"البسطاء والمهمشين هم حافزي الأول للكتابة.."
"اعتبر القارىء هو الشريك الذي من خلاله أتمكن من تقديم عملي وانجازه بصورة أفضل.."
"الوضع الثقافي العربي اليوم يعيش مخاضاً مؤلماً.."
إعداد: عبد القادر كعبان/ الجزائر
بسام جميل مبدع في مجال الكتابة، تتشكل نصوصه القصصية بلغة سردية حداثية تستند للفنتازيا والأحلام والتخيلات. عن
دار أزمنة للنشر والتوزيع في عمان، صدرت للكاتب الفلسطيني المقيم في سوريا
مجموعة قصصية أولى بعنوان "دمشق واسمي" و من هذا المنطلق كان معه الحوار
الآتي:
أولا.. من هو بسام جميل ؟
- شاب عربي فلسطيني سوري . قبل هذا وذلك , شاب يحلم بأن يكون إنسان , في بلاد تنهش صدرها وظهرها وحوش التاريخ .
برعم نشأتي في
أرض الياسمين و بين الأفئدة الشامية من دمشق إلى بيروت و القلب ينبض بعبق
الذاكرة . ذاكرة جدي و أبي عن حطين , قريتي التي تحمل ما تحمل من معان في
الذاكرة الجمعية.
شاب فلسطيني يحمل في قلبه الحلم وفي عقله يرسم طريق العودة للبلاد الأسيرة , يمسك القلم ليقدم ما يستطيع للوصول الى هذا الحلم .
من هم الأدباء الذين كان لهم تأثير ملموس في دخولك عالم الكتابة؟
لم يكن تأثير الأدباء ما دفعني لدخول الكتابة القصصية بل اعتقد بأن الحاجة لمعرفة الذات / ذاتي أولاً ثم الافصاح للقارئ عن ما يدور حولي من أحداث أعايشها و اكتوي بنارها , . ربما كان لرواية فيكتور هيغو الأثر الكبير عندما قرأت له " البؤساء "
ثم بدأ تورطي بالكتابة حين رأيت شخوص " الواقع " تتجسد أمامي ومن حولي بأقدارهم وبؤسهم الذي اعاينه عن قرب !! .
الناس العاديين اعني البسطاء والمهمشين هم حافزي الأول للكتابة وهم أيضاً أصل الحكاية وهم من اطمح للكتابة عنهم وللوصول إليهم .
لماذا وقع اختيارك على القصة تحديدا؟
لأن القصة القصيرة أدب حي ونابض في عصر "العولمة," حيث أنني أتمكن من خلالها أن أكتب الموقف السياسي منه والاجتماعي بالقصة ، و أستطيع إيصاله للقارئ بهدوء ، وسبر ردود الفعل على ما اقدم من خلال " القصة " و الاستفادة من الآراء التي تولدها النقاشات والحوارات التي أتمكن من خوضها مع بعض القراء والمتابعين والمهتمين بالمشهد الادبي اينما تواجدوا.
و أنت تكتب ألا تخاف القارئ " المتابع" ؟
- ما يحدث هو العكس تماما . ذلك
انني اعتبر القارىء هو الشريك الذي من خلاله أتمكن من تقديم عملي وانجازه بصورة أفضل بما يمكنني من الوصول اليه ومشاركته بالقصة وسير احداثها وصولا لنهايتها .
.ما الذي يشغلك في القصة، اللغة ، أم المعالجة ، أم الشكل؟
- الفكرة اي ثيمة القصة التي اكتبها ، والعناية بكل تفصيل صغير او كبير يرد بالسرد ، عبر لغة مكثفة تعنى بجماليات السرد والبناء القصصي لتكون قادرة على الوصول للمتلقي وشد انتباهه .
حدثنا عن باكورتك القصصية؟
- اعتقد أن المجموعة القصصية تتحدث عن نفسها من خلال العنوان " دمشق و اسمي " وهي تنقل أجزاء من الصورة الضبابية وربما المغيبة عن الإعلام العربي عموماً .
أسرد بها ما رأيته وما عشته ، و ما تفيض به الذاكرة في دمشق , فأنقل للمتلقي رؤية اللاجئ الذي يعيش دمشق وتعيشه ويتقاسمان الألم والجراح معا .
لفت انتباهي عنوان قصتك "الرجل الذي فقد ظله"، أتقصد الرجل العربي عموما؟
- نعم قصدت بها العربي ، واعتقد ان هذا "العربي" هو صورة لما هو المجتمع بعمومه ، والذي قوامه الرجل و المرأة دون أن يكون هناك تمايز
او فروقات بينهما .
ما هي علاقتك كقاص بالرواية؟
- المبدع لا يتوقف أمام مسميات تعيقه عن تقديم ما يلح عليه ، وما يتشكل داخله من إبداع وبالتالي لا يتأطر داخل إطار ويتوقف عنده. واعتقد أن ما يدفع الكاتب لان يكتب رواية هو سياق العمل الذي يفرض شروطه الإبداعية وليس هواية أو قرار يأخذه الكاتب .
ما رأيك في وضعنا الثقافي العربي اليوم؟
- الوضع
الثقافي العربي اليوم يعيش مخاضاً مؤلماً بتأثره الطبيعي مع ما يحدث من
جلجلة للثورات العربية وذلك أرى الواقع كما هو بتجرد , لا يمكن فصل الوضع
الثقافي عن بيئته وهذا يجعلني أقف متأملاً هذا المخاض المؤلم و أرجو أن أرى
نهاية الدوامة وقد نجونا بما يعزز البقاء.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
- أنهيت مخطوطي الروائي الأول و أرجو أن يرى النور قريباً .
- لدي تجربة مسرحية وتم انجاز الاتفاق عليها وهي نص مسرحي بعنوان " تحت سماء قليلة " وأواصل الكتابة الابداعية القصصية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق