أَرِحْ ظَهْرَكَ الآنَ يَا سَيّدِي
شعر/ عبدالرحمن الأبلج
أَرِحْ ظَهْرَكَ الآنَ يَا سَيّدِي .. فَقَدْ نَزَلَ الغَيثُ بَعدَ العَنَاءْ
وسَبِّحْ بِأَسْمَاءِ رَبِّكَ وَاشْكُرْ .. لِمَن إِنْ دَعَوتَ أَجَابَ الدُّعَاءْ
نَدَى الصُّبحِ مُنتَشِرٌ فِي وُرُودٍ .. يَفُوحُ شَذَاهَا فَيَطْوِي الفَضَاءْ
وَمِصرُ التِي أَحْصَنَتْ قَلْبَهَا مِنْ دُعاةِ النّفَاقِ وَأَهْلِ الرّيَاءْ
تُزَيِّنُ أَثوابَهَا بِاللآلِئِ .. أَرْوَاحِ أَبْنَائِهَا الأَتْقِيَاءْ
أَبُو الهَولِ في صَمتِه يَتَبَسَّمُ .. يَخْتَزِلُ البَأسَ والكِبرِيَاءْ
وصَاحِبُنَا النيلُ يُزجِي عَطَاياهُ للضفتينِ .. زُروعاً وماءْ
وسَينَاءُ لَم تَنْدَهِشْ مِن بَنِيهَا .. وهلْ فِي بَنِيهَا سِوَى الأَنْبِيَاءْ ؟!
أقَاموا على الحقِّ .. قَامُوا إليهِ .. على طُرُقٍ مَدُّها لِلسَّمَاءْ
وفي العَينِ مصرُ..وفي القلبِ مِصرُ..وفِي الدَّربِ مِصرُ تُجِيبُ النِّدَاءْ
صَبِيحَةَ خَرَّتْ صُروحُ الطُّغاةِ .. تَهَاوَتْ عَلَى أَرؤُسِ الجُبَنَاءْ
وأَتبَاعُ إِبلِيسَ يَستَتِرُونَ وَرَاءَ الدُّروعِ كَما البُلَهَاءْ
وَيلْتَمِسُونَ الدُّخَانَ حِجَاباً .. وهل وَرَّثَ الكِبْرُ إلا الغَبَاءْ ؟!!
وأَسْرَابُ خَيلٍ وبِضعُ جِمَالٍ تُشَابِهُ سَيِّدَهَا فِي الأَدَاءْ !!
إذا ما غَزَتْ قُتِلَتْ بِالهُتَافِ .. فقُلْ فِي بَلاهَتِهَا مَا تَشَاءْ !!
أَدِر عَنهُمُ العَينَ وَانظُر إلى المَجدِ يَنْبُتُ فِي وَقْفَةِ الشُّرَفَاءْ
تَري في صُدُورِ الرِّفَاقِ الجِرَاحَ .. كَنَقشٍ تَزَيَّنَ تَحْتَ الرِدَاءْ
تَرى الدَّمَ يَكتُبُ نَصاً جَدِيدَاً .. عَنِ الحُسنِ فِي جَسَدِ الشُّهَدَاءْ
وفِي القَصْرِ كَانَتْ ثَلاثُونَ عَاماً .. تُجَهِّزُ رِحلَتَهَا لِلهَبَاءْ
ثلاثون عاماً مَضَتْ .. لَن نُدَرِّسَهَا لِلصِّغَارِ إذا الغَدُ جَاءْ
أَرِحْ ظَهْرَكَ الآنَ يا سَيِّدي الشَّعبَ .. طِب سَكَناً .. وَامتَثِلْ لِلشِّفَاءْ
مَنَحْتَ التَّوارِيخَ وَجهاً جَدِيدَاً .. كَشَفْتَ عَنِ الشَّمسِ هَذَا الغِطَاءْ
فَدُمْتَ جَمِيلاً .. عَفِيّاً .. أَبِيّاً .. إِذَا جَهِلَ الكَونُ مَعنَى الإِبَاءْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق