ركوب
بقلم: فتيحة قصاب/الجزائر
بعد أن ضُمّ الصدرإلى الصدر وتبادل قلبيهما الخفقان في عناق حارقالت :
_لاتركب رأسك يابني وتركب البحر فيركبك..
_بل..سأركبه أمّي.. سأركب الأهوال وكل صعب..
أنا هنا لاأركب شيئا أمّي ولاحتى عجلة..
بل أنا تحت العجلة أمّي والجميع يمر فوقي..
سأركب البحرلأرتفع ..الحضيض مذلّة وهوان..
قبّلها بين العينين ثم مسح وجهها ووجهه بمنديله وأردف يمازحها :
ألا تكف عيناك عن المطر لقد بللت وجهي كلّه..
كانت آخر كلمات يقولها لها ثم غادر بلا وثائق ولا حقيبة.
بعد أسبوع ،عادت عيناها تمطر بغزارة على وجهه ثانية ،لكن الوجه اليوم على غيرعادته هوقطعة ثلج في رأس يرقد بلا وسادة للأبد داخل تابوت أخضر.
قبلته قبلة أخيرة بين العينين مرددة:
_ألم أقل لك يابني لاتركب رأسك إن البحر سيركبك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق