افتراءات واعترافات الفتاة (ن.ع.)
هل يكفى الإجراء المهنى فى قضية تمس أمن الوطن؟
قاسم مسعد عليوة
لا ينبغى تحت أى ظرف أو مبرر أن يمر ما نشرته "اليوم السابع" الأحد 6 فبراير على لسان سمير رجب رئيس مجلس إدارة جريدة (24 ساعة) عن أمر الفتاة التى شوشت الرأى العام المصرى كله، وأضرت بسمعة قطاعات غير هينة من المشاركين فى ثورة 25 يناير دون محاسبة، ولا يكفى أبداً التوقف عند حد كشفه عن مكان عمل الفتاة التى ظهرت على قناة المحور يوم الأربعاء الماضى، وادعت من خلال برنامج "48 ساعة" أنها ناشطة سياسية تلقت هى وشباب آخرون أعضاء فى حركتى كفاية و6 أبريل وتنظيمات أخرى تدريباً على يد إسرائيليين فى أمريكا وقطر، ودعماً مالياً من مؤسسة صهيونية تدعى "فريدم هاوس" مقرها واشنطن؛ ولا يجوز مطلقاً الاكتفاء بتصريحاته عن اختلاق الفتاة للقصة بغيةإحداث إثارة فى الشارع المصرى وقت التظاهر، فماذا سيعود على المجتمع المصرى وعلى الثوار إذا ما توقف الأمر عند حدود معرفة أنها صحفية تعمل بالجريدة التى يرأس سمير رجب مجلس إدارتها، وما الذى يؤكد لهم أنه بالفعل لا يعلم كما يقول شيئاً عنها وعن المزاعم التى ادعتها.
قال سمير رجب لـ"ليوم السابع" إنه عقد فور علمه اجتماعاً عاماً يوم السبت 5 فبراير بمقر الجريدة بحضور جميع العاملين، واستدعى الفتاة التى أقرت بأنها قامت باصطناع الموضوع، وأنها لم تتلقَ أية تدريبات، ولم تسافر إلى أمريكا من الأساس، واعترفت بأنها قامت ـ بالاتفاق مع بعض العناصر ـ باختلاق الوقائع ونسج قصة من وحى الخيال لإحداث إثارة فى الشارع المصرى وقت المظاهرات.
أى نفع سيعود على الشرفاء الذين أهينوا فى وطنيتهم من اعترافها المكتوب الذى أشار إليه وجاء فيه " أقر أنا (ن.ع) إننى قمت باختلاق هذه القصة دون علم أحد من قيادات الجريدة بذلك، ولا دخل للجريدة من قريب أو بعيد بها وهذا إقرار منى بذلك"؟.. هل يكيفى هذا؟.. وهل يكفى قيامه بعد رفض العاملين بالجريدة لوجودها معهم، بإبراء ضميره المهنى وعرض أمرها على نقابة الصحفيين فقط كما فعل؟
إن حصر المسألة فى النطاق المهنى وحده إجراء غير كاف.. والسؤال الذى يفرض نفسه هو لماذا هى مطلقة السراح حتى الآن؟.. نحن لا نريد التنكيل بهذه الفتاة التى أجرمت فى حق الوطن، فقد كانت مجرد عروسة ماريونيت حركتها أصابع مجرمين خطرين، لكن لا ينبغى بأية حال السماح بمرور هذه الجريمة دون الوقوف على حقيقة هؤلاء المجرمين الذين لا يتورعون عن الدس والتخريب والتحريض ومعرفة الجهات التى ينتمون إليها أو ترعاهم.. ولا نستثنى أولئك الذين أفسحوا لهذه المؤامرة الخسيسة المجال، ولا هؤلاء الذين لقنوا الفتاة ما تقول وكيف تقول، لا هم ولا أولئك الذين استمعوا إليها قبل البث، واختاروا لها اسم "رشا"، وطمسوا وجهها، فجميعهم وقف على حجم الاختلاق الذى تيقن منه كل من شاهدوا البرنامج. إن الأمر أخطر من أن يترك لنقابة الصحفيين وحدها، لذا نطالب بتحقيق حقيقى تقوم به جهة قضائية مستقلة لا تنتمى لأى جهاز أمنى أو رقابى حكومى، لأن كل ما اختلقته هذه الفتاة من افتراءات بخطورته على أمن وسلامة الوطن يشير بأصابع غير مهتزة إلى الجهات التى أمرت بالقتل والتخريب وإشاعة الفوضى، ولابد من الحساب.
قاسم مسعد عليوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق