أمجد ريان
سقط تمثال الحصان الخزفى من على الشيفونيرة وظللت أجمع أجزاءه الانشطارية الدقيقة :
صمتٌ مهيبٌ فى ركن السرير ، وأقراصُ المسكّنـاتِ لاتنفع ،
كل هؤلاء رحلوا ، على حين غرة : سيد عبد الخالق ، ابراهيم فهمى ، خالد عبد
المنعم ، اسامه الدناصورى ، سيد فتحى ، وطابور آخر لايزال ينتظر ،
وأنا من هؤلاء الذين يسعون للترفع عن الدنايا ، ولكن الدنيا قلبت لى ظهر المجنّ
وفى أذنىّ بقايا أصوات قادمة من الشارع ، من تحت البنايات الأسمنتية الشاهقة
تتراكم الأيام بلا حساب وبلا إضافة ، وبعض النساء حين يعلمن أنهن على وشك الموت ، يبدين انشغالات جنسية فاضحة .
كلنا تائهون ، نفتقد الآدمية ، فى واقع آلى :
الموتى العراة متراصون ، والسلحفاة التى تمشى هى الرمز
صبر الفقراء الملحمى يفترش التاريخ ،
والدنيا محض لعبة
يهاجمنا الواقع المتوحش بأنياب ضخمة حادة الأطراف ، والموت يلتقطنا واحداً واحداً ، فلماذا نغرق فى سفاسف الأمور .
هذه ماكينة الخياطة ، تظل تتكتك إلى ما لا نهاية
كأنها تريد أن تخيط ملابس البشرية كلها ،
وهناك امرأة نحيفة ، تتكئ إلى سور شرفتها الحديدى المزخرف ، وتنظر بعينين
ناريتين باتجاه الشارع ، أما المرأة التى خلبت لبى ، فهى مختلفة : ستايل
وجهها يعطى الإحساس بأنها على وشك البكاء ، وشفتاها مقببتان ، كأنها على
وشك أن تطلق الصفير .
لا يوجد إنسان على الأرض ، الا ويحمل فى داخله بعض الجنون ،
وعندما انسدلت ستارة القماش الغليظ بانحناءاتها المتكررة ، سألت نفسى :
هل الخيال هو الحقيقة ، والواقع أسطورة ؟ ثم ظللت أسال نفسى :
من الذى سيقع عليه الدور فى الموت القادم ؟
عمق يتشكل ليحيط بالأجزاء ، والمنبه لا يتوقف عن الدق الواهن :
رأسى يحوى دوامات تبتلع نفسها فى إضاءات اشتبكت ، مثل المعادن البللورية
وعلى الكرسى الدوار أصل إلى اليقين :
كلنا موتى ، حتى لو لم يسقط الجسد ،
أسمع صوت طفل يبكى بلا انقطاع
وحين أعرف كرسى العودة أتجاهل الراهن .
طنين المدينة يأتينى من كل الجهات ، فهل أكلمكم عن النخبة ، والمجتمع
المدنى ، أم أكلمكم عن الفجوة بين كلام السياسيين ، وواقعية السلوك
الجماهيرى ، أريد أن أحكى لكم عن الموت الذى أراه فى كل يوم :
هو شبح أبيض طويل ، يمسك بمنجل طويل قوسه هائل مشرشر ، قادر على حصد الرقاب بنعومة .
فوق فراشى ، أرى البلاد البعيدة ، ولكن لماذا أبواب البيوت موصدة ،
ونوافذها حديدية ، مثل قضبان الزنازين ، ولماذا المشاعر الشائكة تمر بى ،
بينما أصابعى مثلجة ، وقلبى حزين .
الثقوبُ السوداء تشفط الأجرام فى الأعالى ،
وهنا فى آخر الشارع يمشى الكهل الذى اشترى نصف كيلو من الحليب ، يظل يتعكز
على عصا غليظة عائداً لبيته ، بينما الخريف يدق الباب بعنف ، والرياح تغزو
الفتحات والشقوق ، وتهاجم الشرفة بضراوة ، فتهتز ضلفتا الشيش .
أنا أعرف الشخص الذى اقترب منه الموت ، أعرفه جيداً
وفى الضوء الخفيف الآتى من المصباح الجانبى ، أرى وجهه يهتز .
أمجد ريان
سقط تمثال الحصان الخزفى من على الشيفونيرة وظللت أجمع أجزاءه الانشطارية الدقيقة :
صمتٌ مهيبٌ فى ركن السرير ، وأقراصُ المسكّنـاتِ لاتنفع ،
كل هؤلاء رحلوا ، على حين غرة : سيد عبد الخالق ، ابراهيم فهمى ، خالد عبد المنعم ، اسامه الدناصورى ، سيد فتحى ، وطابور آخر لايزال ينتظر ،
وأنا من هؤلاء الذين يسعون للترفع عن الدنايا ، ولكن الدنيا قلبت لى ظهر المجنّ
وفى أذنىّ بقايا أصوات قادمة من الشارع ، من تحت البنايات الأسمنتية الشاهقة
تتراكم الأيام بلا حساب وبلا إضافة ، وبعض النساء حين يعلمن أنهن على وشك الموت ، يبدين انشغالات جنسية فاضحة .
كلنا تائهون ، نفتقد الآدمية ، فى واقع آلى :
الموتى العراة متراصون ، والسلحفاة التى تمشى هى الرمز
صبر الفقراء الملحمى يفترش التاريخ ،
والدنيا محض لعبة
يهاجمنا الواقع المتوحش بأنياب ضخمة حادة الأطراف ، والموت يلتقطنا واحداً واحداً ، فلماذا نغرق فى سفاسف الأمور .
هذه ماكينة الخياطة ، تظل تتكتك إلى ما لا نهاية
كأنها تريد أن تخيط ملابس البشرية كلها ،
وهناك امرأة نحيفة ، تتكئ إلى سور شرفتها الحديدى المزخرف ، وتنظر بعينين ناريتين باتجاه الشارع ، أما المرأة التى خلبت لبى ، فهى مختلفة : ستايل وجهها يعطى الإحساس بأنها على وشك البكاء ، وشفتاها مقببتان ، كأنها على وشك أن تطلق الصفير .
لا يوجد إنسان على الأرض ، الا ويحمل فى داخله بعض الجنون ،
وعندما انسدلت ستارة القماش الغليظ بانحناءاتها المتكررة ، سألت نفسى :
هل الخيال هو الحقيقة ، والواقع أسطورة ؟ ثم ظللت أسال نفسى :
من الذى سيقع عليه الدور فى الموت القادم ؟
عمق يتشكل ليحيط بالأجزاء ، والمنبه لا يتوقف عن الدق الواهن :
رأسى يحوى دوامات تبتلع نفسها فى إضاءات اشتبكت ، مثل المعادن البللورية
وعلى الكرسى الدوار أصل إلى اليقين :
كلنا موتى ، حتى لو لم يسقط الجسد ،
أسمع صوت طفل يبكى بلا انقطاع
وحين أعرف كرسى العودة أتجاهل الراهن .
طنين المدينة يأتينى من كل الجهات ، فهل أكلمكم عن النخبة ، والمجتمع المدنى ، أم أكلمكم عن الفجوة بين كلام السياسيين ، وواقعية السلوك الجماهيرى ، أريد أن أحكى لكم عن الموت الذى أراه فى كل يوم :
هو شبح أبيض طويل ، يمسك بمنجل طويل قوسه هائل مشرشر ، قادر على حصد الرقاب بنعومة .
فوق فراشى ، أرى البلاد البعيدة ، ولكن لماذا أبواب البيوت موصدة ، ونوافذها حديدية ، مثل قضبان الزنازين ، ولماذا المشاعر الشائكة تمر بى ، بينما أصابعى مثلجة ، وقلبى حزين .
الثقوبُ السوداء تشفط الأجرام فى الأعالى ،
وهنا فى آخر الشارع يمشى الكهل الذى اشترى نصف كيلو من الحليب ، يظل يتعكز على عصا غليظة عائداً لبيته ، بينما الخريف يدق الباب بعنف ، والرياح تغزو الفتحات والشقوق ، وتهاجم الشرفة بضراوة ، فتهتز ضلفتا الشيش .
أنا أعرف الشخص الذى اقترب منه الموت ، أعرفه جيداً
وفى الضوء الخفيف الآتى من المصباح الجانبى ، أرى وجهه يهتز .
سقط تمثال الحصان الخزفى من على الشيفونيرة وظللت أجمع أجزاءه الانشطارية الدقيقة :
صمتٌ مهيبٌ فى ركن السرير ، وأقراصُ المسكّنـاتِ لاتنفع ،
كل هؤلاء رحلوا ، على حين غرة : سيد عبد الخالق ، ابراهيم فهمى ، خالد عبد المنعم ، اسامه الدناصورى ، سيد فتحى ، وطابور آخر لايزال ينتظر ،
وأنا من هؤلاء الذين يسعون للترفع عن الدنايا ، ولكن الدنيا قلبت لى ظهر المجنّ
وفى أذنىّ بقايا أصوات قادمة من الشارع ، من تحت البنايات الأسمنتية الشاهقة
تتراكم الأيام بلا حساب وبلا إضافة ، وبعض النساء حين يعلمن أنهن على وشك الموت ، يبدين انشغالات جنسية فاضحة .
كلنا تائهون ، نفتقد الآدمية ، فى واقع آلى :
الموتى العراة متراصون ، والسلحفاة التى تمشى هى الرمز
صبر الفقراء الملحمى يفترش التاريخ ،
والدنيا محض لعبة
يهاجمنا الواقع المتوحش بأنياب ضخمة حادة الأطراف ، والموت يلتقطنا واحداً واحداً ، فلماذا نغرق فى سفاسف الأمور .
هذه ماكينة الخياطة ، تظل تتكتك إلى ما لا نهاية
كأنها تريد أن تخيط ملابس البشرية كلها ،
وهناك امرأة نحيفة ، تتكئ إلى سور شرفتها الحديدى المزخرف ، وتنظر بعينين ناريتين باتجاه الشارع ، أما المرأة التى خلبت لبى ، فهى مختلفة : ستايل وجهها يعطى الإحساس بأنها على وشك البكاء ، وشفتاها مقببتان ، كأنها على وشك أن تطلق الصفير .
لا يوجد إنسان على الأرض ، الا ويحمل فى داخله بعض الجنون ،
وعندما انسدلت ستارة القماش الغليظ بانحناءاتها المتكررة ، سألت نفسى :
هل الخيال هو الحقيقة ، والواقع أسطورة ؟ ثم ظللت أسال نفسى :
من الذى سيقع عليه الدور فى الموت القادم ؟
عمق يتشكل ليحيط بالأجزاء ، والمنبه لا يتوقف عن الدق الواهن :
رأسى يحوى دوامات تبتلع نفسها فى إضاءات اشتبكت ، مثل المعادن البللورية
وعلى الكرسى الدوار أصل إلى اليقين :
كلنا موتى ، حتى لو لم يسقط الجسد ،
أسمع صوت طفل يبكى بلا انقطاع
وحين أعرف كرسى العودة أتجاهل الراهن .
طنين المدينة يأتينى من كل الجهات ، فهل أكلمكم عن النخبة ، والمجتمع المدنى ، أم أكلمكم عن الفجوة بين كلام السياسيين ، وواقعية السلوك الجماهيرى ، أريد أن أحكى لكم عن الموت الذى أراه فى كل يوم :
هو شبح أبيض طويل ، يمسك بمنجل طويل قوسه هائل مشرشر ، قادر على حصد الرقاب بنعومة .
فوق فراشى ، أرى البلاد البعيدة ، ولكن لماذا أبواب البيوت موصدة ، ونوافذها حديدية ، مثل قضبان الزنازين ، ولماذا المشاعر الشائكة تمر بى ، بينما أصابعى مثلجة ، وقلبى حزين .
الثقوبُ السوداء تشفط الأجرام فى الأعالى ،
وهنا فى آخر الشارع يمشى الكهل الذى اشترى نصف كيلو من الحليب ، يظل يتعكز على عصا غليظة عائداً لبيته ، بينما الخريف يدق الباب بعنف ، والرياح تغزو الفتحات والشقوق ، وتهاجم الشرفة بضراوة ، فتهتز ضلفتا الشيش .
أنا أعرف الشخص الذى اقترب منه الموت ، أعرفه جيداً
وفى الضوء الخفيف الآتى من المصباح الجانبى ، أرى وجهه يهتز .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق