاة لأحد لا
عرقيًّا ولا دينيًا، فالقضية بمنتهى الوضوح هي تعالٍ واضح من جنس العرب المسلمين
على الجنس الآخر في بلاده، دون أدنى احترام لوفادته على بلادٍ غريبة لا بد أن
يحترم فيها أهلها. وإن كنا نتحدث عن هذه القضية فلا بد أن نذكر حديثًا لرسول الله
عليه الصلاة والسلام في المساواة بين الأجناس، فنحن جميعًا خلقنا سواء ولا فضلَ لعربيٍ
على أعجميّ إلا بالتقوى. وقد صدق إذ قال، وصدق من سار على منهاجه ليوم الدين. أما
ما يحدث من اختلالٍ تربويٍّ دينيٍّ لبعض الرجال والنساء فهو من منطلق ما أصيب به
قوم العرب مؤخرًا من عجرفةٍ زائدة إلا من رحم الله، تلك العجرفة التي غيرت في سلوك
المسلمين منا فنسوا أخلاق الإسلام الحقيقية، فدفعتهم أموالُهم بالبغضاء لنشر
سلوكيات عدوانية ضد الغرب والغربيين. ولا نرى أن إنسانية البشر أو الرحمة بينهم
تدفع بعربيٍّ أن يهينَ خادمًا أو يبصق في وجهه أو تصل به اللا إنسانية إلى أن
يقطعه إربًا ويضع أحشاءه وأعضاءه في ثلاجة منزله. إن ما وصل به الحال في بلادنا من
كفرٍ برحمة الرسول المهداة للعالمين، واتباع منتزعي الرحمة والإنسانية وتطبيقها
بحذافيرها على بني الإنسان.
إن مالًا أو
جاهًا أو ملكًا أو سلطانًا لا يعفيكَ أيها العربي المسلم من مسؤولية الجريمة التي
ترتكبها في حق غيرك من بني البشر. ولا تحسبن أموالك أو أولادك أو جاهك أو ملكك في
بلادك عافيكَ من عقاب الله لك يوم القيامة. وإن كان الظلم لا يعاقَب عليه فقط في
الآخرة، بل يعاقَب المرءُ عليه في الدنيا أيضًا، فإن الله عز وجل قد حرَّمَهُ على
نفسه ونهانا عن التظالم والتباغض والتحاسد ونشر الفتن والاستهانة برد المظالم
لأصحابها. إن رسول الله الذي بُعثَ معلمًا فينا قد نصحنا بأن ننصر أخانا ليس فقط
في حال تعرضه للظلم، بل في حال ظلمه لنفسه بظلم الناس واتخاذ سبيل الظالمين
سبيلًا. وقد كان اندهاشُ الصاحبة إذ سألوا الرسول عن نصرة الظالم كيف تكون فهم قد
اعتادوا على نصرة المظلوم لا الظالم؛ فيقول الرسول الكريم لهم مربيًا ومعلمًا أنهم
لو دفعوا عنه ظلمه وقوَّموهُ لأبعدوه عن ظلمه ولنصروه ظالمًا، وهنا لا بد أن
نتبصَّر ترتيب الرسول في حديثه الشريف لمن يستحق النصر أولًا حين يقول: انصر أخاكَ
ظالمًا أو مظلومًا. كيف أتى الرسول بالظالم أولًا ثم أتى بالمظلوم في نهاية أمره؟
هذا هو ما يجعل لأهمية اللسان العربي وميزان الكلام قيمته الحقيقية إذا ما رُوعِيت
لهذا اللسان مكانته. ومراعاة اللسان بمراعاة تطبيق أخلاقيات أهله، وللعرب في عصر
الجاهلية قبل الإسلام أخلاقيات قبل أن ينتشر فيهم نور الإسلام، فكيف بعد قرون من
انتشاره بدلًا من أن تكون للعرب وللإسلام سفيرًا في بلاد الغرب برحمة رسول الإسلام
أن تكون بهذه الفظاظة التي نفاها الله عز وجل عن رسوله قائلًا: ولو كنت فظًّا غليظ
القلب لانفضوا من حولك.
إننا جميعًا في
حاجة للتبصر بأخلاقيات ديننا الحنيف وأخلاقيات العرب لكي نكون حقًّا سفراء له في
بلاد الغرب، فلا نهين أنفسنا ولا نهين غيرنا ونكون حقًّا رحمةً للعالمين اقتداءً
برسولنا الكريم.
هناك تعليق واحد:
إن ما وصل به الحال في بلادنا من كفرٍ برحمة الرسول المهداة للعالمين، واتباع منتزعي الرحمة والإنسانية وتطبيقها بحذافيرها على بني الإنسان لهو تردٍّ حقيقي في سلوكياتنا ناجم عن عدم الاقتداء بسنن ديننا وبثقافة أهلنا والموروث التقليدي لجنسنا كعرب. إن مالًا أو جاهًا أو ملكًا أو سلطانًا لا يعفيكَ أيها العربي المسلم من مسؤولية الجريمة التي ترتكبها في حق غيرك من بني البشر. ولا تحسبن أموالك أو أولادك أو جاهك أو ملكك في بلادك عافيكَ من عقاب الله لك يوم القيامة. وإن كان الظلم لا يعاقَب عليه فقط في الآخرة، بل يعاقَب المرءُ عليه في الدنيا أيضًا، فإن الله عز وجل قد حرَّمَهُ على نفسه ونهانا عن التظالم والتباغض والتحاسد ونشر الفتن والاستهانة برد المظالم لأصحابها.
إن رسول الله الذي بُعثَ معلمًا فينا قد نصحنا بأن ننصر أخانا ليس فقط في حال تعرضه للظلم، بل في حال ظلمه لنفسه بظلم الناس واتخاذ سبيل الظالمين سبيلًا. وقد كان اندهاشُ الصحابة إذ سألوا الرسول عن نصرة الظالم كيف تكون، فهم قد اعتادوا على نصرة المظلوم لا الظالم؛ فيقول الرسول الكريم لهم مربيًا ومعلمًا أنهم لو دفعوا عنه ظلمه وقوَّموهُ لأبعدوه عن ظلمه ولنصروه ظالمًا، وهنا لا بد أن نتبصَّر ترتيب الرسول في حديثه الشريف لمن يستحق النصر أولًا حين يقول: انصر أخاكَ ظالمًا أو مظلومًا. كيف أتى الرسول بالظالم أولًا ثم أتى بالمظلوم في نهاية أمره؟ هذا هو ما يجعل لأهمية اللسان العربي وميزان الكلام قيمته الحقيقية إذا ما رُوعِيت لهذا اللسان مكانته.
إرسال تعليق