افتتحه
المدير التنفيذي لـ"شروق" وشارك فيه 6 فنانين في عالم التصوير
الفوتوغرافي
انطلاق معرض التصوير الفوتوغرافي ضمن فعاليات
المعرض العام الثالث والثلاثين لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية
الشارقة،
الإمارات العربية المتحدة، 31 مارس 2015:
انطلقت أمس السبت فعاليات معرض التصوير الفوتوغرافي في جمعية الإمارات
للفنون التشكيلية، ويستمر حتى العاشر من إبريل المقبل، وذلك ضمن برامج وفعاليات
المعرض العام الثالث والثلاثين لجمعية الامارات للفنانين التشكيليين، بمشاركة 6
فنانين في عالم التصوير الفوتوغرافي، يعرضون خلاله بعض إبداعاتهم وما التقطته
كاميراتهم من صور وحكايات ومشاهد، خلال الفترة الماضية في مختلف المواقع والأماكن،
يتضمن توثيقاً يومياً لتفاصيل الحياة، وتحمل تلك الصور حزمة من الأفكار المتنوعة
الي تكشف عن بعض ابداعات المصورين وتوثق للذاكرة والمكان والزمان والحكايات.
وقد افتتح المعرض سعادة مروان السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة
للاستثمار والتطوير "شروق"، الذي قال في تصريح صحفي خلال تجواله في
المعرض: "ننظر إلى معرض التصوير الفوتوغرافي والفنانين المشاركين فيه بكل
تقدير واعتزاز، نظراً لكونه يكشف عن ملامح الإبداع التي يتميز بها المصورون
المشاركون، ونحرص في "شروق" على دعم مثل هذه العمليات الإبداعية التي
تتقاطع مع أفكارنا ومشاريعنا بصيغة أو بأخرى، فكثير من مشاريعنا ترتبط ارتباطاً
وثيقاً بالإبداع والتصوير والفنون البصرية، ومن هنا نحرص أيضاً ان نكون حاضرين في مثل
هذه الفعاليات والأنشطة والبرامج، لأننا نلتقي معها ومع أصحابها في مسائل الإبداع
والفنون البصرية والمعمارية".
وتابع: "اعتدنا على المشاركة في هذه الفعاليات الإبداعية، خصوصاً ان
من بين مبادراتنا أن نعنى بالفن المعاصر والفنانين المبدعين، خصوصاً المبتدئين
منهم، في مختلف محالات الفنون البصرية".
وقال السركال: "إن هذا المعرض الذي جلنا فيه، متنقلين بين لوحات
وأعمال المصورين، له مدلولات مهمة، لا تبتعد عن مشروع الشارقة الثقافي والريادي
على مستوى المنطقة والعالم، خصوصاً أنها تساهم في فتح الآفاق أمام
المشهد البصري للارتقاء بالسوية الفكرية والفنية والجمالية، كما أن تلك الصور التي
شاهدناها تمثل أفكاراً ونماذج من الإبداع والجمال واللقطات المميزة التي تخلد
اللحظة من خلال الصورة". واختتم
بالقول: "نحن سعداء لوجودنا في معرض التصوير الفوتوغرافي، الذي يعرض أعمال
إبداعية متنوعة لستة فنانين".
ومن جانبه، قال ناصر عبد الله محمد، رئيس مجلس الإدارة في جمعية الإمارات
للفنون التشكيلية، إن معرض التصوير الفوتوغرافي يمثل منصة حيوية
لعرض رؤى وأفكار مجموعة من المصورين المهتمين بالبحث الفكري والتوثيقي لتفاصيل
الحياة اليومية، وذلك من خلال تقديم مجموعة من الأفكار التي تعتمد على الصورة
الفوتوغرافية للتعبير عن قراءة جديدة لحياة الإنسان.
وتابع: يقدم
المعرض مجموعة من التجارب الفنية المختلفة، تنوعت بين التوثيق للمنتج الحضاري، كمناطق
العيش البشري والقرى والمباني، وبين قراءة للممارسات والطقوس البشرية، وتقديمها
بصورة تثير التساؤلات وتدعو للبحث في تفاصيل ما نقوم به.
وأكد: تفخر
الجمعية بأن تحتضن هذا المعرض في دورته الحالية، باعتبارها واحدة من فعالياتها
الرئيسية التي تساعد على تطوير الحراك الفني، وتسهم في دعم الفنانين العاملين في
كافة مجالات الفنون البصرية، ومنها التصوير الفوتوغرافي.
ولفت إلى أن من
بين المشاركين في المعرض، الفنانة ريم فلكناز، والفنان عمار العطار،
والفنان استبرق عماد، والفنان سيف الزري، والفنان عبد الله الشحي، والفنانة سارة
برتي، يعرضون أعمال متنوعة رصدتها كاميراتهم في جولات عدة بأماكن مختلفة، تعكس مدى
عشقهم للصورة، وتكشف عن مدى حرصهم في التوثيق والأرشفة لكثير من التفاصيل اليومية
للحياة.
إلى ذلك،
الفنانة ريم فلكناز، هي مصورة فوتوغرافي، ومخرجة تلفزيونية، تتيح لها طبيعة عملها التنقل عبر كافة أرجاء الإمارات، حيث تقوم بتسجيل وجمع الحكايات والروايات من سكان المدينة،
ومن خلال أفلام الفيديو
والصور الفوتوغرافية والتسجيلات الصوتية والحوارات، تواصل ريم استكشاف العالم
المحيط بها ومحاولة تفسير ونقل القصص التي تقوم بجمعها.
والتقطت الفنانة فلكاز سلسلة من الصور المتنوعة، خصوصاً في مكان التموج السرمدي الذي
يقع في وديان رأس الخيمة، حيث تمنح هذه السلسلة صوتا وروحا لجبال المنطقة، وهي بداية دراسة للحياة القروية الصغيرة في وديان الإمارات، ونجحت الفنانة فلكاز
في إنتاج تلك الصور التي وجدت مكاناً في المعرض العام، بدعم من
زمالة "ابحث" مع جامعة نيويورك في أبو
ظبي، والصندوق العربي للثقافة والفنون “آفاق"، وصندوق الأمير
كلاوس، ومؤسسة ماغنوم.
أما الفنان
عمار العطار الذي يشارك في هذا المعرض، فهو من سكان إمارة عجمان، حاصل على درجة
الماجستير في الأعمال من جامعة ولونغونغ في دبي، ودرجة الماجستير في تقنية معلومات
الأعمال من كليات التقنية العليا في دبي. وكان قد بدأ مسيرته كمهندس تقنية معلومات،
وتنقل بعد ذلك لمختلف الأقسام عندما كان يعمل في شركة اتصالات، قسم تقنية
المعلومات لخدمة العملاء، ومن ثم مبيعات الشركات. وبالتوازي كان يسعى
العطار نحو شغفه المفعم بالحماسة في التصوير الفوتوغرافي، بحضور دورات تعليمية
مختلفة وورش عمل لتعزيز مهاراته. وكان يبني أيضاً سيرة عملية له في الفن والتصوير
الفوتوغرافي بالمشاركة في مختلف المعارض المحلية والدولية. وتم عرض أعماله في كل
أرجاء الإمارات، وفي متحف سالونيك في اليونان. وشارك في بينالي الشارقة 2013،
وتم اختياره أيضًا لبرنامج الفنان المقيم 2013 (AiR) في شراكة بين آرت دبي ومؤسسة دلفينا في
لندن وهيئة دبي للثقافة والفنون وتشكيل. يعمل العطار حالياً في مشروع قائم على بحث
شخصي، حيث يقوم ببناء الأرشيف الشخصي له وقاعدة البيانات الخاصة به لتاريخ التصوير
الفوتوغرافي في الإمارات، بالإضافة إلى مشروعاته في الفنون الجميلة.
ويعقد الفنان
العطار أيضاً ورش عمل للتصوير الفوتوغرافي في الإمارات، ويركز أكثر على التصوير
الفوتوغرافي التناظري والأعمال الوثائقية. وتعرض أعمال العطار الفنية في مجموعة
متنوعة من المؤسسات المحلية والدولية والتي تشمل مؤسسة الشارقة للفنون ومؤسسة
بارجيل ومجموعة السواني في المملكة العربية السعودية، والعديد من المجمعات المحلية
والدولية.
ويشارك في
المعرض من خلال "مجموعة المسلخ"، والمسلخ هو المكان الذي يذهب إليه
الناس في عيد الأضحى للأضحية، أو في أيام أخرى طبعاً، وفكرة المسلخ جاءت إثر زيارة
له إلى مسلخ خورفكان، وهناك صورة عدة للناس والعمال والمكان والحيوانات المعدة
للذبح، وتفاصيل أخرى، حيث مشه المسلخ المتنوع، وتستند فطرة التوثيق في المسلخ إلى
تقديم صورة وافية عن المسخ وعمليات الذبح وما ينجم عنها.
كما يشارك
الفنان استبرق في المعرض، من خلال مشروع مميز، يستند إلى فكرة توثيق مناطق
الانتظار المختلفة، وكيفية تفاعل الناس معها، فيلتقط
الصور آخذاً بعين الاعتبار الحفاظ على مبادئ مختلفة من التصميم، مثل الخط،
والتوازن، والتماثل. ويعتبر أن هذه الصور تقوم
بتوثيق الناس، وهم ينتظرون وسائل التنقل المختلفة التي تنقلهم إلى مواقع مختلفة مثلاً، كالحافلات،
الطائرات، المترو، وهؤلاء الناس ينتظرون أيضا زواراً من خلال هذا المعرض ليقوموا بأخذهم
والتنقل معهم إلى أماكن ومواقع مختلفة عن طريق البطاقات البريدية.
والفنان استبرق عماد، ولد ونشأ في الشارقة، ومنذ أيام المدرسة كان
مهتماً بالتصوير ومشاركاً في الفعاليات الفنية المختلفة، من خلال التطوع وحضور ورش عمل مختلفة، بالإضافة
الى زيارة الكثير من صالات العرض والمعارض. وفي العام الماضي تخرج من قسم التصميم الداخلي في جامعة عجمان، وأصبح مهتما في التصوير الفوتوغرافي
بعد اجتياز دورة في الجامعة للتصوير الفوتوغرافي، ساهمت في
تنمية مهاراته في التصوير الفوتوغرافي المعماري، مما دفعه إلى استكشاف
أشكال أخرى من التصوير، مثل تصوير الشوارع، والتصوير الوثائقي.
غالباً ما تؤكد أعمال الفنان استبرق على العلاقات
بين الفن والعمارة والأفكار المفاهيمية المختلفة،
من
خلال تصوير وتوثيق التصاميم، بينما تحاول في الوقت نفسه اظهار عناصر ومبادئ التصميم، مثل الخط،
والتوازن، والتماثل.
أما
الفنان سيف حميد الزري الذي ولد في الشارقة عام 1983، فهو حاصل
على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسوب والماجستير في إدارة الأعمال وهو عضو في
جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وعضو في
الجمعية الأمريكية لفن التصوير الفوتوغرافي، وقد شارك في العديد من المعارض
الجماعية المحلية والدولية، وحصل على عدة جوائز في مجال التصوير الضوئي. عموماً،
تميل أعمال الفنان الزري إلى التركيز على موضوع
الذاكرة، حيث تجسد أعماله ذاكرته الشخصية، سواء في الماضي القريب أو الماضي
البعيد، ويتجلى كل ذلك من خلال اللقطات المتنوعة التي تلتقطها كاميراته، وتتكون
غالبية أعماله من سلسلة صور تدور حول موضوع واحد، حيث يجتهد في دعم الفكرة من خلال
اختيار الأداة المناسبة والإخراج الفني.
كما يشارك في المعرض الفنان المصور عبد الله محمد عبد الله الشحي، وهو يعمل
في مجال التصوير الفوتوغرافي منذ 1998، ويتبوأ مناصب ومواقع عدة، من
بينها منصب أمين السر العام لجمعية الإمارات للتصوير الضوئي، ومدير الموقع
الإلكتروني لجمعية الإمارات للتصوير الضوئي، وعضو اتحاد المصورين العرب، ومدرب معتمد من جمعية الإمارات
للتصوير لأساسيات التصوير وبرنامج أدوبي فوتوشوب، وشارك المصور الشحي في
العديد من المسابقات والمعارض الفوتوغرافية.
وتشارك الفنانة سارة برتي في المعرض، وولدت سارة في
بولونيا عام 1982، وتخرجت في عام 2006 كنحاتة من أكاديمية دي بيلي أرتي في
بولونيا. تعيش وتعمل في الشارقة بعد قضاء فترة في إزمير وبودابست وبرلين. وتعرف سارة برتي بأسلوبها الفني
ونظرياتها المحكمة التي ينبع أصلها من التقاليد الإيطالية، وتفتح من خلال أعمالها
آفاقًا إبداعية لثقافات جديدة. ويتكون عملها من أنواع مختلفة من الوسائط، التي
تتنوع من الأعمال التقليدية، مثل الأعمال البرونزية أو التراكوتا وحتى الأعمال
الأحدث، مثل الوسائط الرقمية والرسوم ثلاثية الأبعاد.
حصلت النحاتة
سارة برتي على العديد من الجوائز التقديرية في مسيرتها العملية في أوروبا وفي
الشرق الأوسط، وقامت بعقد العديد من المعارض الشخصية والمشتركة وتم تكليفها
بالعديد من الأعمال العامة، بما في ذلك تمثال برونزي منحوت بارتفاع خمسة أمتار في
إيطاليا، تم نصبه بالقرب من فيرارا. ويتم تقديم أعمالها ضمن مجموعات عامة وخاصة
ومشتركة متعددة. ودائماً ما تتلقى الدعوات لعقد ورش عمل وعروض تقديمية عن
ممارساتها الفنية.
لديها عمل يحمل
اسم "روايات مصورة من تركيا"، وترجع سلسلة "قصص مصورة من
تركيا" إلى عام 2013. حيث تصور الصور لقطات من الحياة في
كيمرالتي والتي تعد الجزء الأقدم من مدينة إزمير، ذلك الجزء الذي يتكون من مناطق
تسوق رائعة ومناطق سكنية قديمة، كانت في الماضي تعود لأصحاب الثروات في المدينة،
تلك المدينة التي تتمتع بتاريخ مدهش وثراء فكري يمثل تلك المدينة الساحلية
المنفتحة، لكن المنطقة الآن تعتبر من القطاعات المهمشة. كانت نقطة البداية
والإلهام الذي استمدت منه أعمالها في هذه السلسلة؛ سكان كميرالتي وعمالها. تم
إنشاء تلك الصور الفوتوغرافية من خلال تسليط الضوء بشكل زائد على أشكال الحياة
اليومية ومناظر التصميمات الداخلية للمنازل التاريخية. وكانت نتيجة هذا البحث
والعمل، مجموعة من الأعمال الفنية التي كانت تحاول أن تلقي الضوء بطريقة مبتكرة
على المدينة وفتح مفاهيم جديدة للمنطقة من خلال التطور المرئي - الثقافي.