ليالي ننار ...إشراقات ثقافية في
المغترب
هيئة تحرير ننار- سويسرا
في بداية شهر الخريف، وعندما بدأ ورق الشجر
بالسقوط محتفيا بشهر أيلول، وتحت رعاية المركز الثقافي العراقي في السويد، وحضور
د. أسعد الراشد مديرالمركز، أطلقت "ننار" أولى أيامها الثقافية، ممثلة
بالدكتورة أسيا العامري، حيث احتضنت مدينة مالمو السويدية مهرجاناً ثقافياً
حقيقياً خلال ثلاثة أيام، بدأت من 18 أيلول باستضافة فنان سويسري عراقي، له بصمته
المتميزة في المشهد التشكيلي العالمي، هو الفنان التشكيلي فائق العبودي، فأعماله تتربع جدران مختلف الأماكن في مختلف
أنحاء العالم، وله في مدينته سويسرا عمل فني ضخم تحت اسم"السلام" يتربع ساحة ملعب في مدينة سويسرية.
كما أقام معرضين من معارضه الشخصية في منزل
فولتير في فرنسا، والذي يعتبر اليوم متحفاً، ومعرض العبودي تحت عنوان " خدوش
الأزمنة الغابرة" الذي احتضنته ليالي
ننار، يعتبر المعرض السابع والعشرين للفنان، بلوحاته التي طالما شدت انتباه
المتلقي، وأثارت أسئلة لا إجابة لها، ورفعت علامة الدهشة على ملامح الناظر، فعمله
الذي يتميز بالدقة، وبالألوان الجريئة، وبالمنمنمات الحروفية، كأنما هو قصيدة عشق
كتبت بحروف لغة اندثرت منذ أمد بعيد، ولا غرابة في ذلك، فالفنان فائق العبودي يحمل
متحفه العراقي الخاص في قلبه أينما ذهب، ومنه يستقي أعماله الاستثنائية،و
بين العبودي ولوحاته علاقة من نوعٍ خاص، علاقة تعتمد على الندّية المحبّبة، وعلى
الحوار المتبادل، فهو يتبادل وإياها حواراً سرياً، تخبره من خلاله متى... وأين يجب
أن يضع لمساته الأخيرة ليعلن ولادتها بعد مخاضٍ جميل .
بعد افتتاح المعرض، وعرض فيلم قصير عن أعمال
الفنان فائق العبودي، التقى الجمهور بالفنان متحدثاً عن تجربته، تطرق خلالها إلى
ثقافته العراقية، وعشقه للوطن، ولحضارة بلاد الرافدين، وتحدث عن لوحاته، وعن
بداياته بلوحات عن الشناشيل العراقية، تلا ذلك حوار بين الفنان و الجمهور الذي كان
متعطشاً لطرح الاسئلة التي أثارتها لوحات العبودي
.
ويقول العبودي عن انطباعه في ليالي ننار
الثقافية: ليالي ننار كانت قمراً، بل أقماراً، اسم على مسمى، كانت الاختيارات
موفقة جدا، تنظيم عالي، نوعية الحضور مختارة بعناية، كما تميزت الليالي بالأمسيات
الجميلة، سرني التعرف على الحضارة الايزيدية عن قرب، والاطلاع على تقاليدهم
وموسيقاهم ورقصاتهم وزيهم، لقد تركت ليالي ننار في القلب أثرا جميلاً، كل الشكر
والامتنان لكل من دعم وساهم وشارك في هذا الملتقى الجميل، شكرا لكرم الضيافة
والحفاوة، وجدنا أنفسنا بين طيبة أهلنا العراقيين المعروفة، لا طائفية ولا احقاد
حيث كان الحضور من جميع الطوائف والقوميات على قلب واحد،نضحك ونتسامر ونأكل ونشرب،
همنا واحد ..سلامة العراق والعراقيين، ووكم أتمنى للدكتورة أسيل والدكتور حسن
التوفيق والنجاح والاستمرار بالعمل النوعي.
أما الليلة الثانية، فقد كانت الأديبة
والشاعرة السورية لبنى ياسين ضيفة ننار، وكان المشهد مسرحياً متميزاً، فقد بدأت
الأمسية بعزف على البزق للعازف المبدع سيروان سليم، ليفاجئ الحضور بوجود الشاعرة
على المسرح بعد أن وجهت الاضاءة عليها لتبدأهم بقصيدة عن الوطن، ثم لتحاورها
الدكتورة أسيل العامري عن هموم المرأة، والثورة، وأوضاع سوريا، وتجربتها الأدبية،
وبعد تلاوة عدة قصائد مرافقة بالموسيقى، تلاها فتح باب النقاش مع الجمهور الذي
أبدى تفاعلا جميلا، وغناء جميل للمطربة الكردية جميلة برفقة عازف البزق.
وتقول الشاعرة عن ليالي ننار:
كانت أياماً رائعة، أن أشهد حراكاً ثقافياً بهذا المستوى في المهجر الأوروبي، أمر أثار فرحتي ودهشتي وإعجابي في آن واحد، لا شك في أن وراء هذا النجاح والتميز جهداًخارقاً، وشخصيات نذرت نفسها لتطور المشهد الثقافي، لتقدم الثقافة العربية بأبهى حللها في المهجر، ليالٍ جمعت بين الأدب والفن، والحضارة الإنسانية لقومية هي جزء من المكون العراقي، وتنظيم والتزام وتميز في تفاصيل هذا المهرجان الثقافي.
كانت أياماً رائعة، أن أشهد حراكاً ثقافياً بهذا المستوى في المهجر الأوروبي، أمر أثار فرحتي ودهشتي وإعجابي في آن واحد، لا شك في أن وراء هذا النجاح والتميز جهداًخارقاً، وشخصيات نذرت نفسها لتطور المشهد الثقافي، لتقدم الثقافة العربية بأبهى حللها في المهجر، ليالٍ جمعت بين الأدب والفن، والحضارة الإنسانية لقومية هي جزء من المكون العراقي، وتنظيم والتزام وتميز في تفاصيل هذا المهرجان الثقافي.
وما لفت نظري تواجد الطوائف والقوميات
العراقية معاً في مكان واحد، دون ضغينة ولا حقد، كان عرساً ثقافياً حقيقياً مشرفاً.
ومن الملفت أن يكون وراء هذا العمل الجبار
امرأة لا تكاد تهدأ لتبني وطناً في الغربة..هي الدكتورة أسيل العامري، وإلى جانبها
زوجها د.حسن السوداني، أتمنى أن تتحول أيام ننار إلى كامل أيام السنة تحتفي فيها
جمعية مجال، ومجلة ننار بالثقافة، وتجمع المثقفين تحت مظلتها لتقدم الثقافة
العربية للغرب بأبهى حللها.
أما الليلة الثالثة، فقد تميزت بنشاط جماعي،
وحفل متميز للجالية الكردية الأيزيدية، فارتدت فتيات الدبكة الزي التقليدي
للجالية، وعرض فيلم وثائقي تعريفي عن المعتقدات الأيزيدية، وغنت فيه المطربة
الكردية جميلة أغنية كردية ألهبت الحضور رافقها عازف البزق سيروان سليم، كما غنى
مطربون آخرون ، وافتتح معرضاً ضم صورا فوتوغرافية للحضارة الأيزيدية، وبعض الأعمال
الفنية لبعض مبدعي الجالية، وما أجمل الأطفال الذين تجولوا بين الحضور بزيهم
التقليدي.
تخلل ذلك عشاء ضم الأطعمة التقليدية للجالية،
واختتم برقص البكة الذي شارك فيه أغلب الحضور من عرب وأكراد.
وبسؤال أحد الضيوف من الجالية الأيزيدية
الكريمة عن انطباعاته أجاب السيد رافي زيوان:
اليوم الثقافي الايزيدي .. وضمن أيام الثقافة العراقية كان بحق عرس عراقي كبير بطعم مميز لأحد
مكونات
فسيفساء الشعب العراقي العريق وهم الايزيدية.. حيث تقام هذه الفعاليات لزيادة
اواصر التواصل والمحبة بين العراقيين وغيرهم من الاخوة العرب.
حيث اطربنا الفنانين الايزيديين باغانيهم الكردية والعربية الجميلة كما اعجبني جداً معرضهم المشترك لاربعة فنانين ذلك المعرض الذي اثار دهشة الكثير من الحظور وخاصة الوحات الجميلة المعبرة للفنانة الشابة ليندا ورسوماتها بالفحم ..كما تذوقنا الاكلات الايزيدية .. بعضها خاص بالايزيدية والبعض الآخر اكلات عراقية اضافت تلك الاكلات للعرس العراقي الايزيدي طعماً آخر.
و"ننار"
التي احتضنت الليالي الثلاث، هي مجلة نسائية متنوعة، تهتم بقضايا المرأة، وتقدم
الثقافة والمتعة في إناء واحد، أطلقتها جمعية مجال، وستكون مجلة فصلية توزع في
مختلف أنحاء العالم، تدير هذا المشروع الثقافي الدكتورة أسيل العامري، وقد أطلقت
العدد الأول منذ فترة وجيزة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق