2013/09/15

ثلاث قصص قصيرة جدًّا.. بقلم: علي دُغمان

 ثلاث قصص قصيرة جدًّا..  
بقلم: علي دُغمان
للمطر ذوق أقرب إلى عينيك..

قبل أن أفتح عينيّ بلحظة، قلت في نفسي:
- سأتعرّى..
وانفلتّ حمامة تفتّش عن مدينة يسكنها الله، فانتهى بي الطريق عند بوابة مكتوب عليها: "ممنوع الدخول"..
وقبل أن أبلغ الباب..
وقبل أن أفكّر فيما كانت خطوتي الآتية تتمثّل في وضع يدي على قبضة الباب، أم النفاذ عبره؟..
ربّت أحدهم على كتفي، وهو يزمجر:
- اذهب إلى البيت، فالمقهى ليست مكانًا للنوم..

لو..

انحنى كأنّه يُصلّي، ثمّ دسّ إصبعه في الرمل وهو يتفكّر في صمت..
حاول تذكّر اسمها، وتفاصيل وجهها، حتىّ يناديها، أو يتعرّف عليها بالمرآة..
وبدل أن يرسم صورتها، ظلّ يراقب البحر في ذهول..
وبعد لحظتين..
تحرّك إصبعه بفتور..
رسم خطًّا مُتثائبًا، طفق يميل شيئًا فشيئًا، بحيث شكّل دائرة، وجد نفسه فيها، فندّت منه شهقة، سرعان ما محتها مياه البحر.. 
حاشية على مخطوط مسرّب من زمن الحصار..


مشى على طريقة "السردوك"، يتهادى وسط حلقة محكمة البنية من ذوي البذل، والنظارات السوداء، فيما تعالت حوله أصوات الرفض والتنديد..
بلغ أخيرًا قصر الشمع والزجاج، فاندسّ داخل المصعد، انتهى به عند مكتبه الكائن بقبّة السماء..
وحينما ولج المكتب وجده يعجّ بأصوات الرفض والتنديد، فتهالك على كرسيه الوثير، وهو ينفخ في الهواء..
أخرج ورقة بيضاء، وبدل كتابة خطاب كلّ مرّة، فكّر تجربة الرسالة..
وبعد أن أفرغ مداد قلمه على صفحتها البيضاء، وضعها في ظرف كتب عليه: "إليّ.."
وبعد أن سلّمها إلى مستشاره الشخصيّ، وبعد أن شدّد اللهجة بضرورة إرسالها بالبريد السريع، والمضمون، تلاشى خلف أصوات الرفض والتنديد..
ملحوظة:

 

ليست هناك تعليقات: