2013/12/04

سمير عبد الباقى : إلا الشعر يا مولاى.. بقلم: إبراهيم محمد حمزة

سمير عبد الباقى : إلا الشعر يا مولاى
إبراهيم محمد حمزة
خمسة أدوار فى عمارة عتيقة بجزيرة بدران ، تصعدها عبر السُّـلم المتسع ، حتى تصل إليه فى " الأعالى " ، ستجد اسمه مجردا على الباب ، بنفس " الفورمة " على دواوينه وكتبه ، تتخلص من صخب الشارع المزدحم بالباعة ، المتخم بوشائج غريبة بين مسيحييه ومسلميه ، ستعبر سيارات ومستوصفات ومقاهى؛ٍ حتى تصل إليه ويفتح لك ، هو كائن بيتى على كل حال ، لاحظ آثار الزمن على وجه مضيفك ، وعلى اعتلال صحته ، لكن الزمن – وهو عدو لدود للورود – لم يؤثر على وعيه وعلى عينيه ، عينا سمير عبد الباقى مخيفتان ، حاضرتان ، ناقدتان نافذتان متحفزتان لمعركة ما ، ما إن تجلس معه ويقدم لك قهوتك حتى تشعر فى العينين بالوهن ، بالرغبة فى الاستسلام بعد معارك بلا حصر ، لكنه شعور خائب .. إنه سمير عبد الباقى .
- فى حضرة الفن :
"إن كتابة الشعر اليوم هى ببساطة دليل على أن الإنسان لا يزال حيا "
ستيفن سبندر
الحياة والشاعر .
الزوج شاعر ، الزوجة فنانة تشكيلية ومخرجة عرائس ، الابن أشرف مخرج دارس للإخراج فى روسيا ، الابنة د. فيروز مدرسة بكلية الفنون الجميلة وفنانة تشكيلية مميزة .. وربما الأخ أيضا عادل عبد الباقى شاعر وفنان مسرحى ، وابنة أشرف – حفيدة الشاعر فنانة تشكيلية ربما تنافس عمتها ، هذه عائلة سمير عبد الباقى . فى الصالة ستجد صورة مكبرة للفنانة التشكيلية ومخرجة العرائس نجلاء رافت ، قبيل وفاتها على ما يبدو ، وهى تحتضن عروسة من تصميمها ، صارعت كثيرا داخل صناديق البيروقراطية ، ثم صارعت الموت ، ثم صعدت روحها طاهرة ، ثم تزوجت فيروز وغادرت البيت ، وكذلك أشرف ، - - - ماذا تبقى يا عم سمير ؟ - - تبقى الشعر .. - ماذا عنه ؟ - كان الشعر فى السابق " يصحينى " من نومى ، الآن هو أشبه بالتنفس بالنسبة لى ، أنا أكتب بدلا من الموت . – لكنك تكاد تكون أغزر شعراء الدنيا ، لديك ما يقارب مائة وخمسين كتابا . – كتاباتى – يا صديقى – جدار بينى وبين كل البذاءات ، ورياح الهزائم وسفالات البشر .

من مداد "حدّاد " :
إنسانى أصيل / أبيض سمرمر شاطف المرمر فى ميت سلسيل / باطح باط الإحباط / رجع لى الروح ونسانى تقليد الروح ) يالجمال فؤاد حداد وهو يغازل صديقه الشاعر سمير عبد الباقى ، حين يعود به إلى " ميت سلسيل ، إلى عطر البدايات حيث القرية قريبة من بحيرة المنزلة ، وحيث العالم يكاد ينطلق مجنونا متهورا إلى حربه الكونية الثانية ، العام 1939م والأستاذ عبد الباقى عوض مازال يقوم بدوره مدرسا إلزاميا يعلم الصبية لغتهم ، حين يرزق بسمير ، وتهدهده الأم ، حيث كانت تقرأ لبيرم ولأبى بثينة ولغيره ، فكانت تهدهد وليدها لينام بقولها : يا سمير يا سمير يا أمير الزجالين " أما خاله فهو نافذة أطل منها شاعرنا فى صباه على الدنيا ، قرأ فى مكتبة خاله كثيرا ، وبدأت رحلة طويلة مهلكة ، فى المواجهة ، بدأت يوم قرر وأصحابه تغيير إدارةالجمعية الزراعية ، وتطهيرها من اللصوص ، وقد نجحوا فى ذلك ، فأدهشوا القرية ، ثم بدأت رحلته مع المسرح كوسيلة حقيقية لتغيير العقول ، ودفعها دفعا للمطالبة بحقوقها ، وقد غضب ذات يوم من نفسه حينما قرأ " المعذبون فى الأرض " وتعاطف باكيا مع شخصيات طه حسين أكثر من تعاطفه مع مع يعايشهم ويرى أوجاعهم ، إنه الفلاح الفعلى بحموله وهمومه ومعاناته التى يدركها باعتباره أحدهم بلا ادعاء ولا تعالٍ ، هذا الاختيار دفعه للسجن عام 1959م ، رحلة الزنازين ، سرقة الضياء ، تراجع الأحلام ، مقتل الحرية .. إنه الشاعر خلف القضبان : ليلك عجيب ضلمة ينقط نور دقة إيديك ع الباب نغم دستور ريقها عسل مر ، لكن فى مرارته ألذ شربات مدامع عيونها البنت ست البنات الكارتة أم النمش الفالتة بنت الحرام أم القميص المز .
ـ زمن الزنازين :
إذن بدأ " زمن الزنازين " كما أطلق على روايته السيرذاتية ، تلك التى رصد فيها جزءا من سيرته الضخمة ، بتفاصيل مدهشة ، سألته يوما حين أصدر مؤخرا " موال الصبا فى زمن المشيب " وهى أيضا " على هامش السيرة الذاتية " لماذا عدة أعمال كلها سير ذاتية ، خصوصا الرواية ؟ فيقول إن قماشة الرواية تتسع للتفاصيل ، مهما كانت دقتها ، وبحكم سقوط أحداث وأسماء من الذاكرة ، يبقى الأمر مستساغا أن تكمل ما تتصوره إنسانيا نبيلا .... الرواية التى قاربت 500 صفحة تحمل شجاعة لغوية لافتة للنظر يقول مثلا : ( صاحبنا المكّاع لم يكن أكثر من غواصة ) ويقول ( خليهم يشهلوا ) و( إنت باين صنف جزمة ما بتجيش إلا بالسك ) و( سكعنى قلمين ) . ويروى ساخرا : "عن الضابط الذى سأل لويس عوض عن مهنته. قال له دكتور. سأله دكتورفى إيه ؟ قال دكتورفى الأدب. ردّ الضابط (حلو. ح نخرجك من هنا دكتورفى قلة الأدب ياروح أمك) ... لكن الرواية ترصد بدقة حركة التنظيمات السرية فى مصر ، وتطور الحركة الشيوعية المصرية وعيوبها وأهدافها ، وطرق إدارتها ، وسبل مواجهة الأمن لها ، ودور المجلات والصحف وقتها وتكتيك العمل السياسى ، وسنجد أسماء شخصيات عامة معروفة مثل رفعت السعيد ، ولويس عوض ، ومجدى حسين وفؤاد حجازى وعبد العظيم انيس وفؤاد مرسى وغيرهم .

– ماكينة الشعر : هذه الفترة عبر عنها سمير عبد الباقى فى زجله وعاميته وفصحاه ، وسيدهش المطالع لدفاتر ابن عبد الباقى ، خاصة الدفتر الثامن الذى خصصه لفصحاه ، وستجد كمالا وجمالا قادرين على منافسة كبار شعراء الفصحى ، يقول مثلا : ( هو السجنُ / هو السجن حيث تموت الأغانى / أغنى / أغنى وأحلم أنك تستمعين إلى / وأنك تنتظرين إيابى / كما انتظر التوت صوت اليمام )
والحقيقة أن شاعرنا ترك شعرا كثيرا ، يجعه واحدا من أغزر شعراء الدنيا وكتابها ، وبين يدى أشعاره بالعامية فقط ، بعيدا عن مسرحه وكتاباته الغزيرة للأطفال ، ورواياته بل وبحوثه ، سنجد " كلام من القلب ، أغنيات للإيدين السمرا ، غنوة لمصر ، فى حب مصر ، أناشيد الحزن اللبنانية ، فرحة ليست للحبر السرى ، قصايد تحت القصف ، قصايد العشق والغربة ، أحزان زمان الفراق ، وردة على خد موسكو ، الطمى واحد والشجر ألوان ، يوميات مدينة مكسورة الجناح ، مساحات للتعب .. مساحات للعشق ، قلوب من شجر الجميز ، مواويل لميت سلسيل ، سايق عليك الوطن ، جمر مطفى فى حرايق الروح ، غنوة أخرى لبرمهات..... "
ثم مجموعات : كتاب الشعر الأول ، فالثانى ، يضمان معا تسعة دواوين ، فضلا عن مجلداته الصادرة بعنوان " دفاتر ابن عبد الباقى " فى اثنى عشر مجلدا حتى الآن ، يكاد يقارب كل دفتر سبعمائة صفحة ... وهو أمر مذهل أن يتحول الشعر إلى قضية حياة بهذه الكيفية ، بحيث لا يمكن فك الاشتباك بين حياته وورقه أى إبداعه الذى يكاد يكون الأهم فى حياته ، رغم كون حياته كلا متكاملا ، يمامة مظللة بالفن ، وواحة يتغنى الجميع بما يجيد شعرا ومسرحا ورسما ، غير أنه يقول ما ينفع الناس ، حتى أنه قد عاش عصفا روحيا مهلكا حين قرأ كتاب طه حسين " المعذبون فى الأرض " وكان الكتاب قد صدر قبيل الثورة ، أواخر عام 1947م أما سبب عاصفته الروحية ، فلأنه تعاطف مع شخصيات كتاب طه حسين أكثر من تعاطفه مع الفلاحين ، لذا فقد تنبه لصدق الانحياز الفعلى للناس ، فكأن " سمير عبد الباقى " أكثر من وقف فى وجه سمير عبد الباقى كما يقول هو ، لقد دفع ليدافع عن قيثارته سنوات من أبهى وأشهى فترات عمره متنقلا بين سجون مصر ، من سجن القلعة للواحات إلى سجن المنصورة ، إلى قرة ميدان .... لكنه كان اختياره منذ اندفع وزملاؤه فى قرية ميت سلسيل لتحرير الجمعية الزراعية وتحويلها إدارة مستقلة ، ثم إيمانه الكبير بالاشتراكية ، واندماجه التام مع اليسار ، هذا العذاب الذى لا ينتهى إلا .. : (بالعشق .. / بالعشق عوضنى بزهور وجمر الحرية / عن طعم مرارة الزمن المخنوق / بالزوجة الطيبة الصافية / وبالأولاد / بجنان الإنسانية اللى رواها بالدم الشعرا والفقرا )
ويبدو التعامل مع قصائد عبد الباقى أمرا مرهقا إذا حاولنا إخضاعها للبلاغة التقليدية ، من تشبيه واستعارة وكناية ، رغم انتشار هذه النماذج فى كل سطر شعرى ، لكن هذه البلاغة القديمة لا يمكن نفيها تماما ولا الاعتماد عليها بشكل تام ، حيث الثبات فى التعامل مع النصوص يميتها ، لينطلق الشاعر حفيا بالأسلوب ، الأسلوب الذى هو فى كل الحالات " مجاوزة فردية " و " طريقة فى الكلام تختص بشخص واحد " وقد عرفه " بايي " – وهو ناقد فرنسى مرموق – بأنه تحول فردى فى الكلام " وأوضحه ليو سبيترز spiterz بأنه تحول فردى بالقياس إلى المستوى العادى " ثم يضيف الناقد الفرنسى جون كوين إضافات ذكية لمسألة الأسلوب ، فيرى أن الشاعرية هى حدود الأسلوب ، وهى تفترض وجود لغة شعر تبحث عن خصائصها " .

ولذا فشاعرنا صاحب أسلوب ، أسلوب يخصه ويعبر عنه ، يعتمد على لغة تصويرية ثرية ، لكنها تقوم على التدرج دوما ، من العادى والمجرد إلى الموشى التخييلى ، عبر انتقالات تأخذ بيد القارىء إلى دنيا " سمير عبد الباقى " يبدأ قصيدته " ولد صغير السن " بلغة عادية ، محايدة ، أقرب إلى لغة الناس ، مجردة من الزينة :
النهاردة قريت قصيدة ألفوها
خمسة شعرا من بتوع السبعينات
واتنين بنات من نوادى الأقاليم
اشتريت فطيرة ماسخة
من مينى ماركت أميركى وطبق كشرى
بصلصة من طماطم إسرائيلى ... )
ـ الملاذ الوحيد :
سألت عم سمير ذات يوم : أنت شاعر ... فمذا دفعك دفعا إلى المسرح ؟ ثمة علامات غضب داخلى وغيظ من سؤالى كانت داخله ، لكنه – كساحر يخرج من العلبة فيلا ، قال : هل تصدق أنى فى مدرسة الجمالية الابتدائية مثلت دور الأمين محمد ؟ سألته كيف ؟ وكيف سمح لكم المناخ قبل ثورة يوليو بهذا ؟ يتذكر حين كان فى السابعة ، حين صعد لمسرح الجمالية ، وكانت المدرسة قريبة من مدرسته ، المئات يشاهدون من فوق الأسطح ، والمئات يجلسون فى الفناء ، وكانت قريش على خلاف مع القبائل فيمن يحمل الحجر ، بعد ترميم المسجد ، ويدخل سمير ، ويقولون على المسرح : ها هو الأمين . ويدخل الفتى ويقول : ائتونى بثوب ، وتستمر المسرحية ، وتدمع العيون وتهلل النسوة ويفرح الرجال ، ويستمر هذا المسرح ، فيقدمون عليه أعمالا مختلفة ، ومع مضى الأيام تقرر الدولة تلجيم الفن ، فتصنع للناس مسرحها وأفلامها ، وتــُسرق من الناس تلقائية تعبيرهم . تقول سيرته (وبدأ الكتابة للاطفال ومارس داخل السجن إصدار مجلة حائط لنزلاء السجن المنصورة وكون منهم جعية أصدقاء المكتبة وفى الواحات شارك فى النشاط الثقافى لمساندة المعتقلين فى مواجهة الاعتقال فشارك فى الأعمال المسرحية التى قدمت هناك تمثيلا واخراجا واعدادا للديكور ومنها (اختام البلد عيلة الدوغرى - الخبر - حلاق بغداد - موت بائع جوال - البرجوازى الصغير - قيصر وكيلوباترا - بيت الدمية - وغيرها )، كما شارك فى تجهيز وتقديم عروض لخيال الظل والعرائس مع الفنان الكاتب صلاح حافظ .. كما اصدر مجلة للكاريكاتير فى الواحات وفى عزب الفيوم.
ـ الرزيل المِعارك : وصف وصفه عمنا الكبير بيرم لنفسه وهو يقول "
يــا مصــر فـــالـك مــبـــارك*****يـا قايـمــة مـن بعـد نـومـة
خـلـيتـي صـوتــك يــشـــارك*****لـنــدن وبــاريــس ورومــا
أنــا الـــرّزيــــل الـمـعــــارك*****لجـــلـك عـشقـت الحكومــة هذا الوصف العجيب " الرزيل المعارك" يصلح وصفا حميدا لشاعرنا الكبير سمير عبد الباقى ، أحيانا يدافع عن قيثارته ، وأحيانا يصطنع معركة خشية أن يتهم بالمحاباة ، وفى غالب الأحيان يقول ما يرضى عقله وضميره ، ورغم أن الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى قد كتب محتفلا بديوانه " مساحات للتعب ، مسافات للعشق " واصفا سمير عبد الباقى بالشاعر الصابر مادحا شاعريته وتميزه وصدق إخلاصه ، لكنا نجد عبد الباقى يغضب لما يراه من مواقف متباينة للأبنودى ، فينتقده بقسوة فى "رباعية وربع : يبدأها بقوله : ماحبّـتش الأبنودى البنى أدم لكن الشاعر شلته على راسى .
ومعارك ابن عبد الباقى لا تنتهى ، فيكتب مثلا واصفا الكاتب الكبير محمود السعدنى بأنه "على استعداد لأن يمنح نفسه لأى سجان فى مقابل الإفراج " ويقول " لذا أصبح فى الإمكان أن يصبح السعدنى البهلوان مبشرا وفيلسوفا " ويغضب حين "يزعل منه بهاء جاهين " لأنه "مجاملشى أبوه – يعنى صلاح جاهين – على خطاياه الخاطية " فى نظره ثم يسأل نفسه : هو إنت ماكفاكشى اللى جرى لك يا سمير من أقرب أصحابك ؟!!
ـ ماذا تبقى :
يبقى لسمير عبد الباقى هذه الروح المقاتلة المناضلة شعرا ونثرا ومسرح أطفال ، يبقى له ما كتبه من روايات مثل " هكذا تكلمت الأحجار " فضلا عن سيرهالذاتية ذات النفس الروائى ، يبقى نموذج التفرد بعيدا عن السلطة – أى سلطة - ، يبقى مقاومته للقولبة فى حزب رغم ميوله اليسارية المعروفة : أنا مش حجاب أبدا ولا أبنودى ولا عمرى اتمنيت أبقى جاهين أو بيرم مع إنى كنت أشبه لهم بعض شىء
فى الجسم شىء أو فى تاريخ الميلاد
من صغر سنى عذبتنى قيودى ،
فقربتنى من فؤاد حداد .
عاش سمير عبد الباقى فلاحا فى زحام القاهرة ، وفى قلب قلبها عاش فى جزيرة بدران بشبرا ، ملتحما بين قبطها ومسلميها ، مالئا الدنيا وشاغلا الناس ، مع فنانة بقدر نجلاء رافت ، بيت " يشغى بالفن ، حينما تدخل البيت ، وترحب بك صورة الراحلة الفنانة نجلاء رأفت كبيرة بهية تحتضن عروسة من عرائس مسرحها الذى عاشت مخلصة له ، لن تجد نجلاء ، ولن تجد فيروز ، حيث عملها وبيتها ، أشرف ايضا بين البعيد والقريب ، بين بناته المبدعات ، لكن العم سمير هنا وحده ، بما " يطبخ شيئا ، او يغسل رداءً ، أو يتناول دواء ... وحدها الوحدة سيدة الموقف ، كلما جلست مع هذا الشاعر الكبير قلبا وإبداعا ، خرجت بقلب كسير ، ما نتاج كفاح هذا العمر الطويل ، لأكثر من سبعين عاما فى الحياة ؟! ليس سوى الشعر مأوى للشجن ، وملجأ الأحزان .. لم يعد سواه ، فكفاه ، إلا الشعر يا مولاى .

ليست هناك تعليقات: