2012/01/02

الملتقى العاشر للجمعيّة الخلدونيّة ( بسكرة عبر التاريخ ) الزوايا الصوفيّة ودورها في المحافظة على الشخصيّة الوطنيّة

الملتقى العاشر للجمعيّة الخلدونيّة ( بسكرة عبر التاريخ )
الزوايا الصوفيّة ودورها في المحافظة على الشخصيّة الوطنيّة
بقلم : عبد الله لالي/ الجزائر
تدخل الجمعيّة الخلدونيّة هذه المرّة إلى مجاهيل الزوايا والطرق الصوفيّة ، وتبعث التجليّات من زوايا النسيان ، لتفيض من جديد على عتبات الكشف الثقافي المغامر في حضرة الأقطاب والمشايخ دون وجل أو خوف ...الخلدونيّة تدخل حضرة التصوّف لتكشف المستور من دوره في حفظ بناء الأمّة ، ودفاعه عن مقوّماتها التي كاد المستدمر الفرنسي أن يمحوها من الوجود..
ضربت الجمعيّة الخلدونيّة أيّام 20 / 21 / 22 / ديسمبر / 2011 م موعدا لرجالات الفكر والتاريخ والمثقفين من مختلف أصقاع الوطن، بقاعة الفكر والأدب ( دار الثقافة أحمد رضا حوحو بسكرة ) ، ضربت لهم موعدا للسجال والبحث والتنقيب في دور الزوايا الصوفيّة في المحافظة على الشخصيّة الوطنيّة، فتداعوا من كلّ حدب وصوب ملبين دعوتها ومستجيبين لندائها فكان الجمع غفيرا والحشد كبيرا.
الجلسة الافتتاحيّة ( مساء ) : اليوم الأوّل 20 / 12 / 2011 م: أدار مقاليد هذه الجلسة الأستاذ سليم كرام نائب رئيس الجمعيّة وشاعرها، وكانت مخصّصة للترحيب بالضيوف ولتكريم الأستاذ الإعلامي ومدير الإذاعة الثقافيّة خليفة بن قارة. وافتتحت الجلسة بآيات بيّنات من القرآن الكريم ، تلاها الشاب بورورو فاروق ، الفائز الثالث في مسابقة فرسان القرآن لسنة 2010 م . ثم قام الحاضرون ليستمعوا إلى النشيد الوطني كاملا.
كلمة الأمين العام للولاية:
- بدأت المداخلات بكلمة الأمين العام للولاية: والتي عبّر فيها عن سعادته وقال أنّه شرف عظيم أن يلتقي بالأساتذة والضيوف باسم السيّد والي الولاية ، ثمّ تحدّث عن الزوايا الصوفيّة ودورها في نشر الإسلام في إفريقيا والحفاظ على هويّة الأمّة.
كلمة رئيس المجلس الشعبي الولائي : قال فيها أنّ هذا الملتقى ثمرة جديدة من ثمرات جهد الجمعيّة الخلدونيّة ، وذكر بسلسلة الملتقيات التي أقامتها الجمعيّة ونوّه بمجهوداتها الكبيرة في سبيل نشر العلم والثقافة والحفاظ على تراث الأمّة ، ثمّ أضاف أنّ الملائكة تبسط أجنحتها لطالب العلم كما جاء في حديث النّبي صلى الله عليه وسلّم.
كلمة رئيس الجمعيّة الخلدونيّة ( مدير الملتقى ) الأستاذ عبد المالك عتيق حمّود: وتمحورت كلمة رئيس الجمعيّة حول موضوع الملتقى والتحضير له ، والصعوبات والمشاق التي وقفت في طريق الجمعيّة من أجل الخروج بهذه الطبعة الجديدة وركز بالخصوص على الصعوبات المالية ، حيث أنّ الدعم المالي كان قليلا لا يرقى إلى مستوى هذا الملتقى الهام، الطبعة العاشرة ، بسكرة عبر التاريخ .. وشكر كلّ الجهات التي دعمت الجمعيّة وعلى رأسها وزارة الثقافة، وقال أنّ الجمعيّة عقدت مجموعة من الملتقيّات المتسلسلة عبر محاور كبرى، ومنها ملتقى المقاومة الشعبيّة وملتقى الشيخ عبد الرحمن الأخضري والشيخ الخضر حسين، وذلك إسهاما منها في كتابة تاريخ الجزائر والمنطقة.
كلمة فضيلة الشيخ مأمون القاسمي ( شيخ زاوية الهامل بالأغواط ):
بدأ كلمته بشكر رئيس الجمعيّة وأعضائها، وذكر أنّه متوّعك قليلا ورغم ذلك فقد لبى دعوة الجمعيّة.. ثمّ تحدّث عن كتابة التاريخ وأهميّته، وأنّ تاريخ الجزائر كتب بأيد أجنبيّة في بداية الاستقلال ، الأمر الذي عرّضه للتحريف والتزييف، ثمّ قال نحن لا نفصل بين الإسلام والوطنيّة بل الوطنيّة الصادقة هي من صميم الإسلام ، وهناك تلاحم بين القيم الروحيّة والوطنيّة وذلك هو سرّ تماسك هذا الشعب وتلاحمه ..وأقول لإخواني القائمين على الجمعيّة اثبتوا واصبروا والله معكم. وأثنى على اختيار الجمعيّة الأستاذ الإعلامي خليفة بن قارة لتكريمه في هذا الملتقى، وقال عنه أنّه يعرفه من قديم من الأسرة الإعلاميّة وصاحب قلم نظيف.
التكريم:
يعتبر الأستاذ خليفة بن قارة كنار على علم في المجال الإعلامي ( الصحافة والإذاعة )، وصاحب مواقف ثابتة وجريئة في الدّفاع عن الثوابت الوطنيّة والقيم الأصيلة ، ومن ثمّ فلا عجب أن يكون الفارس المعلّى الذي تشرّفت الجمعيّة بتكريمه في هذه الطبعة العاشرة...
كلمة الصحفي نذير بولقرون: وقد تولّى الأستاذ الصحفي نذير بولقرون ( الشخصيّة المكرّمة في العام الماضي ) وصديق الأستاذ خليفة بن قارة ؛ تولّى كلمة التكريم بالحديث عنه حديثا عذبا أثيرا ، ومما قاله في حديثه المتميّز :
أعرف الكثير عن الأستاذ الصحفي خليفة بن قارة بدءا من حياة الغربة ( الحياء مسكون بالرّهبة ) ، وفي تلك السنوات الأولى كنّا نقتات فيها بالأحلام وقد لفت انتباهي بنبرة صوته المميّزة وعربيّته الصافية وسمرته الواضحة..إنّه ابن النخلة التي تربطني بها علاقة حبّ وصلة رحم، التحق بالإذاعة الوطنيّة وفي سنته الجامعيّة الأولى فضّل أن يبحر عبر بحر الأثير .. وافترقنا ..ويكفي أنّ أقلامنا كانت تتشابك ، تقلّد العديد من المسؤوليات ، ولكنّ المسؤولية لم تسرق منه جوهره النبيل.. ثمّ انتقل للحديث عن مقاله الأسبوعي ( يوم الأربعاء ) الذي كان يدبّجه في جريدة صوت الأحرار ، وهو الحاضر أبدا إذا دعا الدّاعي للدّفاع عن حياض الوطن ، بوصلته متوقفة دوما عند مبادئ رضعها صغيرا ونشأ عليها وسيشيب عليها أيضا. وأضاف قائلا : لقد ساهم خليفة بن قارة في تأسيس أربع محطات إذاعيّة..
وبعد انتهاء كلمة الأستاذ نذير بولقرون دعا مدير الجلسة الأستاذ سليم كرام؛ الأستاذ خليفة بن قارة لاستلام هدايا التكريم ، حيث أشرف على تكريمه الأمين العام للولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي ورئيس البلديّة ، والأستاذ عبد المالك عتيق حمّود رئيس الجمعيّة ومدير الملتقى. وتمثل التكريم في برنس عربيّ أصيل ودرع الخلدونيّة وبورتريه ( لوحة فنيّة ) للشخصيّة المكرّمة بريشة الفنّان عادل مغناجي كما قام بتكريمه أيضا صديقه الأستاذ نذير بولقرون بهديّة رمزيّة.
كلمة الشخصيّة المكرّمة ( الأستاذ خليفة بن قارة ): استهل كلمته بقوله : سعيد أنا بينكم وأصدقكم القول وأنا أتكلّم في هذا المقام سبحت في ساحة هؤلاء..حتى لا أقول أنّي من هؤلاء ( يقصد أعضاء الجمعيّة الخلدونيّة ) ..إذا كان عبد الرحمن ابن خلدون، الذي قيل أنّه مرّ من هنا..إذا كان امتاز بترحاله الدائم هربا من ديكتاتوريّة حكّام عصره المجانين، فإنّ أحفاده راحوا يناضلون لترسيخ فكره ، وقد أقحمني فتية الخلدونيّة في صف هؤلاء وأنا في ذيل قافلتهم.. وأعتقد أنّ هذا التكريم يحمّلني مسؤوليّة كبرى..فعندما أخبرت أنّني سأكون مكرّم الطبعة العاشرة لملتقى الخلدونيّة ؛ رحت أتحسّس أطرافي وأجرّب عمل حواسّي ..هل أنا مازلت حيّا في الدنيا، لأنّ هناك عادة سيئة تقضي بأن يحتفى بالأموات فقط..وقد عملت الخلدونيّة على تصحيح هذه العادة.
ثمّ أضاف : أقدّم هذا التكريم إلى بيت الشعر ( بفتح الشين ) الذي ولدت فيه وإلى واحة القرية عند منبسط السّعدة ..وأخصّ بالتكريم شخصين عزيزين عليّ هما أبي إبراهيم ، الذي ولدني وهو في السّبعين من عمره. والثاني أخي محمّد المقيم بالعاصمة والذي أشرف على تعليمي.
أشغال اليوم الثاني 21 / 12 / 2011 م : الجلسة الصباحيّة :
المحاضرة الأولى للدكتور بوركبة ( جامعة وهران ) والمحاضرة بعنوان (الدور الديني والتربوي للزوايا في الجزائر ):
وقد تحدّث فيها عن بداية ظهور علم التصوّف ، وذكر بعض أقطابه في الجازئر ومنهم الشيخ أحمد بن يوسف الراشدي الملياني 927هـ/1520م، ، والشيخ محمد التواتي والشيخ عبد الرحمن الثعالبي ، والشيخ عبد الرحمن بن سيدي محمد الصغير بن محمد بن عامر الأخضري البنطيوسي البسكري، والشيخ أمحمد موسى الحوشي والشيخ محمد بن عزوز البرجي ، والشيخ عبد الحفيظ الخنقي والشيخ علي بن عمر الطولقي والشيخ الصادق بلحاج والشيخ المختار الجلالي. ثمّ تحدّث عن المدارس الصوفيّة ومنها مدرسة بجاية ومدرسة قسنطينة ومدرسة الجزائر العاصمة ، ومدرسة الزيبان ، ثمّ تحدّث بشكل مفصّل عن الدور الديني والتربوي للطرق الصوفيّة في الجزائر.
المحاضرة الثانية للدكتورة مسعودة يحياوي (جامعة الجزائر) :عنوان المحاضرة ( دور الزوايا في المقاومة الشعبيّة من خلال أرشيف المكاتب العربيّة 1870 / 1943 م ): وتحدّثت عن مساهمة الزوايا في المقاومة الشعبيّة ، وأنّ قادة هذه الزوايا هم الذين قادوا المقاومة وواجهوا الاحتلال الفرنسي، وذكرت نماذج من الصّحف والجرائد التي تحدّثت عن الزوايا والطرق الصوفيّة ، وكيفيّة مساهمتها في الثورات الشعبيّة ، حيث كانت هذه الزوايا مراكز الحشد والتجميع وهي المحور الذي تلتف حوله الجماهير ، لمقاومة المستعمر الفرنسي.
المحاضرة الثالثة للدكتور بن يوسف تلمساني ( جامعة الجزائر ):
ووسمها بعنوان ( الطريقة التيجانيّة والتوسّع الفرنسي في الصحراء):
استهلّ الأستاذ يوسف تلمساني محاضرته بقوله : أنا مسرور بوجودي بعاصمة الزيبان والتي تلقيت فيها خبرا سارا ( الخبر هو ترقيته إلى مرتبة الأستاذيّة ) سيرتبط أبدا بعاصمة الزيبان بسكرة، ثمّ قال أنّ التيجانيّة طريقة جزائريّة المنشأ ، هذه الزاوية وكلّ الزوايا في ذلك العهد رحّبت بها السلطات المركزيّة العثمانيّة في الجزائر طلبا لدعمها ضدّ الهجمات الإسبانيّة، وقد تأسّست التيجانيّة خلال عامي 1781 ، 1782 م بعين ماضي ، وكانت أوّل زاوية لها هي زاوية قمار ثمّ تماسين ثمّ عين ماضي ، أمّا مؤسسها فهو أحمد التيجاني.
بعد ذلك ضايقتها السلطات العثمانية بسبب جباية الضرائب، ودفعت هذه الطريقة ثمنا غاليا بسبب ذلك ، الأمر الذي دفع مؤسسها إلى الهجرة إلى فاس حيث توفي هناك. وكان لهذه الطريقة ثقل في الساحل وفي إفريقيا، وبسبب المضايقات في العهد العثماني ؛ بدأت تميل إلى السّلم والمسالمة والابتعاد عن السياسة.
المحاضرة الرّابعة للأستاذ سليم كرام( نائب رئيس الجمعيّة) :
وكان عنوانها ( دور شعراء الصوفيّة في الحياة الأدبيّة ): وبدأها الأستاذ سليم كرام بالحديث عن مفهوم مصطلح الصوفيّة ، وأرجعه إلى عدة معان منها لبس الصوف والزهد في الدنيا، وكذلك ترجع إلى المصطلح اليوناني القديم ( صوفيا ) وتعني الحكمة ، كما أنّ الرواية المغربيّة أو التفسير المغربي لكلمة التصوف يرجع به إلى أهل الصفّة ( الذين كانوا يسكنون المسجد النبوي )، ثمّ ألقى نظرة سريعة على تاريخ التصوّف ، ومما قاله أنّ التصوّف في المغرب العربي ( في الشعر ) يختلف عنه في المشرق العربي وأنّ التصوّف قسّم إلى ثلاثة أقسام : - مرتبة علويّة ( القيم ) - مرتبة سفلية ( ماديّات ) - مرتبة برزخيّة ( منطقة خاصة بين الطريقين يتوصّل لها بالعقل والحواس معا).
ثمّ انتقل إلى الحديث عن الشيوخ الذين وضفوا الشعر في التصوّف ، وقد تميّزت أشعارهم بتنوّع الأوزان والتركيز على المضمون أكثر من التركيز على الجانب الفنّي، ومن موضوعاتهم : الزهد في الدنيا – الحبّ الإلهي – ذكر المقامات – المديح النبويّ – مديح الشيوخ – الرثاء – تقريض الإنتاج الفكري ( الكتب – الرّسائل ). وذكر نموذجا من المنظومات الصوفيّة: منظومة الشيخ مصطفى بن عزوز البرجي ( قواطع المريد) وقال أنّ السّمة الغالبة على هذه المنظومات أنّها تبتدئ بذكر الله وحمده وتختتم به.
المحاضرة الخامسة للدكتورة آسيا علوي وسامية دردوري من جامعة باتنة: وكانت محاضرة مشتركة عنوانها ( الزوايا الصوفيّة في الأوراس ) عبّرت الدكتورة آسيا علوي عن امتنانها وشكرها للجمعيّة ثمّ شرعت في تعريف الزاوية اصطلاحا ولغة وقالت أنّ كلمة الزاوية مشتقة من الفعل زوى ومن ركن البيت أي ناحيته، والزاوية اصطلاحا هي موضع معدّ لتجمّع طائفة من النّاس أو هي بعبارة أخرى مؤسسة دينيّة. بعد ذلك عرّجت على نشأة الزوايا في الأوراس وقالت أنّها ترجع في أغلبها إلى الطريقة الرحمانيّة.
ليأتي بعد ذلك دور الأستاذة سامية دردوري ابنة شيخ الزاوية الدردوريّة ، حيث تحدّثت عن هذه الزاوية ونشأتها ودورها في الأوراس ذاكرة شيوخها ومشاركتها في الثورة التحريريّة المباركة.
المحاضرة السادسة للأستاذ بلقاسم منصوري: وهي موسومة بـ ( الطريقة الرحمانيّة وأثرها في تشكيل الوعي الوطني ):
ومما جاء في محاضرته أنّ هناك تصوّرا خاطئا عن الطرق الصوفيّة( طقوس وخرافات)، وذكر أنّ الطرق الصوفيّة هي مؤسّسات ثقافيّة تصدّت للتنصير وساهمت في محو الأميّة ، رغم ما تعتمده من طرق بدائيّة. وقال أنّ الطريقة الرحمانيّة تأسست في منطقة زوارة على يد الشيخ بن عبد الرحمن الأزهري وكان لها أثر فعّال في تشكيل الوعي الوطني ، وازدهرت الطرق الصوفيّة مع بداية التدهور في العالم الإسلامي ، وعلى العموم فإنّ أغلبيّة الطرق الصوفيّة شاركت في محاربة الاستعمار الفرنسي. وأضاف أيضا أنّ الطريقة الرحمانيّة هي فرع من الطريقة الخلوتيّة وقد انتشرت انتشارا واسعا لما تميّزت به من تمسّك بصحيح الدّين.
مداخلة الأستاذة بورنّان نجاة ( بسكرة ):
وكانت حول ( الطريقة التيجانية وأشهر أعلامها ببسكرة ): واستهلتها بما اشتهر عن أحد أقطاب الصوفيّة وهو قوله: إذا سمعتم شيئا عنّي فزنوه بميزان الشرع ، وتطرقت بعدها إلى الحديث عن أهمّ أعلام الصوفيّة بالجزائر لتنتقل بعدها للحديث عن أهمّ أعلام الطريقة التيجانيّة ببسكرة وذكرت منهم: محمّد العيد آل خليفة – محمّد البخاري بن مبارك العقبي – محمّد الحاج الشاوي الذي أهدى أوّل مولّد كهرباء للمسجد النبوي.
المناقشة: بعد هذه المحاضرات القيّمة فتح باب المناقشة لإثراء موضوع الملتقى وكان من بين المتدخلين الأستاذة موساوي فلّة القشاعي. في سؤال للأستاذ سليم كرام عن تميّز الطرق الصوفية بالمغرب العربي عن تلك التي بالمشرق العربي، كما تدخل الأستاذ محمّد حنّاي من قسم التاريخ بجامعة الواد ليؤكد أنّ التيجانيّة شاركت في مقاومة المحتلّ الفرنسي.
أمّا الأستاذ مبروك جمالي ( مفتش وإمام بمديريّة الشؤون الدينيّة ) فقد تدخل في عدّة نقاط مهمّة منها: توضيح حقيقة التصوّف ، وتساءل إنّ كان مؤسس الزاوية الدردوريّة قد ترك بعض المؤلفات ، كما تساءل أيضا عن دور الزاوية الدردوريّة في معركة واد براز التي قادها الشيخ عبد الحفيظ الخنقي. كما علّق على ذكر الأستاذ بلقاسم منصوري أنّ الشيخ عبد المحيد بن باديس كان يزور قبور الأولياء والصالحين للتبرّك بها، وهذا مناف لما اشتهر عنه.
كما كان من بين المتدخلين الأستاذ لخميسي فريح حول إشكاليّة اللغة التي أثيرت أثناء إلقاء الأستاذة مسعودة يحياوي محاضرتها بالفرنسيّة.
كما تدخل الأستاذ محمّد قويدري ( مستشار بالمحكمة العليا ) ليذكر أنّه أثناء ظهور الوهابيّة في بداية القرن الثامن عشر بعثوا برسالة إلى ملك تونس والمغرب ، فاجتمع علماء الزيتونة وردّوا عليهم ردّا قاطعا بقولهم نحن لا نعبد القبور ولا نشرك بالله ، نحن سنّة مالكيّة نأخذ بالكتاب والسنّة.
وفتح المجال بعد ذلك للأساتذة للرّد على الأسئلة.
الجلسة المسائيّة : وكانت من إدارة الأستاذ الدّكتور كمال عجّالي:
المحاضرة الأولى للأستاذة مسعودة عطاء الله ( جامعة البليدة ): وهي بعنوان ( الدّور الاجتماعي والعلمي والسياسي للزوايا الصوفيّة):
وقد بدأت محاضرتها بالحديث عن رسالة الزوايا، فقالت أنّها صاحبة رسالة حضاريّة علميّة واجتماعيّة ثمّ تحدّثت عن الدور العلمي للزوايا ، وذكرت أمثلة عليه تمثلت في تحفيظ القرآن الكريم والحديث النبويّ وتربية النشء ، كما ذكرت دورها السياسي حيث ساهمت في محاربة الاستعمار وتقوية الوحدة الوطنيّة بين الجزائريين. وقد تميّزت محاضرتها باستعمال وسيلة ( الداطاشو ) لتوضيح محاور المحاضرة.
المحاضرة الثانية للأستاذ الطيب العمّاري ( جامعة بسكرة ):
وهي عن ( الزوايا والطرقيّة بين مواجهة الجريمة الاستعماريّة والمحافظة على الهويّة الوطنيّة ): ومن محاورها تعريف مفهوم الزوايا من منظور سوسيو انطروبولوجي ، فقال أنّها بهذا المفهوم عبارة عن تنظيم صوفي أخذ لنفسه طابع التنظيم الاجتماعي الذي بادر بقيّادة المجتمع، في الأزمات والحروب ..وللزوايا عدّة وظائف في المجتمع منها : القيادة الروحيّة ، الصلح بين النّاس تنظيم الأسواق.
وقد قام المستعمر الفرنسي بغلق الزوايا ومصادرة أموالها والاستلاء على أوقافها، كما نهب التراث العربي الإسلامي من كتب ومخطوطات.
المحاضرة الثالثة للأستاذة نورة عقاق ( جامعة بجاية ) :
وقد اختارت لها عنوانا متميّزا وهو ( الإنتاج الفكري للزوايا في منطقة القبائل قراءة في مخطوط الحسين الورثلاني ):
أشارت الأستاذة نورة عقاق في بداية محاضرتها إلى موضوع التصوّف فقالت: " لا يخفى على عاقل أن موضوع التصوف موضوع واسع وشيق، فيه من المرونة والانفتاح ما يجعله مجالا خصبا للدراسة... وهذه المداخلة محاولة لمقاربة المناخ الفكري الذي أنتجته الزوايا خاصة في مجال التصوف، ولكن تفتقر إلى تتبع الأحداث التاريخية تتبعا دقيقا، وتكتفي بتحليل ما ورد إلينا من معلومات حول هذا الموضوع. "
ثمّ تحدّثت عن منطقة القبائل وعلاقتها بالتصوّف وحدّدت هذه المنطقة بـ ( تيزي وزو وبجاية والمناطق المتصلة بهما ) وذكرت أنّها تسمّى بالزواوة لكثرة الزوايا بها ، بعدها أعطت لمحة عن زاوية سيدي يحي العيدلي بتمقرة ، واستدلّت بمقولة الشيخ الطاهر آيت علجات: " كانت الزوايا مرابط المرابطين للجهاد، تنشر العلم وتصلح بين الناس، وتقوم مقام دولة بأكملها قبل الاستعمار وأثناء وجوده، فهي تقوم بكل ما تؤديه الدولة من خدمات تعليمية وتربوية. وبعد هذه اللمحة الموجزة تحدّثت عن مخطوط الحسين الورثلاني ( الأذكار لوظيفة الشيخ العارف بالله المختار ) ، وقدّمت تعريفا بالشيخ الحسين الورثلاني وعلاقته بالقطب سيدي يحي العيدلي، وذكرت أنّ علاقتهما – من خلال المخطوط – بالرؤى. ثمّ انتقلت للحديث عن المنهج الإصلاحي للورثلاني.
المحاضرة الرابعة للأستاذة سموم لطيفة ( جامعة تيارت ):
وهي عن ( العلامة الشيخ عبد الرحمن الأخضري وشيء من مؤلفاته ):
وفي البداية تعرّضت إلى جانب من حياته وعرض حول مؤلفاته ، مع الإشارة إلى قلّة المصادر التي تحدّثت عنه، وقالت أنّه ولد ببلدة بنطيوس في عائلة شهيرة من بني سليم عام 1514 م وقد كان للعلامة الشيخ عبد الرحمن الأخضري موقف متميّز من التصوّف، حيث انتقد التصوّف المغشوش.
ومن مؤلفاته التي تركها : السراج – القدسيّة الدّرة البيضاء – السلّم المرونق.
المحاضرة الخامسة للأستاذ الدكتور فؤاد جدّو ( جامعة بسكرة ):
وقد وسمها بعنوان ( دور الزوايا في المحافظة على الشخصيّة الوطنيّة ):
ذكر أنّه شارك في بحث دراسي قام به مع مجموعة من الأساتذة حول دور الزوايا في المحافظة على الأمن الاجتماعي ، وهي دراسة شملت حوالي 600 إمام وشيخ ، وخرجت بنتائج وإحصاءات مدهشة ورهيبة، وشملت الدراسة عيّنة من السجناء وقد أظهرت الإحصاءات أنّ 17 % من المساجين لا يثقون في الأئمة الجزائريين، كما أنّ 62 % من المساجين ترى أنّ الأئمة لا يستحقون الثقة.
وهذا ما جعل المحاضر يطرح عدّة تساؤلات عن دور الزوايا في الحفاظ على الأمن الاجتماعي.
المناقشة:
فتح المجال بعدها للمناقشة وطرحت خلالها عدّة أفكار هامة ونقاط مثيرة، وكان من بين المتدخلين الأستاذ محمّد قويدري ( مستشار بالمحكمة العليا ) وقد تساءل عن عدم ذكر الأستاذة نورة عقاق من جامعة بجاية رحلة الورثلاني إلى بسكرة والزيبان، كما تدخل بعض الطلاب موجهين جملّة من الأسئلة أجاب عليها الأساتذة مشكورين.
اليوم الثالث 22 ديسمبر 2011 م : الجلسة الصباحيّة:
وتولّت إدارة هذه الجلسة باقتدار الدكتورة موساوي فلّة القشاعي ، وابتدأتها بقولها: نرجو أن يسود الجلسة التسامح العلمي..
المحاضرة الأولى للأستاذ محمّد قويدري ( مستشار بالمحكمة العليا وأحد أعضاء الجمعيّة الفاعلين ):
كانت محاضرته تحت عنوان ( دور محمّد بن عزوز التعليمي والتصوّفي والاجتماعي ):
وعرض في بدايتها إلى مفهوم التصوّف في بلاد المغرب الإسلامي ، وقال أنّ معناه يرجع إلى إحياء السنّة ، كما أنّ مفهومهم للتصوّف يرجع إلى أهل الصفّة بعيدا عن الفلسفة اليونانيّة.
ثمّ قال أنّ الزوايا كانت تقوم بجميع الخدمات الاجتماعيّة ، حيث كانت تقوم بمهام عدّة وزارات ( الصّحة - والتضامن – التربية والتعليم ) ، ومن قواعد التصوّف التي أثرت عنهم ؛ أنّه لا يكون الصوفيّ صوفيّا حتى يكون فقيها أو عالما.
وقال أنّ الطريقة الرحمانيّة كانت أكثر مشاركة في المقاومة ، خصوصا عندما تحالفت مع القادريّة ، ثمّ انتقل إلى الحديث عن الشيخ محمّد بن عزوز البرجي ونشأته وتعليمه ، وعرض لدوره الجهادي المشرّف.
المحاضرة الثانية للأستاذ طلحة بشير ( أستاذ مساعد بجامعة الأغواط ) :
وتعلقت المحاضرة بـ ( النظم السياسيّة والتقليديّة وعلاقتها بالزوايا ): وقال فيها أنّ النظام الاجتماعي في الجزائر وفقا لدراسات استشراقيّة كان يتميّز بنظام الجماعة ، الذي هو في الوقت نفسه نظام سياسي يمتدّ تقريبا إلى أكثر من 25 قرنا ، وقراراته تستمدّ من الإجماع وليس من الأغلبيّة.
وكلّ المصادر تجمع على أنّ التصوّف ظهر في القرن الرّابع الهجري، أما الزوايا فظهرت في القرن 15 الميلادي كمؤسسة اجتماعيّة لها وظيفة سياسية، وبعدها تحدّث بشيء من التفصيل عن الزاوية التيجانيّة.
المحاضرة الثالثة للدكتور آجقو علي ( جامعة بسكرة ):
وعنوان محاضرته هو ( دور الزوايا في الحفاظ على اللغة العربيّة ) : واستهلها بشكر الجمعيّة الخلدونيّة والتنويه بأنشطتها المتميّزة ، ثمّ قال أنّ الزوايا حافظت على تعليم اللغة العربيّة في حدّها الأدنى في بداية القرن العشرين، حيث كان المستعمر الفرنسي يحارب اللغة العربية ويعتبرها لغة أجنبيّة ، وذلك قبل ظهور جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين التي وقفت سدّا منيعا في وجه المستعمر الفرنسي.
المحاضرة الرّابعة للأستاذ فوزي مصمودي ( مدير المتحف الجهوي بسكرة ونائب مدير الملتقى ):
كانت محاضرة الأستاذ فوزي مصمودي تحت عنوان ( الدّور الرّيادي العلمي للزاوية العثمانيّة ):
ابتدأ كلامه بقوله: ازدهرت الحركة الصوفيّة خلال العهد العثماني بمختلف طرقها واتجاهاتها، والتي ما يزال عطاؤها ممتدّا إلى يومنا هذا ، ثمّ تحدّث مطوّلا عن تاريخ الزاوية العثمانيّة بطولقة، وهي زاوية الشيخ علي بن عمر وذكر نبذة عن حياته فقال أنّ مؤسس الزاوية هو الشيخ علي بن عمر أسّس زاويته عام 1780 م ، وذكر شيوخ الزاوية جميعا وبشكل مفصّل متعرّضا إلى شيء من سيرهم الذاتيّة.
وذكر علاقة النسب التي تربط بين الشيخ علي بن عمر والشيخ بن عزوز البرجي، كما تحدّث عن بعض أقوال الشيخ علي بن عمر المأثورة وحكمه السائرة، وختم الحديث عن حياته بالكلام عن استشهاده عام 1844 م. وتحدّث أيضا عن حياة الخليفة الثاني للزاوية العثمانيّة الشيخ مصطفى بن عزوز ، والشيخ عبد الرحمن بلحاج صاحب الدّر المكنون.
واختتم محاضرته بحديث مستفيض عن دور الزاوية العثمانيّة العلمي ، حيث كانت منارة علميّة ساهمت في نشر الدّين والثقافة العربيّة وتعليم القرآن الكريم وساهمت في الثورة التحريريّة المباركة وقد أوت الشهيد ( أحمد بن عبد الرزاق ) سي الحوّاس في كنفها لمدّة ثلاثة أيّام. وقال أنّها اليوم تضمّ ما يقارب الثلاثين طالبا.
المحاضرة الخامسة للأستاذ نصر الدّين مصمودي ( جامعة بسكرة ومدير المركز الثقافي الإسلامي ):
وجاءت بعنوان ( الزاوية المختاريّة بأولاد جلال ):
في البداية حدّد موقع الزاوية بأنّها بالزاب الغربي أي بأولاد جلال ، وهذه الزاوية تابعة للطريقة الرحمانيّة ومؤسسها من تلاميذ الشيخ مصطفى بن عزوز البرجي وهو الصالح بن المختار، وكان الشيخ المختار يوصي طلبته بتأسيس زوايا عند عودتهم إلى بلدانهم، وتحدث أيضا عن نسب المؤسس وأنّه ينحدر من السلالة الشريفة ، ومن صفاته انّه قليل شعر اللحية طويل له إنشاد حسن في مدح شيوخه.
ومن الزوايا الشهيرة التي أسسها تلاميذ الزاوية المختاريّة ؛ زاوية الهامل بالأغواط وهي أشهر من نار على علم. كما ساهمت الزاوية في الثورة التحريريّة المباركة وقدّمت العديد من الشهداء.
المحاضرة السادسة للأستاذ لخميسي فريّح ( جامعة بسكرة ) :
وجاءت بعنوان ( الدور العلمي لزاوية مسجد الفاتح عقبة بن نافع ): وقال فيها كان لهذا المسجد دور علمي وجهادي وتعتبر مدرسة سيدي عقبة قديمة بقدم هذا الجامع ، وقد كان ضريحه دوما مزارا للبركة، يقول الفرنسيون وبالخصوص ( أورثير ) في كتابه الجزائر: أسّس المسجد في القرن الأوّل الهجري وهو أقدم مركز ديني في الجزائر.
وتحدّث عن العلماء والشيوخ الذين درّسوا بالزاوية، ومنهم خليفة بن حسن القماري، والشيخ البخاري ، والصادق بن إبراهيم ، والشيخ عبد المجيد حبّة وغيرهم كثيرون. وقد تمّ إغلاق المسجد عام 1956 م على أثر مقتل أحد الضباط الفرنسيين بسيدي عقبة.
المحاضرة السابعة للشيخ محمّد براهيمي مقدّم الزاوية القادريّة ( بسكرة ):
وكانت محاضرته بعنوان ( نشأة الزاوية القادريّة ببسكرة ): وابتدأ محاضرته قائلا: تعتبر الزاوية القادريّة امتدادا للطريقة القادريّة ، ومؤسسها هو سيدي عبد القادر الجيلالي 470 هـ وتعدّ أقدم طريقة صوفيّة في الجزائر ، أدخلها الشيخ أبو مدين شعيب ، ودخلت إلى إقليم بسكرة عبر منفذين اثنين :
الأوّل هو: عن طريق سيدي محمّد بن موسى في القرن العاشر الهجري.
الثاني هو: عن طريق سيدي إبراهيم بن أحمد الغوث في بداية القرن التاسع.
المساء : جلسة الاختتام :
هذه الجلسة كانت جلسة للشعر والتكريمات ، وقد أدار مجرياتها الأستاذ عبد القادر صيد واعتلى منصّة الشعر فيها أربعة من الشعراء المعروفين على الساحة الوطنيّة وهم:
- الشاعر سليم كرام ( نائب رئيس الجمعيّة ) ألقى قصيدتين اثنتين الأولى بعنوان ( قيم عليا وهامات شامخة ) والثانية ( رحاب قدسيّة وشعب عظيم ) من ديوانه ملحمة الزيبان.
- الشاعر الثاني كان الأستاذ أنفيف جموعي ، حيث ألقى قصيدة في مدح النبيّ صلى الله عليه وسلّم بعنوان ( يا رسول الله ).
- الشاعر الثالث: هو الأستاذ شارف عامر وكانت قصيدته بعنوان ( يا أنت ) وهي حول التصوّف.
- الشاعر الرابع : طالبة من جمّورة ألقت قصيدة بعنوان ( جمّورة) .
لقطات من الملتقى:
• مما قاله الأمين العام للولاية حول دور الزوايا في المقاومة :
" إنّ بنات الزوايا هزمنا جنرالات المستعمر الفرنسي " في إشارة إلى الشهيدة البطلة لالة فاطمة نسومر.
• من لقطات الملتقى المميّزة هو حضور الشيخ دردور شيخ الزاوية الدردوريّة.
• كان الحضور النسوي في هذا الملتقى من المحاضرات والمشاركات لافتا للانتباه أكثر من الملتقيات السابقة.
• ذكر الأستاذ بقاسم منصوري أنّ الشيخ عبد الحميد بن باديس كان من أتباع الطريقة الرحمانيّة.
• كما ذكر أيضا أنّ الشيخ عبد الحميد بن باديس كان يزور قبور الأولياء والصالحين للتبرك بهم، وهو الأمر الذي أثار بعضا من النقاش الحامي.
• قامت الزاوية الدردوريّة بتوزيع مجموعة من الهدايا على كلّ الحاضرين في جلسة اليوم الثاني، وتمثلت في مجموعة من الكتب والمطبوعات.
اليوم الرابع : وخصّص للرحلة الثقافيّة التي تقيمها الجمعيّة عقب كلّ ملتقى تعقده ، وقد خصّصت هذا العام للزاب الغربي حيث توقفت قافلة الخلدونيّة بعدّة محطات علميّة وثقافيّة وتراثيّة :
المحطة الأولى: كانت ببئر النعام في الشعيبة ، حيث شاهد الوفد مربضا للإبل والتقطوا معها عدّة صور للذكرى.
المحطّة الثانية: زار فيها وفد الجمعيّة قبر النبي سيدي خالد ومسجده ، ثمّ عرّج على قبر فرحات بن سعيّد خليفة الأمير عبد القادر.
المحطة الثالثة: وهي زيارة الزاوية المختاريّة بأولاد جلال أين حظي الوفد بترحاب كبير، وألقى أحد شيوخ الزاوية بين أيديهم كلمة مؤثرة. ثمّ توجّه الجميع إلى ليشانة لأداء صلاة الجمعة. وبعدها تناول الغداء في بيت الدكتور محمّد فرج الله الذي استقبلنا بحفاوة بالغة ، وقد كان من كبار المساهمين في الملتقى.
المحطّة الرّابعة: كانت إلى مسجد مصطفى بن عزوز البرجي لمشاهدة ضريحه وأخذ صور للذكرى وأين ألقى الأستاذ محمّد قويدري كلمة عن الزاوية وعن دفينها. وقد استقبلنا أهل الزاوية بالحليب والتمر.
المحطّة الخامسة : كان الختام مسكا بالزاوية العثمانيّة والتي وجدنا شيخها المفضال في استقبالنا ، بابتسامة عذبة ووجه بشوش وكرم حاتمي عرف به من قديم. وزار الوفد مكتبة الزاوية الشهيرة والتي تحوي أكثر من ألف مخطوط ، معظمها لم يطبع بعد، ثمّ اجتمع الوفد في جلسة شاي وكعك مع الشيخ عبد القادر عثماني والحديث عن شؤون ثقافيّة وتاريخيّة مختلفة.
وكان الإيّاب إلى بسكرة ( عروس الزيبان ) ليلا ..وبذلك طويت صفحة ملتقى الخلدونيّة العاشر ( بسكرة عبر التاريخ ).

ليست هناك تعليقات: