2011/02/27

"في يوم الثورة" قصة بقلم: منير المنيري

في يوم الثورة
قصة بقلم: منير المنيري

إلى الذي نصره الله ونصره شعبه

تناسيت أن اليوم عيد ميلادي الثالث والعشرين، وخرجت أمسح الأزقة والأسوار بعيني الجاحظتين بحثا عن الثورة.الجالسون ،والمارة يرمقونني وأنا أسأل: أين الحشد أين الثورة؟ لا أحد يجيب، وويل لمن أجاب وأرشدني للثورة، فلا قبل العلم يوما ولا أنشد يوما ولا هتف باسم الزعيم يوما ،هكذا أقرأ على عيونهم الفاترة؛ "إن الثورة التي تبحث عنها في جيب سروالك"فأجيبهم: إن سروالي قطعة قماش خشن، تقتات من شيئي الطري لا جيب لها.ثم أسير مرة أخرى أبحث عن الثورة وحيدا بين أزقة المدينة. قديما رشق أحد خصمه قائلا، "تركت لك الطويل العريض"،أتذكر هذا الهجاء المر، فأجد الطريق أمامي أيضا طويل،عريض غير أنه مزهو بمؤخرات الحسنوات اللواتي اخترن التنزه، وملء أركان الحدائق، وتبادل الحب بلا مقابل في يوم الثورة.لو علمن أن الثورة ستعفيهن من تمزيق أجسادهن بالسلاح اللحمي للحقن بها.الشمس حارة حرارة الثورة التي تهيج شعوري، وأنا تحتها قطعة حديد أتمدد. عزمي الثورة وقوتي الثورة،سمعت أحدهم يُسر لأحدهم في منعطف الشارع الكبير: إن الثورة ستأخذ طريقها من ساحة المجد باتجاه ساحة الأمير.فقفزت مبتهجا وأوقفت أول سيارة أجرة تبدت أمامي، وصعدت إليها، وأمرت السائق بأن يشق بي الطريق إلى ساحة المجد.فالتَفَتَ نحوي وقال:
_ نعم،هذا مؤكد، فاليوم لا وجهة لزبون سوى ساحة المجد.
سألته والعرق يتقاطر من جبيني:
_ هل التحق جل من في المدينة بالثورة؟
فأجابني مستهزءا:
_ هذا بلا شك، الكل سيجدد الولاء بالثورة .
حينها صمتت وتركت نظراتي تغازل نظراته.ونسيم صوت أم كلثوم من مذياع السيارة يرنو بنشيد الجلاء لشاعر الشباب أحمد رامي:
" يامن بذلتم للحمى أزكى الدما إنا رفعنا العلـــــــما
إلى السماء مفـــــردا معززا مؤيــــــــدا
ثم اتحدنا حولــــــه روحا وقلبا ويــــــدا "
عندما اقتربنا إلى ساحة المجد،بسطت ما في كفي من دريهمات للسائق فحدجني وقال:
_ الأيام كلها لنا وهذا اليوم للثورة ارجع دريهماتك.
ضممت كفي على الدريهمات ورفعت عيني إلى ما وراء زجاج السيارة فوجدت الدنيا علما أحمر و الكل صوت واحد يهتف:
" الشعب يريد
ابقاء النظام
ولا إله إلا الله
محمد رسول الله
والسادس ملكنا
خليفــة الله "
وقتها خرجت من السيارة أحبس أنفاسي لأعلو بصوتي على كل من في الساحة:
" الشعب يريد
ابقاء النظام
ولا إله إلا الله
..........الله
........ملكنا
.............الله"

تارودانت في 20-02-2011


ليست هناك تعليقات: