2011/11/13

"إجابة منتصف الليل " قصة قصيرة لشيماء عبدالناصر

إجابة منتصف الليل
شيماء عبد الناصر

أشياؤه الصغيرة التي علقت بذاكرتي دائمًا تطاردني بقوة
خاصة في وقت الوحدة.
حافظة نقوده القديمة التي استبدلتها بأخري كهدية-هكذا أخبرته-ومن داخلي كي أشبع رغبة شديدة في أن احتفظ بها معي،لماذا أحملها إذن في حقيبة يدي وبها صورته؟ولماذا أخرجها من وقت لآخر كي أضع علي أي جزء من وجهه أو صدره قبلة ثم أدعها تنام بهدوء وتتمطي منتشية بفعل القبلة.
لماذا إذن احتفظ بحافظته خاصة وأن رائحته تعود إليها في بعض الأوقات؟!
بالأمس أخرجتها كي أمارس عادتي التي أصبحت إدمانًا في تشممها،لاحظت أن رائحتها تلاشت،واليوم عادت مرة أخري،هل عودتها مجرد رد فعل لعودة اسمه في سجل المكالمات الفائتة والمستلمة علي الهاتف،أم أن الرائحة هي الأخري تلاعبني كما يلاعبني هو،يا لها من أشياء خبيثة ،أشياؤه هذه تشبه صاحبها تمامًا،مليئة بالحيرة تشبعني خوف وقلق.
أوراقه التي نسيها بقصد معي،أو أنسيته إياها وسط الحديث حتي أملأ درج مكتبي بأشياء تخصه،المحفظة،تذكرة النادي،ورق قديم،كتاب أقرضني إياه،قلم أهدانيه،بقايا أعواد بخور في علبتها اشتريناها معا.
ما كل هذه الأشياء؟
إنها تصنع بداخل حقيبتي أحزانًا وشجنًا،وداخل درج مكتبي تصنع ليلا مأساويًا خاصة مع موسيقي هادئة تطفو فوقها صراعاتي الداخلية.
لازلت في أول الليل وأشعر بحنين وغربة،أعتدت أن أهاتفه كلما داهمني ليل متوحد.
لا أعرف ماذا يصنع صوته بي!!
أنسي كل همومي وأنام بمجرد إغلاق الخط.
هل أهاتفه الآن؟
سوف أَضَعُ نقطة لديه،ويتأكد أني أشتاق،أسئلته لي عن أحوالي تؤكد أنه يريد معرفة شيء ما،كنت أكذب عليه وأقول له إن كل شيء تمام،يشك أني كاذبة،لكن مهاتفتي له تؤكد شكوكه.
سيطلق أعيرة نارية في الهواء فرحًا وسرورًا بينما أتعذب بين وحدتي وأشواقي.
إذن سأفعل مثلما أفعل كل ليلة،انتظر انتصاف الليل ،أطلب الرقم..
- الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح.

هناك تعليق واحد:

أخبار - أهرام يقول...

مقااااااااااال رائع