2018/08/25

لص .. قصة بقلم: على السباعي



لص
على السباعي
دخل متلصصا تحمله رؤوس أصـابع قدميه داخل المنزل ، جــال فيه متفحصــا الأشياء الغارقة في الظلام والصمت ، وكــأنه طائر خُلِقَ ليعيش في ظــلام الكهوف ، دفع احــد الأبواب ثم ولج داخل الغرفة التي ينام فيها زوجــان فوق سرير حديدي عــال عن الأرض ، طفل رضيع ينام في مهده هادئا ، حمل الطفل إلى خارج الغرفة مخافة أن يصحو ، ساد الغرفة صمت حجري ، راح يلملـم ما يصادفه من أغراض في كيــس قماشي ، بيــن انهماكه في لملمة ثمين الأشياء ، أطلق الطفل صوته باكيـا ، بخفة وكيسه بــيده انبطح تحت السرير الحديدي ، استيقظت الأم على بكــاء وليدها ، لكزت زوجها مرعوبــة : ( استيقظ يارجل ، ابنك يبكي خارج الغرفة !) . سألها بصوت مرتبك :
( ماذا يا امرأة ؟) . أجابته خائفة وهي تصـرخ :( ابنــي يبكي في باحة الدار !!! ) .
لم يعطهم الطفل مجالاً للتفكير ، بكاؤه يصم الآذان ، هُرعا إلى الخارج لتحمله أمه بين يديها خائفة تسال زوجهـا :( من حمله ؟ ) . لـــم يمنحها الوقت لإكمــال سؤالهــا ، ارتفعت القعقعة تصدر عــن السقف ، البيت يهتز مـــن اساسة كــأن زلزالا ضربــه ، تَهَشمَتْ جذوع الأشجار التي تحمل السقف ، تصدعت الجدران ليتساقط التراب بكثافة ، تخاطفت الخفافيش مذعورة في كل اتجاه قبل أن يهبــط السقف ساقطا وســط ذهول الزوجين ، جهد أبناء المحلة كثيراً لإخراج جثة اللص .

ليست هناك تعليقات: