الرجل الغامض
بقلم: عبد القادر كعبان
يقفز قلبي كلما لمحته واقفا في شرفته.. إحساس غامض يشدني إليه.. ينظر الى وجهي مبتسما.. منذ ماتت ابنتي الوحيدة فقدت رغبة الكلام.. أعيش في بيت تسكنه الأرواح.. روح زوجي و ابنته.. أحلم كل ليلة بوجودهما معي.. كنت أغمض عيوني الحزينة لأهرب من الزمن.. الوحشة.. الموت.. يوميا أتألم بصمت ثقيل.. صار الوقوف الى النافذة هاجسي.. هو.. الرجل الغامض ينتظر رؤيتي بفارغ الصبر.. كل مرة أضحك من تصرفاتي الطائشة.. كنت على يقين أنه يبادلني المشاعر و الأحاسيس نفسها.. تخيلت صوته يناديني من بعيد.. في أحد الأيام تفاجأت بسيارة أجرة تقف أمام باب العمارة.. نزلت منها فتاة ترتدي
ثوبا أبيض.. للمرة الأولى وجدته يقف خارجا.. أضاء وجهه كنور ساطع حين احتضنته.. منذ التقت عيناه بعيناها أحسست بعاطفة الأمومة تتحرك في داخلي.. تتمرد على روحي الثائرة.. حاولت أن أتمسك بخيط ذلك الحلم.. لكن تلك الفتاة (تخيلتها ابنته المغتربة) اقتحمت أحلامه كعاصفة شتوية.. غادرني ذلك الحلم دفعة واحدة.. أخيرا انطفأ ذلك البريق الذي شع في عينيه يوم لمح نظرات إمرأة حزينة.. مع الأيام اكتشف أن نافذتي وحدها اليوم تواجه نظراته الخفية المترددة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق