ثلاث
خيبات ومجنون في شارع الحبيب بورقيبة
الشّاعر: فتحي البوزيدي
(تأطير أوّل)
في شارع الحبيب بورقيبة، أمام المسرح البلديّ ممثلون يتفرّجون في أقنعة الفوانيس على ركح المدينة.
رؤوس الأشجار مصابة بصداع يؤلم الأرصفة
الليلة قفراء إلا من شاعر أعرج يحمل نصف خطوة على ظهر السقوط، ويقع بعينين فارغتين على أشباح تعبث بالمصابيح المحترقة.
(تأطير ثان)
الشّخوص ثلاث خيْبات ومجنون.
(خيبة أولى)
جذور شجرة تحلم بالْمَشْي
والعابرون يحرسون خطاها بالفؤوس...
(خيبة ثانية)
مسافرون في محطّة منسيّة تحت أقدام تمثال أخرس يسألون :
أين مضت المدينة؟
يجيب الرّخام :
رأيتها تتسكّع في قلب تلك الشّجرة الحزينه
ثمّ يطوي شفتيْه، والكتابَ.
(خيبة ثالثة)
سكران في حانة على قارعة النّسيان
يسكب خمره على الإسفلت
ويهذي :
صار الشارع بلا قلب
فكيف يصير النبيذ حياة؟
(والمجنون؟)
المجنون
يعدّ الخيبات ثلاثا على أصابع يديه
ويبتر السَّبْعَ الباقيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق