شعر: محمد حسني عليوه
............
على صفيح دمشق الساخن
تأتي آلةُ الحربِ شاهرةً سَديمَ الموتِ بلا
رحمة.
-----------
لارا،
دُمْيتي
الصغيرة..
زهرتي
البيضاء في وِعَاءِ المنافي
وردتي
الحمراء في ظروفِ الهوى
لا
تفرّي بعيدًا بروحِكِ عنّي
لا
تنامي..
انهضي
وانظري، لارا
وزّعتُ
لكِ الشمعَ
على
أرففِ النجماتِ
فظلّي
باقيةً لتُطفئيها معي
فستانُك
المغسول من عَرَقي
نسجَتْه
أنفاسي..
وطرّزَتهُ
مدامعي
اليوم،
لارا، ازدهري
تبرّجي
بالزهو
لأجلكِ،
لارا
ضفّرتُ
من عَرائسِ البحرِ
قبعةً
بحجمِ رأسكِ الدمشقي الصغير
وأصدافَ
الدُّرِ،
في
مقاس خِصرَكِ الناحل
و
وددتُ، لأجلكِ
لوْ
أعَرتُك فمي،
أحباليَ
الصوتية،
لعلكِ
كلّ صباحٍ
تُغنيّن
على نافذتي، كالبلابل
ولعلكِ،
مثلَ كُلِّ مَساءٍ:
تقُصّين
عليّ أحلامَكِ السرّية
ترُدّين
على عُرْي ذاكرتي
غِطاءَ
طَلْعَتَكِ البَهيّة
تمشّطينَ
على أُذْني الحواديت
وتَسْندينَ
رأسي لصَدرِك الذّابِلْ!
...........
لا
تنامي، لارا
لدينا
ما نشاطره معًا
ثقوبَ
العُمرِ في حِذاءٍ بائس
وعجزي
في صُنعِ مُعجزتي
لانتشالِ
قصائدي/ المفككةِ القوافي
ومسح
روَثِ الضّغينةِ
عن
بطنكِ المنـزوعةِ الأحشاء
عن
وطنٍ أرْعن،
.. ينحني كُرهًا لسيّاف
عن
صورتي المُكلّلةِ عارًا
عن
أشلاءِ فنجانِ قهوةِ الظهيرة
عن
لحنِ أوبرالي
حَفظتِهِ
عَن ظَهرِ قَلبٍ
في
أشْرطةٍ مُمغنطة
مزقتها
المدافعُ إربًا.. إربا
وعن
دفتر يومياتِ حزنِ عينيكِ الأليفْ!
..............
النوافذُ،
لارا:
التي
حطّموا ظلالها
أعادوا
شمسها المبجلة النبل:
معقودة
الحاجبين!
العصافير
التي سرّبوا أعشاشها
خارج
القارة الدمشقية،
أُعِيد
تَرْكيب مَناقيرِها لِتُغَرّد
أنشودةَ
موتِ الحرّية!
----------
ويحك،
لارا !
مُذْ
متى، ونحنُ وقودُ الحرب ؟!
أي
حَرْبٍ تِلك،
تقطع
في جلودِنا بالرصاصِ كلّ يومٍ
من
جُذورِ الأصابعِ حتى النخاعْ
أيّ
حَرْبٍ تِلك،
تَدُسُّ
في لعنتها بَنينا
تقُصُّ
مِن كَرامَتنا
وتعطي
الفَخْرَ لجلّادينا
تفرضُ
طَوْقَ الموتِ
على
دَمِنا..
على
عُلَبِ الّلونِ
و
كُرّاساتِ الرّسْمِ
وتُحْيي
أبدًا قَصّابينا!
قُومي،
لارا..
زُودي،
عن وطنِ حمامٍ
كان
يغني فرحًا في صَدْرِك
(وبَعْدكِ لارا، جَفّ يَنبوعُ الحَمامْ!)
زُودي،
عن حُزنٍ أبويٍّ
تُسْعِفَهُ
الأحلامُ على صدرِك
(وبعدكِ، غِيضَتْ كلّ الأحلامْ!)
زُودي،
لارا..
الموتُ
يُشيّعُ، جُثْمانَك
فانتفضي..
قومي
وامتثلي مكانك
دمشقُ
تناديكِ،
دمشقُ
تناديكِ،
د
م !
ش
ق !
لكنّك،
لارا
وجْهكِ
منْسيٌّ في الصّمْتِ
فنارُك
يرْتد لسَقْفِ العرْش
تُطَوّحهُ
الرّيحُ،
وتمضي،
مفردها، دمشقُ الموسومة
بالغدر،
يغني
حادِ الموت: دمشقُ! دمشقُ!
وهْي،
دمشقُ، سريعًا تمضي...
ينـزّ
من نهْدِ دمشقيّتِها
الوطنُ
المغموس الوحلَ الأسود..
ينـزّ
البؤس الكامن في اللمحاتْ!
...........
وطني،
لارا، لم يعدْ وطني!
أي
وطنٍ، لارا،
انغَمَسْتِ،
طَوعًا وكُرْهًا،
في ملذّاتِ عِشْقه؟
صُغْتهِ
مِن فَلَذاتِ شَوْقكِ..
نحتَتْهُ
يداك، في اليأسِ،
أفواهَ الزنبقاتْ.
أي
وطنٍ سألتِ يومًا أباكِ عنه
بحثتِ
عنه قرونًا في عينيّ
في
خفقانِ البحر
في
هذيانِ الموج
وسلسلةِ
جبالِ القلب
فوجدْتِهِ:
سوي
تِيهٍ من الأوطانِ في الطرقاتْ!
............
أي
وطنٍ، لارا....؟!
وكل
وطنٍ :
دونك ..
م
ا
ت0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق