2014/06/01

تجليات الأدب البيكارسكي في رواية " الصنم " لأشرف الخمايسي بقلم: ناصر خليل




تجليات الأدب البيكارسكي في رواية " الصنم "  لأشرف الخمايسي
                                      ناصر خليل

إن المتابع روايات " أشرف الخمايسي " قد يدرج  هذا النص الروائي " الصنم " ضمن الواقعية السحرية المعروفة لدي كتاب  أمريكا اللاتينية  وعلي رأسهم " جابريل جارسيا ماركيث"   أو قد يراه البعض الأخر ضمن أدب الجنون والحمق الذي جسده كثير من الفلاسفة والأدباء ككافكا أو ميشيل  فوكو أو باسكال .....وكل محق في رؤيته .
حين فرغت من قراءة الرواية لم يبرح ذهني الـ " بيكارو " البطل " مرز "  والتي تتشابه صورته مع أبطال الأدب البيكارسكيpicaresque" (1) كما في رواية لاثاريودي تورميس أو في رواية " الخبز الحافي " (2)   لمحمد شكري وروايتي " الرحيل " (3) و "الألم" (4)للعربي باطما .
" الأدب البيكارسكي في بداية ظهوره  في أوربا  صرخة ورد فعل علي طغيان قصص الفروسية والرعوية والتاريخية ."(5)
وكأني بالخمايسي أرادها صرخة ورد فعل  علي طغيان أشكال سردية وأنماط مستهلكة من الاتجاهات  الأدبية السائدة وقت كتابة النص .
لقد تجلت معظم سمات ومميزات الرواية البيكارسيكية  كما ذكر نقاد الأدب البيكارسيكي  من رحلة البطل
"مرز " وتشرده ومغامراته  ومفارقاته وصعلكته وتمرده علي الواقع ومواجهته للمحن والمكائد ومعاناته من التهميش والاغتراب والفقر ومواجهته كل هذا بالثورية في تحد صارخ لأعراف المجتمع والباروديا والسخرية من القيم والعادات التي تتحكم في المجتمع .
"مرز " بطل بيكارسيكي "بيكارو " فهو فقير محروم  متشرد لا يعرف أحد من أين جاء ولا هويته، لا شيء عن ماضيه ولا كيف سيكون مستقبله .
" لكن تقطيبة جبينه كانت تثير حنانهن للدرجة التي دفعتهن لإعطائه " جلاليب " من جلابيبنا ليرتديها عند غسلهن لجلبابه !!، و لم تكن من حكاية لأمهاتنا عند تجمعهن في فرح أو في جنازة سوي حكاية قدوم هذا البائس إلي نجعنا ، و من أين جاء ؟! ، و من أين أتي ؟! ، و من أمه ؟ ، و من أبوه ؟ ، و هل هو ابن ناس أم ابن حرام ؟! ، كن يتحدثن عنه و يمصمصن شفاههن حزنا عليه ، كن يتساءلن كيف سيعيش بدون عائلة ؟!! ، كيف سيحيا من غير جذور ؟!! ، من سيعلمه ؟ ، و إذا شب و فارت رجولته و طلب الزواج، من سيقبل أن يزوجه ؟!! ، كيف سيحيا مثل الناس في أمن و أمان ؟ ، و لم تعرف أمهاتنا الطيبات أبدا أنهن قد حملن هم واحد من بني آدم لا يجب أن يحمل همه ، و ذلك لأن هذا الطفل عندما كبر اكتشفنا أنه عبيط !!!!"  (6)
"مرز " يكسب قوته  بالصعلكة وبامتهان أية مهنة مهما حقرت .هنا الكاتب  يصف كيف يعيش "مرز " ومن أين يقتات .
" كلنا لا نعرف كيف جرؤ و فعل هذا ؟!! ، فهو لا يملك غير هذه القطعة الضيقة التي وهبتها له الطبيعة من الأرض التي تجاور سباتته ، و نحن الذين نملك الفدادين الواسعة لا نجرؤ علي عمل الذي عمله ، و هو لا يربي بقرة أو جاموسة أو حتي نعجة يمكن أن تعطيه لبنا أو جبنا أو زبدا ، و إنما يربي امرأة تعوز طعاما و تعوز ثيابا ، و هو أيضا يعوز طعاما و يعوز ثيابا ، و قد ينجب أطفالا يعوزون طعاما و يعوزون ثيابا، و علي الرغم من هذا يتصرف التصرف الذي لا يدل علي شيء سوي أن عقله اختل ، شيء عجيب حقا !! ، إنه حتي يستطيع أن يحيا هو و " جوهره " يضطر لعمل أشياء كثيرة مرهقة ، إنه مثلا يصحو مع عصافير الفجر ، و يذهب إلي حقولنا ، يعزق و يفلح و يبذر و يروي ، ينقي زروعنا من الحشائش ، يحصد و يجمع و يعبئ في صوامعنا و أجولتنا و أقفاصنا ، يعرق و حيله يتمزق ليأخذ في النهاية فلوسا لا تفك أبدا زنقته ، و علي الرغم من كل هذا فعل .... ، إنه في أفراحنا يضطر لإحضار الحطب و وضعه في أفواه " الكوانين " الضخمة التي في ركن فسحاية " الرهبة " البحري و إشعال النيران فيها ، و يقطع للطاهي جبال القوطة ، و يخرط له جبال الملوخية ، و ينقي له جبال الأرز من الحصي و الطوب ، و يقلب النار تحت الأواني الضخمة حتي لا تخبو ، و الدخان الساخن يكوي عينيه ، و يضع علي الموائد الأطباق المليئة ، و يرفع من علي الموائد الأطباق الفارغة ، و يدور بالصواني المحملة بأكواب الشاي ، و يبقي طول الليل سهران في أفراحنا ، و كل ذلك حتي يروح إلي امرأته بكيس فيه قطع لحم صغيرة."  (7)

الـ"بيكارو " دائماً متمرد علي واقعه الأليم  يواجه المحن وجور البشر الذين يعيش وسطهم بسلاح بسيط قادر علي امتلاكه  السخرية أو بالهروب إلي الأمام درءاً للمواجهة ،هكذا حال "مرز "  لا يواجه واقعه ووجوده في هذا العالم بهذه الكيفية ولا يرد إهانات غيره ولا يشكو  حاله لأحد .
حينما ضربه "سعود " لم يدافع عن نفسه وارتضي لها الهوان والعار  وفضل الهروب من القرية وحينما عاد لم ينتقم لنفسه  ولكنه عاد حاملاً كمنجة  وذهب إلي بيت سعود وعزف له مقطوعة موسيقية .
" ، و عرفنا الذي يحمله الصندوق ، و قلوبنا دقت بعنف ، و عندما ترك " مرز " الطريق المؤدية إلي " سباتته " و سار في الطريق المؤدية إلي بيت " سعود " فهمنا الذي سيحدث ، و أمام بيت " سعود " توقف " مرز " ، و وقفنا نحن بعيدا ، و انحني " مرز " و التقط حجرا من الأرض و قذف به بوابة بيت " سعود " ، لحظة و فتحت البوابة ، و بدا منها " سعود
" في سروال أبيض و صديري أبيض واضحا ، في هذه اللحظة فتح " مرز " صندوقه بسرعة ، و " سعود " بهت ، لكنه لحق نفسه و استدار بسرعة مغلقا خلفه البوابة ، و " مرز " أخرج من صندوقه شيئا عجيبا ، شيئا لم نره من قبل مطلقا ، حشره في كتفه الشمال ، و قبض علي طرفه الآخر بيده الشمال ، و يده اليمني كانت تدفع عصا رهيفة علي هذا الشيء ، و انطلق نغم ، و ذهلنا !!! ، و" سعود " أطل برأسه من البوابة مندهشا ، و قال ل" مرز "
ـ : " ايه ده يا واكل ابوك ؟!! "
و " مرز " قال و هو يعزف
ـ : " كمنجه يا سعود .. كمنجه " .        (8)

هنا الـ"بيكارو " لا يوجه سهام نقده لأحد والكاتب أيضاً لا يوجه لوماً ونقداً لأحد ولكنه باقتدار ينتقد ويلوم الضمير الجمعي  الذي نجح في توظيفه كراوٍ .  يقدم حلولاً لم تخطر علي بال أحد لمشكلة "جوهرة " وينقذها من الذبح علي يد والدها  بعد أن  رقصت عارية  في فرح ابنة " طهبج " بأن يطلب يدها  ليتزوجها وسط دهشة الجميع .

"،و كان النصل قد دني ليجز البشرة البيضاء عندما بوغتنا ، فوجئنا !! ، لقد خرج من بيننا كثور هائج متجها إلي " حومه " المنحني علي ابنته ، و دفعه بقوة ، و ضربتنا الدهشة !! ، " مرز " !!؟ ، " مرز ؟!!! " ، " مرز " المقطوع الذي لا نعرف له أصلا و لا فصلا يدفع " حومه " و يسقطه علي الأرض ؟!! ، و زعق " مرز " !! ، زعق !! ، نعم زعق !!!!
ـ : " انا طالب إيد بتك منك " ( 9  )

يواصل "بيكارو " مرز  غرائبه وتصرفاته المدهشة إذ  يشارك فريق القرية مبادرته ضد  فريق نجع
" اللحايوه " ويضيع جميع الفرص لإحراز أي هدف مما يثير حنق بقية الفريق عليه ويزداد غضبهم .
يضع خطة لصيد القرموط الذي يهدد حيوانات القرية ويمنع النزول في الترعة ولم يقدر علي اصطياده أمهر رجال القرية ، وتنجح خطته التي وصفها الكاتب بدقة متناهية  في ثلاث صفحات  وتنتهي بصيد القرموط والذي لم يقدر عليه أقوي الرجال  وينجح في تحقيق المستحيل.
" ، مستحيل ، لا يمكن ، الموضوع أكبر من هبله ، و أكبر من عبطه ، و أكبر دليل علي ذلك هو أنه يبدأ محاولة صيد القرموط و الترعة تكاد تفيض بالماء ، شيء غريب !! ، العناتيل لم يقدروا علي صيده و الترعة فارغة ، و هو سيصيده و الترعة مليئة !!! ، تصرفاته غير معقولة ، و غير مفهومة".(10 )

ودعاؤه علي "مندور " وتحقق السماء وعدها ويموت مندور بعد أن تسقط عليه طائرة الرش وتقتله ؛ اشياء غير منطقيه عبر عنها الكاتب علي لسان شخصياته
" ، كل هذه السماء بكل ما فيها من عظمة و جلال تلبي فورا طلب رجل معتوه مثل " مرز ؟!! ، و السماء بكل عظمتها و جلالها تلبي طلب رجل لا يصلي و لا يصوم و لا يزكي و لا يحج ؟؟!!!! ، السماء بكل عظمتها و جلالها تستجيب لرجاء رجل ليس وراءه سوي الكمنجة و الحبحبة في زوجته و النوم عليها علنا في
  كرم النخيل ؟؟!! ."( 11)

الفضاء الروائي يتراوح ما بين فضاءين  فضاء واقعي القرية المعزولة عن العالم في حضن الجبل لا يربطها بالعالم سوي محطة  القطار والتي لا يركب منها  أو ينزل فيها أحد.
" هناك .. هناك .. هناك في الشرق ، هناك خلف آلاف الأفدنة من الحقول ، هناك توجد المحطة التي يقف فيها القطار ، المحطة التي لا يركب منها أحد ، و لا ينزل فيها أحد ، فقط يأتي القطار هادرا مثل وحش ضاري ليقف عليها قليلا ، ثم يمضي بينما الدخان الأسود المعتم يتدفق من قمته ، و الدخان الأبيض الناصع ينطلق في دفعات من بين عجلاته"(  12)

وبقية الأماكن في القرية ( ساحة الرهبة -   كرم النخيل – غرب النجع -   الطليحات - ....)                                  
 فضاء فانتازي  العالم الذي صنعه "مرز "  بعد وفاة جوهرة  من اقتحامه للمسجد وهم يصلون عليها صلاة الجنازة ويبدأ في العزف علي الكمنجة
"  و قلنا للشيخ " قرون " أن نصلي بدون " مرز " ، فنحن نعرف أن " مرز " دائما يسوق العبط ، و ربما يسوقه هذه المرة فنبقي منتظرين حتي تتعفن الجثة ، لكن عندما كبرنا تكبيرتنا الأولي لاحظنا بأطراف عيوننا " مرز " يدخل و يخترق صفوفنا ، و يمرق أمامنا ، و يقف بجوار المحفة و في يده الكـ .. الكمـ .. الكمنـ ... ، معقول ؟!! ، هل يفعل هذا ؟!! ، في الجامع ؟؟؟!!! . و نحن دخلنا الصلاة و انتهي الأمر ، دخلنا الصلاة و لن نستطيع الخروج منها إلا بانتهائها ، و كنا نكبر تكبيرتنا الثالثة عندما عملها فعلا ، و صدحت الأنغام !!! ، أنغام حزينة ، أنغام حزينة حزينة ، أنغام دامعة ، مولولة ، آنة ، أنغام شاربة من الحزن و مرتوية ، و نحن في صلاتنا بهتنا ، و في نفوسنا قلنا " كمنجه في الجامع ؟!! " ، و " مرز " غارق في العزف ، و يده اليمني ذاهبة آتية علي الأوتار ، و الأنغام تروح و تجئ بأحزانها بين جدران الجامع التي كانت تحمل أشباح ظلالنا المرتعشة بفعل الأنوار المهتزة ، و بدا لنا في هذه اللحظة أننا لسنا في عالمنا ، و إنما نحن في عالم مسحور "( 13 )

 وخطفه  لجثة جوهرة من علي المحفة وهروبه بها إلي سباتته والقيام بتحنيط جثتها ، أفعال لا تصدر إلا من مرز ولا تجهد نفسك بتفسير ما يفعل . الأغرب غيابه لسنوات قام فيها بنحت الصخرة وصارت  "صنما"  ً  وجهاً لجوهرة  تناديه في عشق ويستجيب لها مرز ضارعاً بحبه في مشاهد فنتازيا امتلأت بها صفحات الفصل قبل الأخير .  موت مرز العبثي  في  الطريق وعدم  علم أحد بموته إلا بعد أن تعفن جثته  وإقدامهم علي ازاحة الجثة وإلقاءها في الترعة المرة دون أن يحزن أو يهتم أحد لفراقه أو دفنه دفنة كريمة .  البطل المهمش يدخل القرية في صمت ويخرج منها ويغادر الحياة في صمت دون ضجيج من أحد .
الصياغة الأسلوبية نلمس تناغماً بين السرد الرائق والجمل الحوارية ،المكون الوصفي ثري لدي هذا الروائي ؛ ينطبق عليه إن جاز التعبير " وصاف كلاسيكي طويل النفس " مثل نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وعبد الرحمن الشرقاوي وبلزاك وأميل زولا . يصف علي مهل وبالتفصيل دون رتابة ولا ملل وذلك لتمكنه من لغته العربية وحسن تعبيره وخصب مخيلته فدان له الوصف وطاوعه وجاء خالياً من الشوائب .
سنذكر علي سبيل المثال  صورة لوصف سردي غني بصورة تشكيلية بصرية وهو وصف جسد "جوهرة " في مشهدين وكأننا أمام سياق بورنو غرافي جنسي ليثير في المتلقي انفعالات ومشاعر الأيروسية .

المشهد الأول
" و تدق الطبول دق الصفا ، و تميل " جوهرة " و تتأرجح ، و في ميلها تغيب فترفع يديها إلي عب " جلابيتها " و تقبض عليه بشده ، و تجذبه جذبة واحدة قوية فتتمزق " جلابيتها " ، و تسقط إلي ثري الساحة، و الطبول تهيج ، و المزامير تصدح ، و الدماء غلت في أوردتنا ، و " جوهرة " ترقص بقميص لا يكتم الأسرار ، و " جوهرة " في غيبوبتها تجن فتمزق القميص الفتان ، و تدافعنا فوق " الدكك " و صدورنا تنفث لهبا ، غمرتنا النشوة ، أغرقتنا تماما فلم نشعر بـ " حومة " و هو يخترق الحشد ، و إنما شعرنا به عندما سمعنا صوته الملتاع
ـ : " بتِّي .. بتّي !!! آآآآه يا بتِّي !!! بترقصي ؟!!! بترقصي عريانه ؟!!!!! وسط رجال !!!؟؟ " (14)

المشهد الثاني
" ، و " مرز " جالس في الوكر و أمامه " جوهرة " ، و " مرز " يحسس بيده علي شعرها المنسدل و رقبتها المرمر ، و هي تميل برأسها و تضحك ، و هو يميل برأسه إليها و يقبلها !!!! ، و شفتاه تنزلان من فمها إلي نحرها إلي أعالي ثدييها ، و بذراعيه يحيط خصرها و يضمها إليه ، و نحن تأججنا ، تأججنا ، تأججنا غضبا ، و الشمس تنزل وراء السن ، و " مرز " منهمك في التقبيل و التحسيس !! ، و قلنا رجل عديم الحياء ، و قلنا ربما ليس عنده للنساء أكثر من التقبيل و التحسيس !! ، فلو عنده أكثر لما عمل الذي يعمله الآن ، و لعمل الذي نعمله في ليالي الشغل ، و أضواء الغروب الأخيرة تنسحب من نجعنا ، و " مرز " يحبحب في " جوهره " ، و الأفق يحمر و يتشكل مثل فراشة عملاقة قانية واقفة علي ستارة نارية هادئة ، و فجأة وقف " مرز " و تلفت حوله ، ثم بدأ يخلع ثيابه ، ثيابه كلها !! ، و " جوهره " كانت أيضا تخلع " جلابيتها " عن جسدها و هي تتلوي و تتثني كما لو كانت بنت من بنات الهوي الواتي نراهن في الموالد ، و " مرز " العاري ضغط علي كتفي " جوهره " العارية فاستلقت علي ظهرها ، و بعد ذلك .. ، و بعد ذلك ..!!! ، بعد ذلك عمل " مرز " الذي لا يحكي فعلا كما قال " فزاع " ، لقد مد يديه إلي ركبتيها ، و باعد بين وركيها ... و ببطء أمسك ب ..... به .. به به .. به به به ... بـبـبـبـبـبـبـبـبـبـبه ،
يخرب بيت أبوك يا " "(  15)

وهناك المزيد من اللوحات الوصفية أتركها للقارئ ليستمتع  بجمال الوصف الرائق .
يتوالى الإيقاع الزمني للبطل البيكار سيكي " مرز " في ايقاع كرونولوجي تعاقبي من لحظوة نزوله من القطار حتي وفاته  الغريبة في رحلة طويلة مع الزمن القاسي ومع شخصيات أسري العادات والتقاليد ويقذف بنا الكاتب  في مسارب موغلة في السرد فيتلاقى الواقع والحلم والممكن مع المستحيل والنهائي مع اللانهائي عبر شخصية "مرز " الـ "بيكارو " .
المعجم الروائي يتطابق كثيراً مع ما ذكره النقاد من أن الأدب البيكار سيكي ينحاز إلي اللغة المحلية والدارجة بين الناس والتي ظهرت جلية في عموم رواية " الصنم " للخمايسي ويمكن الرجوع لمتن الرواية لمعرفة هذا الأمر. من هنا نقول أن ظلال وتجليات من الأدب البيكار سيكي قد حلت أو نفخت من روحها في هذا النص الروائي                                                                                                                            

المراجع والمصادر


1- في اللغة الفرنسية الأعمال التي تصف الفقراء والمعدمين  والصعلكة    picaresque
والمتسولين  أو قيم المتشردين أو اللصوص في القرون الوسطي .
2  -     محمد شكري: الخبز الحافي، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء
3-        العربي باطما: الألم،دار  توبقال للنشر
4-          العربي باطما:الرحيل،منشورات الرابطة
5-       الرواية البيكارسكية أو الشطارية  الدكتور جميل حمداوي
}       6، 7 ، 8 ، 9 ، 10 ، 11 ، 12 ، 13 ، 14 ، 15  {
                             رواية الصنم  أشرف الخمايسي    دار الحضارة للنشر 2013


                                      

ليست هناك تعليقات: