2011/02/13

"صورة التحرير" قصيدة لسيد لطفي السيد

صورة التحرير
شعر: سيد لطفى السيد

ميم
صاد
راء
كذلك نوحى إليك الحياة
ونوحى إليك الوطن
ونوحى إليك رسول النجاة فلا تبتئس
فانت من الامنين
سلام على مصر فى الاولين
سلام من الله فى الاخرين
سلام لموسى وعيسى ويونس نوح وابراهيم
ويوسف إذ جاء مصر بقلب أنين
فشب وهب وصار فتيا
يدير الحياة بنور اليقين
سلام على الانبياء الذين مضوا
سلام على الاتيين
وهل ٌذلٌ مِصرَ بأبنائها غريب على المحسنين
ضناها وإن ذلها
لعزيز عليها
وان فزعها لمن الامنين
ولعنة الله على الخائنين
فهاجر الى الله بالصبر واضحك
فان الله مع الضاحكين
وتلك هى المسألة
هى الويل والمهزلة
وافق ساحابات من الدم الملتهب
وجسر رؤس ولحم وعظم
واجولة من الهم والموت معا
وارباب اسر خاوية
حتى من البسمة العارية
خدود نساء بلون الجحيم
لو ان الجحيم له هاوية
وأسورة من عذاب
بمعصم بكر عروس
تغرب عنها العريس على حافة الناصية
هو الموت
فافتح زراعيك
لا تطلب العافية
هى النجمة الهم والمبكى لو ان له عافية
والموت صنع الاله ومن سنة الخلق فاحذر من الكفر
فالكفر له النار والحامية
حذاؤك كفر
ولبسك كفر
وزادك كفر
وكل رفاقك شرك وكفر
وانت الذى قد كفر
فهذا نتاج يديك لوان يديك تتوب
وهذا نتاج بناتك لو انها تستجيب
وهذا هٌداك الذى قد هَداك له كٌفرائيل
دماء الذين قضوا معصية
دماء الجراح لها معصية
وهذا التعيس الذى قد تشكل
فى احشاءٍ لها معصية
وانت فعلت
فلا تنكر المعصية
وكّفر عن المعصية
تغرب عن الاهل
واطلب الموت فى قفرة نائية
يقاسمك الصمت فيها
يرافقك الخوف حتى الهلاك
لعل الذنوب تموتٌ مع الموت
والجسد الذى قد فنى يستريح
تموت من الجوع
على ذلة المعصية
تموت من الفقر
على ذلة المعصية
تموت من العار من الخزى
على صيحة المعصية
فهل تقبل الموت
أم انه يشتهيك
أم انه قدر فى الدروب
له هيبة السبع فى الصحراء
له هيبة الملك المنتصر
هو الموت
فاحذر من اللحظة الفاجئة
وهيئ الجسم أن يستقبل الدود فى فرحة عارمة
وهيئ العين أن تسقبل الظلمة الاتية
المليونية الغاضبة
والصحبة العاطبة
والصغار الذين تربوا على فزعة آهبة
والدمار المنير
والسماء التى تستجير
تأخر وقت الحساب وحان الرحيل
فهل أنت ترحل عن هذه الارض
هل أنت ترحل عن هذة الغيمة الحالمة
ذكرياتك فى هذه الارض
حبك بنت الجيران
ووقفتك عند المساء
تراقب عود ابيك يشق الظلام
احتضانك للنيل
طل الشتاء
عبير الزهور
صلاتك للعيد فى الزاوية
صعودك فوق السحاب بلا أجنحة
دفاعك عن هذه التربة الطاهرة
نجاحك فى ضربة حاسمة
بناؤك للدور مثل ديار الفرنجة
ارصفة وشوارع
وميادين تقاتل عهدك الان
هل انت راض عن الفتية الغاضبة
وهل سوف ترحل حقا
ترجل ولا تلقى باليأس فى جنبات الفؤاد
فإن انفراجا قريبا سيأتى
من الرحمة القادرة
هم يريدونك ميتا والموت من دونك
فعمر الملوك يقرره الله فى اللحظة الحاسمة
تهيأ لان الرحيل قريب
والركب على أهبة الاخرة
ستبقى ويفنى هموا
لانك حق وزيف هموا
حذار ألم يفهموا
خراب ألم يعلموا
نذير من الموت جاء فهل ينظروا
سيبقوا ويبقى الجميع شهيدا عليهم
سيبقى الخراب عليهم شهيدا
سلام على مصر فى الاولين وفى الاخرين
سلام على مصر امنا الى ابد الابدين
هلاك عليهم جميعا
هلاك على الخائنين
هموا الصحبة العاطبة

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

قصيدة عجيبه تثير المشاعر في النفوس
ولا يسع احرف معدودة وصف القصيدة وجمالياتها وانا بصدد كتابة تحليل لها وارجو من مدونتكم الموقرة نشره

Unknown يقول...

شكرا للأديب الكبير /أحمد طوسون وشكرا للشاعر الراقي سيد لطفي

Unknown يقول...

تحياتي لشخصكم الجميل أستاذ أحمد
سيد لطفي .. الناس بتحسدني عليك