نَفْرُكُ العِظامَ ، ونَلُمُّ الأحاسيسَ الهَشَّةَ
مؤمن سمير
(1) تَلُمُّ بصيصَ الوهَجِ المتبقي في سِلالها وفي خطوتي
والضحكةَ الزاحفةِ من الشُبِّاكِ الواطئِ ....
التشاؤمُ الذي دهَنَ الوافدُ على سقفهِ ليرضى ،
والنائم في آخرِ سلسلةِ ظَهرِها يبتسمُ .....
تشيلهم كي تختالَ ساعةَ تحَلِّقُ ..
منيرةً كلما يفوتُ عليها
النبيذُ
وأولادُ الرحَّالةِ ..
لكنني أخاف كعادتي من غيابِ الشَبَحِ ،
يوم تُحَوِّم حولي فأصلبُ طولي ،
وأردُ التحيةَ وأنهرُ الزحامَ .....
إذا ضاعت الظِلالُ ، أو سافرت ،
أو ضربتها صدمةُ نورٍ ...
و الصورةُ زاهيةٌ في الخزانةِ ......
وإذا نَصَّبتُ أنا احتمالاتي
أفوزُ
وأركضُ
أركضُ
نحو الانتظار .....
(2)
أدركُ ، لم نكن بمفردنا ..
معنا الربُ والخوفُ والبحرُ الذي بات في جحوظ العينين ثم غابَ لأنه قديم .. الشوكُ وسطنا ، والحكمة العَصَّيةُ على لمستِكِ ورعشتي الواصلة وراء الدمية .. يعلمون أنني تنهدتُ عندما كنتُ أبص لِطَيْفِكِ على القسوة ثم قلتِ لابأس وهمستُ لسنا وحدنا قلتِ أُخَبِّيكَ في قبضة رحمتي وأزرعكَ في طين دبيب جلدي لتَطْلُعَ ترمي من وراء ظهركَ الأصوات وترنو للبسمةِ والإغفاءة ..
أسقيكَ ، من حليب عصيري صوفاً يدفئ أنقاضكَ والشمسُ أَهُشُّهَا لتعيش فرداً كلما تموتُ وأنا فيك ..
معنا الله ونشقى ؟
من ثقل الهواء يُعرِّيني .. ومنكَ ومنهم .. أصيرُ شفافةً لدرجة أنه يُسِرُّ للمتلصصين داخلنا أنه مُعَلِّّمُ رقصتي وقتلي الأنيق .. يا أنتي التي نحن وهم ، حُطِّيني برهةً في رعبك أو عند أعدائكِ فأنا أتوق لشَمِّ صفيرِ نظراتكِ لساقي النهمة وذراعي البناءةِِ سَدَّاً يخفينا عنهم ......
الذين هم شقائقُ رعبنا
ونحنُ
أحلى
كذباتهم ....
(3)
مُمْتَنٌ للحياة .. إذ شالتكِ عندي حتى تستعيدكِ لدُرْجها النائي ، فيزهر .. للموتِ ،
لَمَّا تمشى في الفِناء كأنه صاحب .. لوحدتي ، لما شافت دقائقي لحظةَ ثملنا وانفلتَ
العَظْمُ واستحق أن يحبه الطائر الساكن عُشَّّكِ ...
ممتنٌ وأخلع قبعتي ، للرب على خِفَّتهِ
التي تتيحُ للمرايا أن تكونَ طريقاً للرقص والجحيم ..
صادقٌ في رعشتي ، لَمَّا سمحتِ وسِبْتِ لي
بركانكِ أُهنهِنْهُ
وأتدثر بهْ ..
كأنما الزَبَدُ واصلٌ للظلمةِ ...
كأنما
الملحُ
في عسلِ
البئرِ ...
ذاهلٌ
وجاهزٌ لابتسامةٍ وحشيةٍ
لو قال شيطانُكِ
خُشِّيِهْ ........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق