الرقصُ لا يكونُ على جثماني
عبد الرحمن أبو المجد
كنانةُ اللهِ أمْ رياضُ أفنانِ
ماءُ نيلٍٍ أمْ دماءٌ بشرياني
تمرّ ُبكِ الخطوبُ وأنتِ حصينةٌ
كشموخِ الهرمِ في قمةٍ وعنانِ
تمرُ بِكِ السنونَ مثلَ سحابةٍ
تحملُ ثناياها غيثاً بتحنانِ
فضلُ الإلهِ الذي فاضتْ مكارمُهُ
إكرامَ مصرَ في حديثٍ وقرآنِ
كمْ مِنْ نبيٍ ترقرقتْ في مُحياهُ
بقاعُ مصرَ في آياتٍ من بيانِ
أجنادٌ يا خيرَ جُندٍ في الورى
يأتونَ رجالاً بجرأةِ الطوفانِ
أسودٌ على الخطوبِ لا يسلمنَّهمْ
عدوٌ تجنّى بفتنةِ الشيطانِ
النيلُ يجري بين الروضِ باسماً
مترقرقاً في حُسنهِ دونَ قربانِ
فَرُحتُ أنظمُ في هواكِ قصيدتي
ومهما أجيدُ فلنْ يُجودَ لساني
أأبكي على ماضٍ كنتُ فيه أغردُ! !
ما أصعبَ البكاءَ في شِعرِ كروانِ !
أمْ أُرثي حاضراً ما عادَ يعرفُني
أو يعرفُ شياً عن القرونِ الحِسانِ!
كثيرٌ مَنْ يأتي المديحَ بشِعرهِ
وفي شِعرِ الرثاءِ قدْ برعَ بناني
إذا كانَ المديحُ قدْ دقتْ طبولُهُ
فالرقصُ لنْ يكونَ على جُثماني
قالوا : الدستورُ ليسَ فيهِ مثلبٌ
و النظام السياسي مِن غيرِ بهتانِ
وإذا ماكانَ للتعديلِ مطلبٌ
فربَ مطلبٍ نُقضيهِ بعدَ الأوانِ
لكنَّ للثوارِ اليومَ كلمتهمْ
و التحريرُ يكتب ثورةَ العرفانِ
إنَّ الإمارةَ عندَ اللهِ مكرمةٌ
إذا ما تعثرتْ شاةٌ بأسوانِ
رسرتم في تاريخ مصر صفحةً
نعمْ ..لابدَ للإصلاحِ مِن فيضانِ
فأشرقتْ في غروبِ الشمسِ غايةٌ
زلزلتْ من آنفِ العهودِ كياني
واستنفرتْ القلوبُ بالدمِ مقبلةً
تصوغُ من حضارةِ الأمسِ الأماني
إنّا أَسدينا للعدوِ ضربتهُ
فهوتْ حصونُه النكراءُ في هوانِ
ومعاركُُ البناءِ لا تقلُ ضراوةً
إنّا أتيناها بعزيمةِ الفِتيانِ
إذا كنّا أشعلنا الحربَ ناراً
فسهلٌ أن نمحُ عُبابَ الدخانِ
أجلْ: لسوفَ نعيدُ اليومَ مصرَ
بألفةِ الشعبِ من شيخٍ ورهبانِ
النيلُ يَسري في الأسفارِ محترقاً
من ذا أتاهُ بالرجسِ والأدرانِ
مسافرٌ بين الحقولِ قامَ يدعو
مبيدُ الحشراتِ ليسَ للإنسانِ
والبيداءُ في حناياها ما قحلتْ
إذا ما أثمرتها سواعدُ الخلانِ
تعالوا نعيدُ للمصارفِ زهوتَها
فليسَ النقدُ (للسعدِ) و(الريّانِ)
نبني مصنعاً لا علواً يُطاولُنا
كبناءِ الأهرامِ من سالفِ الزمانِ
رُبَ مصنعٍ يُدرُّ من صنائعهِ
اقتصادٌ يمحو الاقتصادَ الشاني
نهبُ العمرانَ صفواً من ضمائرِنا
إذا ما أردناهُ في رفعةِ البنيانِ
في ازدهارِ العلمِ تنهضُ الأممُ
في ظلامِ الجهلِ كلُ مجدٍ فانِ
من يمتطِ أسبابَ العلمِ يدركْهُ
عسى أن يأتِيَ مثل (زويل) ألفانِ
وكذا نُعيدُ للأمجادِ قمتَها
شمّاءَ كما كانتْ في أبهى ريعانِ
يا أُيـها المصـريُ الذي دانَ لهُ
حصنُ بارليفَ في خضوعِ المستهانِ
عارٌ علينا إذا ما نُعيدُها مصرَ
عارٌ إنْ لم يشملْها بالحبِ ديواني