الجزء الثاني
خيري عبدالعزيز
·
التجريب في الفن؛ هو لحظات شديدة الإلهام تربح أرضا جديدة خارج تخوم
المرسوم والمتفق عليه, فكل من خطى خطوة في هذا الطريق لا أظنه كان يخطط عن وعي
لهذا الأمر, وهو أيضا لم يجيء اعتباطا, وفي ذات الوقت ليس متاحا لكل من أمسك قلما
وسطر عدة كتب, ولكنه أمر يمتلك من الخصوصية الشيء الكثير؛ على مستوى الموهبة
والثقافة, وأيضا على مستوى اللحظة..
***
·
هناك دائما خطا رقيقا فاصلا في حياة الكاتب بين واقعه وخياله,
لا يعلم حدوده التي أحيانا تكون خفية متداخلة إلا هو..
***
·
الكتابة جنين لحوح يرنو إلى العالم, يجاهد ليخرج؛ تلك الموهبة..
أما الدراسة فهي تهذيب وتشذيب ذاك الوليد, ليبدو رائعا مكتمل الحسن والجمال..
***
·
الكتابة عشق يملأ القلب, لا ينفع معها منطق, ولا يجدي معها
نُصح, رغم منطقية اللاجدوى.. هي شيء خارج نطاق الميتافيزيقيا..
***
التركيز
والإيجاز والبلورة ركن أصيل من أركان الفن, وكل كلمة يجب أن توظف توظيفا دقيقا,
الاتساق العام ما أقصد, كي لا يترهل النص, ويتحول من عرض فكرة في شكل أدبي جميل,
إلى مجرد عرض بلا أفكار..
***
·
للفنان نظرة مغايرة
للأشياء؛ هي لقطة لبعد خفي من زاوية مستترة..
***
·
الفن كاشف للحياة, موجز لها, مبلور لها, يعيد تنظيم قبحها
وجمالها في سياق عام..
***
·
القص فن الإيجاز والبلورة لحيز من الزمن والحياة, من خلاله يمكن
أن نبصر بعدا زمنيا أكثر طولا, ومساحة
حياتية أكثر اتساعا..
***
·
الفن انتقائي للحياة.. ومع مزجه بالخيال يتكون ما نطلق عليه بالتحفة
الفنية..
***
·
الكتابة جن لحوح يتلبس الكاتب, وإن لم تكن الأدوات حاضرة؛ من
لغة, وأسلوب, ومخيلة, وبناء فني.. فلن يخرج عمل إبداعي ذو قيمة.. لابد من توفر
الاثنين؛ الرغبة اللحوح, والأدوات المتمكنة..
***
·
الانتقال بين الأزمنة الثلاث: الماضي والحاضر والمستقبل, في
العمل الإبداعي مهارة تحتاج إلى كثير من التدرب, فقد يقرأ القارئ في فقرة واحدة,
حدثا يتأرجح بين هنا, وهناك, وما هو آت, بين جملة وأخرى..
***
·
إذا كانت الفكرة واضحة, مختمرة ومكتملة في وعي الكاتب, فهو لابد
منطلقا كالسهم, واجدا لنفسه بعفوية شديدة اللغة والأسلوب الملائمين لصياغة ما
لديه.. البهرجة اللغوية والديباجة المصطنعة المطاطة كثيرا ما يستخدما لمدارة
الأفكار المشوهة أو الغير مكتملة.. جنين لم ينضج بعد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق