لماذا لا يستقيل رؤساء الهيئات الثقافية؟
وبغض النظر عما في هذه الهيئات من مظاهر فساد يعلمها الكافة، حالها كحال أغلب المؤسسات العامة في مصر. ونالها مني طوال الوقت انتقادات معلنة وبخاصة لهيئة قصور الثقافة.
إلا أنني هنا لا أتكلم عن مظاهر فساد أو مساس بشخصيات هي قبل أن تكون في موقع المسئولية، مكانها الحقيقي بين المثقفين ويجب أن تكون من ضمن أولوياتها المناداة بالتغيير والسعي إليه..
وإذا كان التغيير ضرورة للتطلع لمستقبل أفضل، فهو مع قيام ثورة 25 يناير أصبح فرضا وطنيا لإعطاء الفرصة لأجيال ووجوه جديدة بفكر جديد يواكب المأمول أن يحدث من تغيير شامل في كل القطاعات والمؤسسات.
وكنت وما زلت أعتقد في ضرورة أن يكون المثقف قدوة، وأن تكون المؤسسة الثقافية في طليعة المنادين والساعين إلى الإصلاح والتغيير، فعلا لا قولا أو شعارات نرددها طيلة الوقت دون أن نملك القدرة على تنفيذها.
كنت أتطلع إلى موقف من هؤلاء المثقفين يصبح نموذجا للمسئول الحريص على الصالح العام وإعطاء الفرصة لروح التغيير أن تسري من خلال دماء جديدة بعد أن أخذ كل منهم فرصته في العمل وكان ضمن مؤسسة وزارة ثقافة قضت على دور الثقافة المصرية الرائد خلال أكثر من عشرين عاما وإن كنت لا أجحد لها براعتها في أعمال المقاولات التي قامت بها بحرفية رائعة.
هم أشخاص ونقاد وأساتذة أجلاء، لكل منهم منجزه في عمله أو جامعته ومنجزه البحثي أو النقدي، وبالتأكيد لهم انجاز ما في مؤسساتهم الثقافية سواء اتفقت أو اختلفت معها..لكن يتوجب عليهم في هذه اللحظة أن يقدموا نموذجا آخر للمسئول الذي يتعاطى مع ما يحدث حوله من مستجدات ولا يكتفون بدور المتفرج على الأحداث وكأنهم بعيدين عنها.
التغيير الذي رأيناه يحدث عنوة في النقابات والمؤسسات الصحفية والبنوك .. إلخ.. يجب أن يحدث في المؤسسات الثقافية بوعي القائمين عليها وإدراكهم وحسهم الثقافي الوطني .
هناك تعليقان (2):
مقال مهم أستاذ أحمد
ومع وافر التقدير للدكتور عما ابو غازى ود / مجاهد
وإن كنت أرى أنالدكتور محمد صابر قد وأد الإبداع وسلاسله بالهيئة واتجه بعيدا عن المبدعين واعتبر ذلك ضربا من العبث والرفاهية
المبدع أ.محمود الديداموني
أشكرك يا صديقي.. وبعيدا عن الشخصنه، هذه مؤسسات نخر سوس الفساد والمحسوبية والمجاملات فيها ، وتحتاج إلى إعادة هيكلة إدارية ووضع رؤى تحكم عملها في المستقبل إذا أردنا أن تقوم بعملها لصالح الثقافة المصرية لا لصالح أشخاص وحسابات خاصة.
إرسال تعليق