رسالة الإصلاح بهيئة قصور الثقافة
أحمد قرني محمد
هذه هي رسالتي إلى الدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة رسالتي تتسم بالصراحة والصدق وأمانة العرض حتى يشعر كل كاتب وأديب انه يتعامل مع هيئة ثقافية محترمة ولا نخفي حالة الغضب بسبب الفساد داخل الهيئة والشللية ولدى كثير من الأدباء اليقين الجازم بأن الأمر يدار داخل الهيئة على حسب الهوى وإذا كنا نتلمس جذوة الثورة وضوئها الطاهر للقضاء على سلبيات كثيرة نمت واستشرت نتيجة تراكم سنوات وسنوات ويكثر الهمس عنها بين الأدباء جميعا وأحيانا الصراخ لكن لا مجيب ولا يجب أن نخفي في هذه اللحظة الهامة من تاريخ الوطن حيث ينشد الجميع الإصلاح والتغيير ونحن نتلمس أن تنهض إدارة الهيئة بخطى حثيثة للإصلاح وسوف أركز عل إدارتين من أهم الإدارات التي يقف أمامها الأدباء طويلا والبقية تأتي فقد عشنا بين أروقة هذه الهيئة سنوات وسنوات ونعرف عنها الكثير والكثير ... وهذه الرسالة تتناول إدارتين فقط من إدارات الهيئة وسوف نكمل تلك الرسالة وأنا أدعو كل أصدقائي من الأدباء لتناولها بالنقد والإضافة كما يحلو لهم لكن لنتفق جميعا على هدف واحد وهو الإصلاح
أولا : فساد إدارة النشر بالهيئة وسلاسلها
نلحظ كما يلحظ معظم الأدباء ضعف سلاسل الهيئة ونشر إنتاج رديء وتافه لا يرقى أن يكون إبداعا حقيقيا ولا نعرف إن كان هذا عن عمد أم هو الفساد الذي يتيح لكل ذي موهبة ضئيلة أن يتقدم الصفوف ويكتسب مشروعية ما هذا الضعف الذي جعل احد أهم المثقفين الذين سمعته بأذني يقول في احد الندوات النقدية انه لا يتعامل مع أي إنتاج يصله من سلاسل الهيئة ولم يعد يثق فيه إلى هذا الحد وأنا بالقطع أوافقه الرأي على مدار سنوات طويلة من فساد النشر وسيطرة الشللية والواسطة على تلك السلاسل صارت لا تحظى باحترام معظم الكتاب والنقاد ولا يلتفت إلى الإبداع المنشور فيها على انه إبداع حقيقي لكونه وليد منظومة فاسدة هذا الميراث الحقيقي من المجاملة والمحسوبية جعل معظم الكتاب الحقيقيين يبتعدون عن النشر في تلك السلاسل وأظن انه آن الأوان وحان الوقت للثورة عليه وتغييره بحسبان أن تلك الأموال التي تنفق على تلك السلاسل هي مال عام لا يجوز أبدا إهداره ومن هنا اقترح الآتي
1ـ البدء فورا في تغييرات جذرية في سلاسل الهيئة وهيئات تحريرها بحيث لا نكتفي بوضع أسماء كبيرة على كل سلسلة كرؤساء تحرير لها بينما هذه الأسماء يعلم الجميع أنها لا تضر ولا تنفع وتحصل على مكافآت عن كتب لم تقرأها وبالأحرى لم ترها ومراجعة أسماء لجان القراءة التي ساهمت بشكل كبير في نشر هذا الإنتاج الأدبي الرديء الذي لا خلاف عليه بين المثقفين جميعا وندرة الجيد منه وأنا بشكل شخصي اعرف كثيرا ممن يقرؤون لهذه السلاسل واعرف أنهم حتى لا يجيدون القراءة الجيدة ولن يلتفت بعضهم إلا لما يحصل عليه من مكافأة ضئيلة جدا .. ولا نعرف لمصلحة من تخرج هذه الكتب ولو تعب القائمون عليها في انتقاء الجيد لأطاحوا بهذه القوائم الطويلة التي تنتظر نشرا لا يسمن ولا يغني من جوع
2ـ ضرب الوساطة والشللية والمحسوبية في تلك السلاسل ووضع قوائم انتظار واضحة وصريحة وفي حالة رفض العمل يجب أن توضح الأسباب وتعلن للأديب حتى يطمئن كل أديب أو كاتب رفض عمله إلى تلك الأسباب وانه لم تكن هناك أسباب أخرى نعلمها جميعا حتى نعيد لتلك السلاسل مكانتها وأنا شخصيا لدي تجربة حيث يمكث رواية لي في إحدى سلاسل الهيئة قرابة السبع سنوات وحاصلة على موافقة النشر وفازت بجوائز رفيعة عربية ومحلية هل هذا معقول ؟ وبالتأكيد الأمثلة في ذلك كثيرة
3ـ آن الأوان لعدم تجاهل الأدباء خارج العاصمة والاستعانة بهم في لجان القراءة وفي هيئات تحرير تلك السلاسل حتى نضمن تمثيلهم بشكل جدي يتناسب مع حجم وحضور الأدباء خارج العاصمة الذين عانوا التجاهل طيلة فترات طويلة لن يحتاج الأمر للاستعانة بهم إزاء الثورة التكنولوجية على النت سوى وقت وجهد قليل في التراسل عبر تلك الشبكات
4ـ رفع مكافآت النشر الهزيلة التي لا تليق بقيمة الكتابة والكاتب ولا يصح الإبقاء على تلك المكافآت الهزيلة بينما تنفق أموال طائلة في أنشطة دعائية سرعان ما يزول أثرها
5ـ نحتاج إلى قرار جريء لإعادة النظر في سياسة الإبقاء على بعض الصحفيين وإسناد ادوار لهم بهدف رشوتهم أو منحهم أموال طائلة لتغطية أنشطه لا معنى لها وللأسف هذا معلوم ويتردد بين الأدباء جميعا ولا حاجة لإخفائه بل يجب تصحيحه لأنه من قبيل مكافحة الفساد الذي نحاربه جميعا الآن
6ـ تشكيل لجنة محايدة من أدباء يشهد لهم بالحيدة لمراجعة الكتب المعدة للنشر والأسماء وتحديد أولوية النشر
7ـ الاهتمام أكثر بنشر الكتاب وتوزيعه بدلا من تركه في المخازن كما نعلم جميعا وجبة شهية للفئران
ـ إبعاد كل موظفي الهيئة عن هيئات تحرير تلك السلاسل بحيث تترك للأدباء من خارج الهيئة لضرب الوساطة والشللية
ثانيا : بالنسبة لأندية الأدب
1ـ يجب إلغاء وبشكل فوري لائحة نوادي الأدب التي مارست الهيئة ومدير إدارة الثقافة العامة ضغوطا لإقرارها كما شهد البعض بذلك وطرحها لنقاش عام بين الأدباء للتوافق عليها من الجميع
2ـ يجب زيادة ميزانيات نوادي الأدب بشكل سريع وإزالة العوائق الإدارية العديدة حتى تصل الميزانيات بشكل سهل وسلس إلى النوادي ونحن في نادي أدب سنورس ننفق من جيوبنا وربما لا تصلنا الميزانيات إلا مقطعة ولا تكتمل أبدا
3ـ عدم وضع عوائق إدارية في مناحي الصرف تخلق تحايلا لا معنى له وأقسم أنني والصديق أحمد طوسون ندفع من جيوبنا على مشروب الضيف وبدل انتقاله وفي بعض الأحيان استضافة كاملة لأن الهيئة لا تستطيع أن تحضر كوب شاي للضيف هل تصدق ذلك يا دكتور مجاهد هذه الهيئة بكل ما تملك ليس لديها ثمن كوب شاي لضيف ؟
4ـ عدم وضع عوائق في سبيل مشاركة أدباء جادين في مؤتمر أدباء الأقاليم بحجة أنهم رؤساء أندية أو أعضاء في أندية مركزية مما يؤدي إلى تفريغ المؤتمر من الأدباء الحقيقيين والفاعلين
5ـ الاستعانة بالأدباء في إدارة بيوت وقصور الثقافة التي تغرق في بيروقراطية وظيفية وتدار من قبل موظفين لا علاقة لهم بالثقافة تصل إلى حد ترك الموظفين لأماكن عملهم أثناء النشاط وغلق الأبواب وأقسم إننا في بعض الأحيان ننظف المكتبة بأيدينا ونمسح الكراسي من تركم الأتربة عليها بسبب أن السيد المسئول عن المكتبة يختلف مع زميل له هذا أمر أصبح لا يحتمل ويحتاج إلى ثورة حقيقية لتطويرها ويمكن البدء بتعيين مستشار ثقافي من أدباء الموقع بجوار من يدير حتى نضمن إدارة ناجحة للثقافة في الموقع ويمكنه التواصل مع الأدباء بسهولة
6ـ لا يمكن ترك مديري أفرع ومديري قصور وبيوت الثقافة في مواقعهم لسنوات طويلة دون تغيير بما يؤدي إلى تكريس للشللية والفساد والأمثلة على ذلك موجودة وكثيرة وتحتاج من رئيس الهيئة لشجاعة تغييرهم بقيادات شابة حتى ولو من الأدباء من خارج الهيئة بأسلوب التعاقد وللدفع بقيادات من الخارج تكون رؤيتها أفضل للتطوير
7ـ الابتعاد عن أسلوب فرض الضيوف على المواقع الثقافية بحجة القوافل الثقافية أو المحاضرات المركزية من قبل الثقافة العامة مجاملة للبعض على حساب الآخرين ويجب ترك اختيار الضيوف لأدباء الموقع بدلا من أن يهبط احدهم عليك من السماء وربما لا ترغب حتى في استقباله
وسنوالي المزيد للإصلاح والتغيير
أحمد قرني محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق