(سِجّادة الخضر) مجموعة قصصية تنبأتْ بالتحولات التي تشهدها مصر والمنطقة العربية!
(سجادة الخضر) عمل إبداعي تنبأ بربيع الثورات العربية، والتحولات التي تشهدها مصر والمنطقة العربية، ففي إحدى هذه القصص رأينا من كانوا في سدَّة الحكم صاروا وراء القضبان وخلف الزنازين المظلمة! وراينا المحكوم عليهم بالاعدام والأشغال الشاقة يجلسون على مقاعد الحكم! وفي قصة أخرى رأينا رجال الأعمال (البلطجية) تصادر أموالهم، ويزج بهم في غياهب السجون!
مجموعة (سجادة الخضر) هي أول مجموعة قصصية ازدحمتْ بالصراعات العقائدية والمذهبية، والمناقشات حول القديم والجديد، والواقع والمثال، والفلسفة والتصوف ... لذلك؛ فقد حبستْ أنفاس القارئ، حتى آخر سطر فيها، فجعلته يبكي أحياناً، ويطلق الضحكات في أحايين أخرى!
في (سجادة الخضر) صار القارئ مشدوهاً من أول سطرٍ فيها ... لِمَا حوته من حِكَمٍ رفيعة، ومواعظ بليغة، وأدلة وحجج وبراهين!
(سجادة الخضر) احتوتْ على حوالي 300 حكمة فلسفية مجازية! واشتملتْ على أكثر من 100 حوار جذاب بين الظالمين والمظلومين، بين الجلادين والضحايا!
(سجادة الخضر) الصادرة عن دار (المصرية للنشر والتوزيع) للكاتب الاسلامي/ محمد عبد الشافي القوصي، تحتوي على 20 قصة قصيرة، غاية الروعة والجمال!
(سجادة الخضر) استدعتْ أشهر شخصيات عرفها التراث والتاريخ، كالأنبياء والأولياء والعارفين، والشعراء والفلاسفة. فاستطاعت أن تنقل القارئ من عالم المادة إلى عالم الروح، ومن الدنيا إلى الآخرة! كما نجحت (سجادة الخضر) في الجمع بين الحقيقة والخيال، بلْ في تحقيق معادلة الفن الرفيع!
تعتبر (سجادة الخضر) أول وأنضج حوارية أدبية، للمصالحة بين العقل والنقل، وبين الحداثة والتراث، وبين الفلسفة والتصوف!
نجح (المؤلف) بامتياز في إنجاز هذا العمل البديع الذي استلهم فيه جماليات القصص القرآني، كالايجاز، وتكثيف المعنى، واستخدام الألفاظ الأكثر رشاقة والأكثر تعبيراً، فضلاً عن المعالجة الايجابية لمنحى القصص.
استهلَّ–الكاتب/ محمد عبد الشافي القوصي- المجموعة القصصية بتنبيه ونداء، يقول فيه: لا يقرب قصَصَنا مَنْ ليس مِنَّا..!
وأهدى هذه القصص إلى (امرأة العزيز)! فقال: اهداء إلى (الهَانِم) التي هَتفَتْ بأعلى صوتها قائلة: (الآنَ حَصْحَصَ الحَقُّ[!!
في مجموعة (سجادة الخضر) تطل علينا شخصية "الخضر عليه السلام" في كل قصة في ثوبٍ جديد، وموقف فريد، وبشارة عجيبة، ففي قصة "المكاشفة" رأينا المريد يقبل على شيخه بفرحٍ كفرح موسى بلقاء الخضر! وفي قصة "الدرويش" كان الناس يلتمسون عنده البركة والدعاء كما الخضر في زمانه! وفي قصة "الرؤيا" استقبل القرويون الصياد الغائب منذ ثلاثين سنة بحفاوة بالغة كأنه الخضر! وفي قصة "العمران" جاء رجل من أقصا المدينة يسعى كأنه الخضر في صلاحه وتقواه! وفي قصة "الأعمى" اختفى الرجل فجأة كما اختفى الخضر عن موسى! وفي قصة "الصناديق المغلقة" اقتنع الناس بكرامات الرجل كما اقتنع موسى بكرامات الخضر وخوارقه! وفي قصة "الحيلة" قال الشيخ لتلميذه: يا ولدي كنْ مع خالقك كموسى مع الخضر! وفي قصة "الفَرَج" رآه قائماً يصلي في المحراب على سجادة لا شرقية ولا غربية كسجادة الخضر! وفي قصة "الأعرج" قفز على السفينة وهو يقول: يا بركة سيدي الخضر! وفي قصة "المسافرون" حزن الهدهد على سيده، كحزن موسى على فراق الخضر! وفي قصة "من العشق ما قتل" قالت الزوجة بامتعاض: دعك من التفاخر الكاذب بعشقنا، وكُف الحديث عن الخضر وسجادته! وفي قصة "سجادة الخضر" يقول الحاجب للمريد: استغفر كل ليلة ألف ألف مرة لكيْ تحظى بالجلوس على سجادة الخضر ليعلمك بعضاً من أسرار البسملة!
وهكذا ظلَّ الخضر قاسماً مشتركاً في جميع القصص، وإنْ لم يكن شخصية جوهرية في صناعة الأحداث، سوى في قصة واحدة وهي "الفرص الضائعة" حيث التقى موسى بالخضر بعد أربعة آلاف سنة من الفراق!
لكن تظل الحِكَم والأمثال هي أجمل وأمتع ما حوته هذه المجموعة القصصية العجيبة، من هذه الحِكم التي جرتْ على ألسنة أبطال وشخوص القصص، على سبيل المثال: الحقُّ ليس بمحجوب، إنما المحجوب أنتَ عن النظر إليه!
ومن الحكم الرفيعة أيضاً: واللهِ ما عَرفَ الله إلاَّ الله!
لا يُدْرَك النَّعِيمُ إلاَّ بتركِ النَّعِيم!
اللهمَّ إنِّي أستغفركَ من كل إثْمٍ اقترفه أحد من خَلْقِكَ وَنَسِيَ أنْ يَستغْفِرَ منه!
"إلهي! إلهي! اقبلني لأنَّكَ مَلِكٌ لطيف، وارحمني لأنِّي عَبْدٌ ضعيف"!
الدنيا جِيفَة، والأُسْدُ لا تَقِفْ على الجِيَف!
احذر لُجَّة البحر، ولا تَغْتَرَّ بسكونه، وعليكَ بالساحل، ولازِمْ حِصْن التقوى!!
إذا استغْنَى الناسُ بالدنيا فاستغْنِ أنتَ بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرحْ أنتَ بالله، وإذا أَنِسُوا بأحبابهم، فاجْعلْ أُنْسَكَ بالله. إيَّاكَ .. إيَّاكَ والمعاصي؛ فإنَّها أَذَلَّتْ عِزّ (اسجدوا) وأَخْرَجَتْ إقطاع (اسكُن)!
يارَبِّ أين تُقامُ جَهنّم للظالمينَ غداً وللأشرار .. فَلَمْ يُبْقِ عفوُكَ في السماواتِ ولا في الأرضِ شِبْراً خالياً للنَّار؟!!
العاشِق الحق هو الذي يَتَخَلَّى عن روحه طَواعيةً من أجل محبوبه!
قُلْ لِمَنْ لا يُخْلِص العمل، لا يُتْعِب نفسه! وللصَّابِر على الفقر ثواب الصَّابِر على المرض! وَمَنْ تَفَكَّرَ في عواقب الدنيا أخذ الحَذَر، ومن أَيْقَنَ بطول الطريق تَأهَّبَ للسفر!
وَيْلٌ ثمَّ وَيْلٌ لمنْ لَمنْ يعلم ولَمْ يعمل مرة. وَوَيْلٌ لِمَنْ عَلِمَ ولَمْ يعمل سبعين مرة! يُغْفَر للجاهل سبعون ذنباً قبل أنْ يُغفَرَ للعالِمِ ذَنٌب واحد!
ليس هذا فحسب؛ بلْ اشتملت المجموعة القصصية على أجمل العبارات، وأرق الألفاظ القرآنية وأعذبها، مثل: قنوان، صنوان، مدهامتان، حصحص، صكَّتْ وجهها، يا ويلتى، يومٍ ذي مسغبة، مزامير داود، ألواح موسى، أصحاب الكهف، فيل أبرهة، شجرة الزقوم، وغيرها.
كما احتفتْ المجموعة القصصية بذكر أكبر عدد من الأنبياء والأولياء والصالحين، مثل: آدم ونوح، وأيوب ويونس، ويوسف ويعقوب، وموسى وعيسى، وداود وسليمان، وزكريا ويحيى. وذي القرنين ولقمان، وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وطلحة وأبي ذر. وآسية وبلقيس وزليخا ورابعة، وغيرهم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق