2012/02/28

تنورة / محمد فكري عبدالله عبدربه

تنورة
محمد فكري عبدالله عبدربه 

مدنٌ كأطفالِ الشوارع
آملاتٌ في أبٍ يحنو عليها
في رداءٍ لن يقاومَ طعنةً للبرد
يسترُها
ويُقطَعُ في مظاهرةِ المساء

مدنٌ كأطفالِ الشوارع
والشوارعُ إنما الأيدي صباح العيدِ تحملُ سلّةَ الألعابِ والحلوى
لا تخرجي يا بنتُ يا حلوى المدينة
ثورةٌ وتمُرّ !
فصلٌ من التاريخِ سوفَ يُضافُ في كتبِ المدارس
يسألُ الطلابَ عمّن حرروا المَيْدان
من نقلوا إليهِ دمائهم ليساعدوهُ على الصمود

لا تخرجي
أو فاخرجي يا بنت
علَّ رصاصةً ستُضللُ القناص عنكِ وتقصِدُ التمثال
والتمثالُ صبرُ الصائمينَ إلى طلوعِ الفجرِ من طينٍ وماء

سقطت يدٌ
وإذِ الفتى المكسورُ كاللعبِ القديمةِ طائرٌ
وعلى صدى أصواتِهِ كنا نسيرُ
نُعِدُّ لا فتةً
نَسِنُّ ببحةِ الأصواتِ رأسَ هُتافِنا
ونعودُ نرشُقُه حروفًا من غناء
نمشي ثِقالاً
والحياةُ خفيفةٌ من حولِنا
كانت تدورُ كأنَّها تنورةٌ بيضاءُ والألوانُ قد ذابت مع الأيام
هل تقفُ الحياةُ للحظةٍ حتى نفرقَ بين لونِ دمائِنا وسُقى النبيذِ الأحمرِ المذبوحِ في كأسِ اللواء !

ماذا إذًا يا بدر؟!

هل حظرُ تجوالِ المدينةِ سوفَ يمنعُني
فلا ألقى الحبيبةَ في المساءِ
لنقرأ التلفازَ مندهشينَ مما سوفَ يحدثُ في الصباحِ
وما الصباحُ سوى تنورةٍ أخرى
إذًا..
فاسبح بكلِّ النيلِ وحدَكَ لو لنصف دقيقةٍ
لأرى الحبيبةَ في مكانكَ
ثمَّ تمويهٌ ونفعلُ ما نشاء


*مركز بلقاس- محافظة الدقهلية

ليست هناك تعليقات: