لقاء مع الفنان العراقي علي الرّواف
الخزف ولعبة الحياة والمعنى وأقانيم التّشكيل
أجرى اللقاء معه: الأديبة الأردنية د.سناء الشعلانالخزف ولعبة الحياة والمعنى وأقانيم التّشكيل
selenapollo@hotmail.com
الفنان علي الرواف،خريج أكاديميّة الفنون الجميلة/قسم الفنون التشكيليّة فرع الفخار من جامعة بغداد، يعمل أستاذاً لمادة الخزف في كلية التربية في جامعة الكوفة،وكان قد شغل سابقاً منصب مدير قسم الاعلام والعلاقات العامة مدير قسم الفنون التشكيليّة ومدير وحدة الإنتاج الفنّي في جامعة الكوفة.وهو عضو نقابة الفنانين العراقيين،وعضو الهيئة الإداريّة لجمعيّة التشكيليين العراقيين/فرع النّجف الأشرف.وقد شارك في الكثير من المعارض في العراق وخارجه. كانت له زيارة في القريب إلى العاصمة الأردنيّة عمان،وكان لي لقاء إعلاميّاً مطوّلاً معه.
ماذا يعني عالم الخزف للفنان الدكتور علي الرّواف؟
الخزف من الفنون التشكيلية التي استهوتني،أعدّه الفنّ الذي جمع بين الرّسم والنّحت،ويعطي الحرية في العمل والتعّبير عن الفكرة، ويمكن استخدام عدة تقنيات في العمل الفني الواحد.
ماذا تضيف الدّراسة الأكاديميّة إلى الخبرة في صناعة الخزف؟
من المؤكد أنّ للدراسة الأكاديمية أهميّة في صقل الموهبة الفنية لاسيما أنّ فنّ الخزف يعتمد إضافة على الخبرة الفنية إلى خبرة علمية في مجال تحضير الأالوان علماً بأنّ هناك جانب علمي كيميائي في صناعة الخزف.
لماذا كان توجّهك إلى الخزف دون غيره من الفنون؟
عند دراستي الأكاديمية في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وجدت أنّ فن الخزف من الفنون التي تحتاج إضافة الموهبة إلى الدراسة العلمية،فكان شغفي بهذا الفن منذ دخولي عالم الفن أكاديمياً.
ما رأيك بمشهد الإبداع الخزفي في العراق وفي الوطن العربي؟
فن الخزف في العراق من الفنون المرموقة،وله رواده من الفنانين الذين لهم باع طويل في الخزف،أمثال سعد شاكرو ماهر السامرائي و شنيار عبد الله وأكرم ناجي.وغيرهم وكذلك في الوطن العربي نجد الكثير من فناني الخزف المرموقين.
من أين تستقي أفكارك وتشكيلاتك في الخزف؟
من حضارة وادي الرافدين والتراث العراقي القديم.
كيف يحضر العراق وتجربته وخصوصيته في أعمالك الفنيّة؟
الفنان ابن بيئته،فالعراق وطني حاضر في كلّ اعمالي،وأغلب أعمالي الخزفية عن حضارة العراق القديم واستخدم الكتابة المسمارية في بعض أعمالي إضافة إلى الخط العربي.
كيف يتشّكل عملك الفنيّة في ذهنك قبل أن يصبح كائناً حقيقيّاً؟
الفنان بشكل عام يتعامل مع الأحساس والذائقة الجمالية، فعندما تتولد فكرة ما في الذهن يبدأ توظيفها بلمسات فنية مما يحاكي معاناة المجتمع ضمن رموز فنية تمثل عائدية العمل الفني من خلال أسلوبه الفني في التنفيذ .
أيّ أعمالك الخزفيّة أقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟
الأعمال التجريدية؛لانّني أجد فيها حرية في التعبير،وحرية في التنفيذ بتقنيات إبداعيّة ،إضافة إلى انّ العمل التجريدي يكون أقصر الطّرق إلى إيصال الفكرة مباشرة إلى المتلقي،وبصورة عامة فإنّ فن الخزف هو فن جمالي تزييني في أغلب الأحيان، واستخدام الرموز يعطي الحرية في إضفاء الصبغة الجمالية على العمل الفني.
ما هي سمات الفخار العراقي القديم؟ وما شكل حضوره في الأعمال الخزفيّة المعاصرة؟
حضارة العراق القديم زاخرة بالرموز الفنية والسّمات التي تميز كلّ عصر من العصور التاريخية القديمة استخدمت الأشكال الهندسية والنباتية،وكذلك الحروف في الأواني وفي العمارة وحتى في الأزياء.ومن خلال تلك السّمات تشكلت فكرة الأعمال الخزفية المعاصرة كامتداد لحضارة العراق القديم وتواصل الماضي بالحاضر.
شاركت في الكثير من المعارض الفرديّة والجماعيّة؟ ما خصوصيّة كلّ منهما في نظرك؟
المعارض الفردية تأتي ضمن تجربة الفنان الفنية في إظهار ما توصل إليه من تقنيات في العمل الفني إضافة المضمون الذي يعبّر عن حالة أو عن إرهاصات المجتمع في مرحلة معينة من الزّمن؛لأنّ الفنان دائماً عليه محاكاة المجتمع .أمّا المشاركات الجماعية فهي تعبيرعن حالة آنية أو تجربة قصيرة يخوضها الفنان .
ما أهميّة المشاركة في المعارض بالنسبة للفنان الخزفي؟
مشاركة الفنان في المعارض سواء كان خزاف أم أيّ نوع من الفنون الأخرى لها أهمية كبيرة في تواصله الفني وإضافة شيء إلى تجربته من جانب ومن جانب آخر تشكل مشاركته حضوراً في الساحة الفنية .
ما هو مشروعك الخاص في عالم الخزف؟ وما هو حلمك في هذا الشّأن؟
تنفيذ جدارية خزفية بحجم كبير عن حضارة العراق القديم تبرز فيها سمات الحضارة العراقية القديمة
هل تعرّفت على بعض تجارب الفنانين العرب في عالم الخزف؟ وما تقيمك لهذه التّجارب؟
لقد تعرّفت على تجارب من سبقني ومن هو أكفأ مني في هذا المجال والفن بحر كبير مهما تعلمنا نجد أنفسنا في البداية ربما حتى من تجارب طلبتي استفاد لأنّ الفن والعلم لا يتوقف عند حد معين .
ماذا تقول عن تجربتك في إدارتك للقسم الإعلامي في جامعة الكوفة؟
كانت تجربة رائعة حيث مارستُ عمل استهواني، فمزجت بين الفن والعمل الإعلامي، وكان عملي الإعلامي ناجح بشهادة المسؤولين عني والعاملين معي، والحمد لله من خلال عملي تكونت لي علاقات واسعة,
ما هي مميزات الإداري عندما يكون فناناً؟
الفنان دائماً يتعامل بالإحساس المرهف،ويتعامل بدّقة في تنفيذ الأعمال الموكلة له،فتعاملت مع الإدارة بشكل فني ومنفتح ربما لا يُرضي الكثير من النّاس .
أين تجد نفسك في الفن أم في الإدارة أم في التدريس الأكاديمي؟
أجد نفسي في الفنّ والتّدريس الأكاديمي الفني؛ لأنّي أتعامل بحرية مع ذاتي، فالادارة أبعدتني عن الفن قليلاً،أمّا تعاملي مع الطلبة فيزيدني التصاقاً بالفنّ ويجبرني على شحذ مواهبي الفنية.
هل لك مشاركات في خدمة المجتمع المحلي؟ مثل ماذا؟
نعم لدي مشاركات في مؤسسات المجتمع المدني من خلال مشاركاتي الفنية في المعارض التي تقيمها تلك المؤسسات،وكذلك في إقامة الدورات لتعلّم الفنون التشكيلية بالإضافة إلى اشتراكي في تقييم المعارض التي تقام.
كان لك معرض في عمان عام 1999.ماذا تقول عن هذه التّجربة؟
المعرض كانت بداية في عملي الخزفي،وكان متنوعاً بحيث شمل أعمال استخدم فيها الخط العربي إضافة إلى تقنية الخزف ومع ذلك لقي إعجاب الفنانين الجمهور الحاضر .
هل أنت راضٍ عن المساقات التي تدرّس في فن الخزف في الجامعات العراقيّة؟
أنا غير راضٍ عن تلك المساقات؛لأنّها لم تأخذ المساحة الكافية كما لم تتوفر الأجهزة والمعدات بشكل يوفر للطالب إمكانية العمل بحرية،هذا إضافة إلى المناهج التي تدرس هي الأخرى بحاجة إلى تطوير هذا ينطبق على الدّراسات الأولية والدراسات العليا،فنجد أنّ الطالب يبذل جهداً كبيراً بالاعتماد على نفسه من أجل الحصول على المعلومة كما نحتاج إلى تطوير الكادر التدريسي.
زرت العاصمة الأردنية عمّان لأكثر من مرّة.ما الجديد والمتغيّر في عمان في كلّ زيارة لك؟
تطور ملحوظ في كافة المجالات الثقافية منها والعلمية الذي يعزى للاستقرار الذي تتمتع به البلاد .
ماهو الغائب –وفق رأيك- عن فن الخزف في العراق وفي الوطن العربي؟
الخزف شأنه شأن بقية الفنون لم يجد المتسع لاظهاره بالشكل المطلوب،وربما فن الخزف أكثر الفنون التي لم تجد طريقها إلى السّاحة الفنيّة.
من هو برأيك أعظم فنان خزفي أعربيّاً كان أم عالميّاً؟
هناك الكثيرون من العرب والعراقيين.
هل يمكن إنجاز عمل خزفي بشراكة أكثر من فنان؟ وماذا يضيف كلّ واحد منهم إلى هذا العمل؟
بالنسبة للفنانين الكبار لا يمكن ذلك؛لأنّ لكلّ فنان أسلوبه في العمل وفكرته وطريقة إيصالها للمجتمع،وفي هذه الحالة أعتقد أنّه لا يمكن الاتفاق والخزف عمل فردي يعتمد على شخص واحد لإبراز الفكرة وتوظيفها في الشّكل.
ما علاقة فن الخزف بالفنون البصرية والتشكيليّة والكتابيّة وفق رأيك؟
العامل المشترك هو الذّائقة الفنية والإحساس المرهف هذا ا تشترك به معظم الفنون التشكيلية مع بقية الفنون.
هل السّفر مهم في حياة الفنان الخزفي؟ وما نصيبك من السّفر؟
من المؤكد أنّ أيّ فنان سواء كان خزّافاً أو اي من الفنون الأخرى من الضروري أن يسافر ليطلع على التطور الذي تصل إليه البلدان ليواكب هذا التطور علمياً وفنيا، إضافة إلى إدامة أواصر التواصل بين الفنانين من خلال المعارض والندوات الثقافية وغيرها.
هل يحتاج فنان الخزف إلى ثقافة واسعة؟ أم علاقته الضّيقة ببيئته المحليّة يكفيه؟
نعم يحتاج الفنان كأي إنسان إلى الثقافة؛ فالثقافة تعطي الفنان القوة في إنجاز عمله الفني،كما تقوي صلته بالماضي والحاضر وتكون الثقافة أرضية يستند عليها الفنان في إداء عمله الفني.
ما أكثر العوامل التي أثّرت في تشكيل موهبتك وحرفتك في فن الخزف؟
الموهبة أولاً،وانحداري من عائلة فنية ثانياً،فوالدي فنان تشكلي،وكذلك أخي وزوجتي كلنا تشكيليون،ولكلّ منا اختصاصه هذا إضافة إلى دراستي الأكاديمية وحبّي لهذا الفنّ .
متى قرّرت أن تصبح فنان خزف؟ ولماذا؟
الفن في عروقي منذ الولادة كما ذكرت،وأاثناء دراستي تبلورت شخصيتي الفنية،وأصبح لي اسلوبي في العمل الفني الذي أقدّمه.
هل تتقن فنّاً آخر غير الخزف؟ وما مساحته من اهتمامك؟
نعم، أتقن الرّسم والخط العربي والتصميم،ولكن يبقى الخزف هو الفن الذي أجد نفسي فيه،وأوظف فيه باقي الفنون التي أتقنها،فحين أنفّذ عملاً في الخط العربي أجد روحانية العمل والأسلوب يطغي عليها طابع الخزف .
ماهو الموضوع الذي يبدو بارزاً في قطعك الخزفيّة؟
الرجل والمرأة , الصح والخطأ , الخير والشر،فانا أبحث دائماً عن التّضاد أو عن الفرق بين حالتين، وينعكس ذلك حتى على ألواني .
31- ماذا تقول عمّا يلي بكلمة واحدة فقط:
جامعة الكوفة: صرح علمي
رئيس جامعة الكوفة الأسبق الأستاذ الدكتور عبد الرزاق عبد الجليل العيسى: طاقة ابداعية
أسرتك: أملي
زوجتي: سندي
المراة : مجتمع متكامل
الحب: اساس الكون
عملك في الإعلام: هواية
المعارض: لغة التعبير
فن الخزف: هويتي
قطعك الفنيّة الخزفيّة: أولادي
حلمك: فني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق