بيان اتحاد كتاب مصر
بشأن الممارسات الوحشية ضد المعتصمين في ميدان التحرير
لايملك اتحاد كتاب مصر ؛ بلجانه وأعضاء مجلس إدارته وأعضاء جمعيته العمومية ؛ إلا أن يعرب عن استيائه البالغ وإدانته الصريحة لممارسات العنف والقهر والوحشية ؛ التي يندى لها الجبين ؛والتي بلغت ذروتها فجر السبت الماضي بأحداث دامية مفتعلة حين شاركت قوات الشرطة والجيش في جريمة البطش بفئة قليلة من المسالمين المعتصمين بالميدان لا ذنب لهم ولا جريرة إلا المطالبة بما يرونه حقا مشروعا لهم ونتج عن هذه الوحشية غير المبررة مصرع ما يقرب من ثلاثين شهيداً حتى الآن ؛ وما يزيد عن الألف مصاب من أبناء مصر الثائرة .
إن الدم المصري الذي أريق في هذه المأساة التي اصطنعها الحريصون على الإفادة منها وتوظيفها في إطار مصالحهم الضيقة. كان أجدى أن يهرق على حدود الوطن كما كان دائما.. لقد أصبح هذا الدم الغالي رخيصا مباحا لدى أولي الأمر ممن يتحكمون في أقدار مصر منحرفين عن جادة الطريق الذي شقته ثورة الخامس والعشرين من يناير ؛ هذا الدم أكرم وأنبل من أن يراق إثما وعدوانا ؛ وهو إذ يلطخ أيدي من سفكه يصرخ مطالبا بأشد القصاص ممن أراقه .
لم يكن غريبا مع مماطلة المجلس العسكري وتقاعسه عن استكمال دوره الوطني الذي طلع علينا به في الأيام الأولى للثورة ؛أن تعود فئران السفينة من الفلول بأقنعة جديدة ؛ حيث اختلط الحابل بالنابل ؛ في هذه الحقبة الحرجة من تاريخ مصر 0 حيث انتظرت مصر شهورا تسعة ؛ ولم يتمخض الجبل العسكري إلا عن وعود مراوغة وممارسات مضللة !!.. انتظرت مصر طويلا وأهدر من عمرها وطاقاتها الكثير.. بل تم نهب ثورتها التي أبهرت العالم في بواكيرها الطموح ؛ حين تعمد المجلس العسكري ووزارته الورقية المتهالكة العمل على ترهل الثورة وتفريغها من أثمن مقوماتها بإيجاد وابتكار مسارات وحلول وهمية وأساليب ملتوية ؛ لم تخدع إلا صانعيها.. وكان الشعب المصري – وهو الحقيقة المؤكدة والدامغة للطغاة ؛ الراسخة على مدار التاريخ – كفيلا بكشف تلك الألاعيب وتعريتها متصديا لها في بطولة نادرة.
لقد ارتفع صوت الحكماء من أبناء مص بالعديد من الرؤى والاقتراحات كان من الأجدى أن يصغي إليها المجلس العسكري ويناقشها ويتبنى منها ما يسمو بمصر عما هي فيه.. بدلا من أن يستبدل الحكمة بالسوط ؛ والعقل بالرصاص الحي والمطاطي والرؤية الواضحة والرأي بضبابية دخان القنابل المسيلة للدموع والمغيبة للوعي !! واتحاد الكتاب يضم صوته إلى تلك الأصوات الحكيمة التي تنادي بضرورة إعادة النظر في مسار العملية السياسية. وضرورة تشكيل جمعية تأسيسية تضم كل ألوان الطيف السياسي المصري ؛ وتعبر عن نسيج الأمة المصرية لوضع الدستور ؛ والإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ وطنية – حيث لا يكفي الآن استقالة حكومة شرف ؛ أو استبدالها بقناع جديد – لا بد من حكومة جادة واعية محققة لإرادة الشعب وطموحاته تصلح ما أفسدته الحكومات المصطنعة التي تداولت السلطة بعد الثورة ؛ وتواجه بشجاعة وشفافية وحكمة المشكلات المتراكمة الملحة وأولاها قضية ضحايا الثورة من الشهداء والمصابين ورعاية أسرهم ؛ وهذا أبسط حق تقدمه مصر لأبنائها البررة .
لقد كان مخزيا وأليما أن مصر التي خرجت طوائفها تدين الممارسات القمعية في سوريا؛ ومنذ أيام قلائل احتشدت أمام الجامعة العربية تندد بالقمع ؛ وتحتضن مؤتمرات هنا وهناك لإدانته.. لا تمر ساعات إلا وعلى بعد خطوات من الجامعة العربية.. في ميدان التحرير يتم الاعتداء الوحشي على معتصمين أبرياء !! وكأنها مؤامرة لتصفية الثورة.
إن اتحاد كتاب مصر وهو يدين كل ما يتعرض له أبناء الوطن العربي في البحرين وسوريا واليمن من ممارسات قمعية يتقدم بهذا البيان باعتباره بلاغا إلى السيد النائب العام في حق وزير الداخلية المصري والقيادة العامة للقوات المسلحة ويطالب بسرعة التحقيق في الأحداث البشعة التي بدأت – وما زالت تتم – في الشوارع المحيطة بميدان التحرير وأقاليم مصر في الإسكندرية والسويس وبور سعيد وغيرها من مدن المحروسة .
عاشت مصر ... والنصر للثورة
اتحاد كتاب مصر
لجنة الحريات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق