2012/01/04

"ميكروفون الجامع " قصة قصيرة بقلم: د.عمرو صلاح

ميكروفون الجامع
د.عمرو صلاح

الله اكبر

(الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين....

لن أصلى في جامع الخازندار مرة أخرى.. يصطف المصلون.. يتلو الإمام... أولى وجهي شطر القبلة ...وأبدأ...
كم جاهدت... قاومت ...وفشلت... استعيذ بالله من الشيطان ولا فائدة.... لم اقو يوما على منع نفسي من الابتسام أثناء صلاتي في جامع الخازندار... لكزتني الأيدي.. نهرني أصحاب اللحى بعد الصلاة.... ... ولا أقوى ...وكيف أقوى والذكريات تنسال على راسي وأتذكر ....هناك ...الطفولة البريئة.... أيمن؛ جرجس؛.. ذلك اليوم في حوش المدرسة. يوم اجتمعنا لذلك الأمر الجلل ..الذهاب إلى مؤذن جامع الخازندار لغلق ميكروفون الجامع في صلاة الفجر حتى تنام والدة أيمن المريضة والذي يجاور منزلهم الجامع في هدوء....

الله اكبر

سبحان ربى العظيم

المؤذن رجل طيب اسمه الشيخ عبد المتكبر... نظر لنا شذرا
- ونجول للمؤمنين يجومو يصلوا أزاي؟
رد جرجس وكان أكثرنا رومانسية
- بالإحساس يا عمو بالإحساس!

سبحان ربى العظيم

لن انسي ما حييت الشيخ عبد المتكبر وهو يعدو خلفنا مدلدل اللباس مزمجرا متهمنا بالزندقة والكفر..

وتفرقت بنا السبل...

اختبأت أنا في جوف منزل مظلم حتى الصباح...
أيمن هبط على دكان حلاقة وأصر أن يحلق فورا واختفى وسط الحالقين رءوسهم...
.... جرجس قفز في أول أتوبيس نقل عام صادفه... وظللنا لثلاثة أيام نبحث عن جرجس والأتوبيس

سبحان ربي العظيم

اضحك أم ابكي يا جامع الخازندار؟
مات الشيخ عبد المتكبر وبكيناه كثيرا..
مات أيمن في قاع بحر وهو في طريقه مهاجرا لإيطاليا...

سمع الله لمن حمده
ربنا ولك الحمد
الله اكبر

سبحان ربى الأعلى

جرجس أصبح أبا لطفل جميل ...زوجته لا تريحني نظراتها ...يقول لي جرجس "ماتاخدش بالك الستات كلهم كده."...
سبحان ربى الأعلى
سأصلى دائما في جامع الخازندار... وسيغفر الغفور الرحيم لعبده هناته وزلاته وابتسامه في الصلاة..
ولتلكزني الأيدي... ولتنهرني اللحى....
وليبق حنيني دائما إلى أيمن وجرجس والشيخ عبد المتكبر و........ميكروفون الجامع

سبحان ربى الأعلى

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

دائما أنت مختلف الرؤية فى قصصك المتميزة بسمة خاصة لا تتوافر إلا فى اسلوب عمرو صلاح المختلف المميز ..استمتعت بالقصة الجميلة بالفعل ..اشكرك >> ندى إمام