فوز أديبان مصري وسوري بجائزة أدب الطفل
حجب جوائز أغاني وموسيقى الأطفال والكاريكاتور لعدم توفر المعايير
كتب - مصطفى عبد المنعم :
عقد أمس الأحد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث مؤتمرا صحفيا ببرج وزارة الثقافة والفنون والتراث أعلن خلاله أسماء الفائزين بجائزة الدولة لأدب الطفل لعام 2011 وانطلاق الدورة الرابعة لعام 2012. وذلك بحضور كل من السيدة فاطمة الحميدي أمين عام سر الجائزة والدكتورة كلثم الغانم رئيس لجنة الأمناء وكل من الدكتور ربيعة الكواري والسيدة حصة العوضي والأستاذ جابر الحميدي والسيد راشد البنعلي أعضاء لجنة الأمناء بالجائزة وكافة وسائل الإعلام المحلية.
وفاز بجائزة أدب القصة شهاب سلطان شهاب من جمهورية مصر العربية، كما فاز الدكتور سمر بن محمد روحي الفيصل من دولة سوريا بجائزة قضايا أدب الطفل، بينما قدمت في مجال الدراسات الأدبية للكاتب د.سمر بن محمد الفيصل من سوريا، فيما تم حجب الجائزة في مجالات موسيقى أغاني الأطفال وكاريكاتور الأطفال لعدم توفر المعايير المطلوبة لهذه المجالات في الأعمال المقدمة.
وأكد وزير الثقافة والفنون والتراث اهتمام الدولة بكافة جوانب الثقافة التي تعود بالنفع على الحياة الثقافية القطرية والعربية، مشيرا إلى أن البناء الثقافي يبدأ من مرحلة الطفولة وذلك لتنشئة جيل يمثل عنصر بناء في الوطن العربي. وقال الدكتور الكواري خلال المؤتمر الصحفي إن وزارة الثقافة تضع أدب الطفل ضمن أولوياتها، لافتا إلى أن جائزة الدولة لأدب الطفل تشجع الطفل العربي بشكل عام والقطري بشكل خاص على الاستمرار في إبداعاته وأعماله. وأوضح أن تلك الجائزة تساهم بشكل فاعل في الارتقاء بالثقافة العربية العلمية والاجتماعية والفكرية، مشددا أنها تتيح الفرصة للإبداعات التي تختص بالطفل العربي لأن تصل إلى الطفل ويستفيد منها بأكبر شكل ممكن. وأضاف إن جائزة أدب الطفل تغطي كافة الجوانب الأدبية والثقافية والفنية والموسيقية، مبينا أنها تهدف إلى نشر الفكر الخلاق وبناء جيل مؤمن بثقافته العربية الأصيلة وموروثه الحضاري.
وأكد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث على استمرار الأنشطة الثقافية المتعلقة بالاهتمام بالطفل، مشيرا إلى أن جائزة الدولة لأدب الطفل في دورتها الرابعة ستتسم بمجالات أوسع، وذلك في ظل تعدد الوسائل والتقنيات الجديدة بالإضافة إلى ظهور أدوات إعلامية جديدة كالإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعية الحديثة كالفيس بوك وتويتر. ولفت إلى أن الوزارة تعمل على بحث ودراسة كافة الأفكار الجديدة والآليات التي تهدف إلى تطوير الجائزة ودعم الإبداع، موضحا أن الإبداع ليس قاصرا فقط على جائزة أدب الطفل، بل على كافة أنشطة الوزارة التي لا تألو جهدا في سبيل تنمية الفكر وثقافة الإبداع.
ونوه الكواري بأن أعمال هذا العام لم تحصل على جوائز لأسباب تتعلق بشروط ومعايير اللجنة رغم تميزها، مشددا على حرص وزارة الثقافة والفنون والتراث على تشجيع كافة الإبداعات والجهود المبذولة، حيث قررت الوزارة نشر وطبع الأعمال المميزة المشاركة في المسابقة والتي لم تحصل على الجائزة، وذلك من أجل أن يستفيد منها الآخرون، معتبرا أن نشر وطباعة هذه الأعمال يعد أيضا تقديرا لجهود أصحابها المبدعين.
تجدر الإشارة إلى أن جائزة الدولة لأدب الطفل انطلقت من دولة قطر بهدف الارتقاء بالإنتاج الفكري العربي المعني بالطفولة، حيث تهدف الجائزة إلى تعزيز ثقافة الطفل وبناء جيل يعي هويته العربية والإسلامية وموروثه الثقافي وقيمه المجتمعية. كما تهدف الجائزة إلى تشجيع الكتاب وغيرهم من المبدعين القطريين والعرب على إنتاج أعمال رفيعة المستوى في مجال أدب وفنون الطفل وتعميق القيم الإنسانية وتنمية الخبرة الحياتية لدى الأطفال، بجانب إثراء المكتبة العربية في مجال ثقافة الطفولة وخلق الوعي الأدبي لدى الطفل القطري والعربي. وسوف يجري حفل الاحتفال وتوزيع الجوائز على الفائزين يوم الأربعاء القادم بمسرح قطر الوطني.
من جهتها قالت الدكتورة كلثم الغانم رئيس لجنة أمناء الجائزة إن الفائزين بجائزة أدب الطفل للقصة وقضايا أدب الطفل هذا العام حصلوا عليها منفردين وبدون مناصفة، وأن أعمالهم اكتملت فيها المعايير الموضوعة للجائزة ونالت تقدير وإعجاب أعضاء اللجنة، مشيرة الى أن الجائزة حجبت في مجالين وهما رسوم الأطفال والموسيقى، حيث إن الأعمال المقدمة لم تصل إلى المستوى المنشود، وأشارت إلى أن هناك عملا ممتازا في مجال الرسم جديرا بالتقدير ولكنه استوحى عمله من ثقافة مختلفة عن ثقافتنا العربية الأصيلة، ولكننا قدمنا الشكر له على جهده، مشيرة إلى أن هدفنا هو التركيز على التراث العربي في الأعمال التي اتخذت اتجاهات عدة للوصول إلى الهدف المتوقع، موضحة أن الأعمال المتقدمة للحصول على الجائزة كانت قليلة، وبعضها لم تصل إلى مستوى الهدف المنشود ولا ينطبق عليه المعايير الموضوعة للفوز بالجائزة، ولهذا تم استبعاد بعض من الأعمال المقدمة، ومنها أعمال قطرية، مشيرة إلى أن هناك دولا سبقتنا بتاريخ طويل والخبرة في مجال أدب القصة والفنون ولهذا جاء تفوقهم وفوزهم بالجائزة في هذا المجال.
وقالت رئيس لجنة الأمناء إننا استعنا بخبراء لوضع معايير حديثة ومتطورة للجائزة، حتى يكون كل عام أفضل من الذي قبل وبهذا نعمل على تطويرها بشكل دائم، وأضافت إن هناك اهتماما كبيرا من أعضاء لجنة الأمناء للجائزة بالطفل، حيث ننظم ورش عمل وتدريب للأطفال بالمدارس والراغبين في تعلم فن كتابة القصة بأنواعها، وكذلك نكتشف من خلال تلك الورش العديد من المواهب، ونعمل على تبني وتدريب تلك المواهب الصغيرة، ثم نترك المجال مفتوحا للتنافس ويفوز من هو أجدر.
ومن الجدير بالذكر ان الأديب والروائي المصري شهاب سلطان شاب من مواليد مركز الباجور بالمنوفية وحاصل على بكالوريوس تجارة وعمل خبيرا للفنون في مركز ثقافة الطفل وحصل على جائزة سوزان مبارك في أدب الأطفال عام 2005 وله العديد من القصص والمسرحيات والروايات منها حكايات الطيور والحيوانات في الأدب العربي (30 مجلدا)، و30 لعبة شعبية في قصص أدبية، حكايات ليوناردو دافنشي، قصة نهر، الأعظم في 5 مجلدات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فترة حياته في مكة بشكل أدبي.
أما الكاتب السوري فقد ولد في مدينة حمص وتلقى علومه في حمص وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في اللغة العربية وآدابها، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية بجامعة دمشق، ودبلوم الدراسات العليا (الماجستير) من الجامعة اللبنانية، وشهادة الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1994. عمل في التدريس والصحافة الأدبية ومتفرغ إلى نقد النثر القصصي (قصة - رواية) وأدب الأطفال. ويعمل الآن مدرساً جامعياً في الإمارات العربية المتحدة.
ويذكر ان الجائزة قدمت في دورتها الأولى للمكتبة العربية إنتاجاً طيباً، ففي مجال الدراسات قدمت الجائزة للمكتبة العربية كتابين فائزين في الدورة الأولى وهما "أساسيات أدب الطفل" للدكتور عبدالله حسن منصور آل عبد المحسن، وكتاب "من التلقي إلى الإرسال" للدكتور محمد حسين رشيد حيدر، وفي مجال الرواية قدمت الجائزة لعلي ماهر عيد إسماعيل عن رواية "حازم والقلوب الخضراء"، وفي مجال القصة فاز نوري الجراح عن قصة "كتاب الوسادة" بينما قدمت الجائزة في مجال الأغاني مناصفة بين محمد جبار حسن صالح عن "أغاني الطفولة"، وسليم عبد القادر عن "صباح الخير يا أمي". وتأتي الجائزة في دورتها الثانية لتقدم زاداً فنياً وثقافياً جديداً، يسهم في تأكيد مسيرة العطاء والرعاية التي تتبناها دولة قطر وحكومتها الرشيدة ممثلة في وزارة الثقافة والفنون والتراث وكذلك في جائزة الطفل حيث فاز بها نخبة من المبدعين العرب وذلك في المجالات الآتية: في مجال الشعر فاز كل من "غزة في العينين" لمحمد قرانية، و"يوميات خلوق" لصهيب محمد يوسف، بينما فاز في مجال الكتابة المسرحية للطفل، في الاتحاد قوة" لأحمد محمود بدوي، و"مغارة الحظ" لعبده عثمان محمد، فيما تم حجب الجائزة في مجالات موسيقى أغاني الأطفال وألعاب الأطفال المبتكرة لعدم توفر المعايير المطلوبة لهذه المجالات في الأعمال المقدمة.
تجدر الإشارة إلى أن جائزة الدولة لأدب الطفل خرجت من قطر في ظل ما تعانيه الساحة الثقافية في الوطن العربي من ندرة في الإنتاج الفكري المعني بالطفولة، وارتأت دولة قطر إطلاق جائزة الدولة لأدب الطفل مساهمة منها في الارتقاء بثقافة الطفل وبناء جيل يعي هويته العربية والإسلامية وموروثه الثقافي وقيمه المجتمعية. وتهدف الجائزة الى تشجيع الكتاب وغيرهم من المبدعين من القطريين والعرب على إنتاج أعمال رفيعة المستوى في مجال أدب وفنون الطفل وتعميق القيم الإنسانية وتنمية الخبرة الحياتية لدى الأطفال، وإثراء المكتبة العربية في مجال ثقافة الطفولة، وخلق الوعي الأدبي لدى الطفل.
وتنقسم مجالات الجائزة الى عدة أقسام: القصة والرواية- الشعر- التمثيل والمسرح - أغاني الأطفال- الدراسات الأدبية- موسيقى أغاني الأطفال- رسوم كتب الأطفال- ألعاب الأطفال المبتكرة بما فيها الوسائط الالكترونية.
المصدر: الراية القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق