انتبه أيها الشعب.. الثورة تسرق..
خيري عبدالعزيز
بداية الثورة طاقة ملهمة تتفجر بغتة علي غير موعد لتغير مسار الشعوب من السقوط في الهاوية إلي أفق أرحب وغد مشرق, ولمثل هذه فلا نبخل بالدم.. أما لو سرقت؛ فان العار سيتلبسنا جميعا, وستطاردنا أرواح الشهداء, وتؤرق مضجعنا حتى الموت..
وما يحدث علي
الساحة الآن من تشويه لصورة الإخوان هو مخطط ينفذه بجدارة الإعلام الموجه .. حقا
الإخوان سقطوا في بعض الأخطاء منذ قيام الثورة, ومن وجهة نظري كان خطأهم الأكبر هو
التصريحات الكبيرة التي أدلوا بها ثم اضطرتهم الظروف للالتفاف عليها نتيجة المتغيرات
علي الساحة, مثل تحديد نسبة منافستهم في مجلس الشعب ب30% وتعهدهم بعدم دخول سباق
الرئاسة..
وتم تسليط
الضوء علي أخطاء الإخوان بشكل مبالغ فيه من قبل الإعلام, وأظهرهم كوحش قبيح قميء
الوجه يريد أن يبتلع كل شيء في جوفه الهائل الذي يسع مصر كلها, ولو تفكرنا قليلا
في فعل الإخوان فإننا بموضوعية سننتبه أن هذه هي السياسة, فلا ثوابت بها ولا وعود,
ولذلك كان يجب عليهم أن يعملوا منذ البداية في صمت وفقط, بدون أن يلزموا أنفسهم
بأي شيء..
ومن يقول الآن
أننا أمام خيارين أحلاهما مر: إما استبداد باسم الدولة أو استبدال باسم الدين,
فهذا لا يدري بالتأكيد أن مصر قامت بها ثورة, وأن الناس صارت لا تخدع بالكلام,
وتعرف من هو المستبد جيدا.. وكذلك من يدعون إلي مقاطعة جولة الإعادة بين مرسي
وشفيق فهؤلاء يريدونها فتنة ونارا تحرق الجميع.. إن موقفهم الغامض هذا, بل ودعوتهم إلي
البحث عن طريق ثالث بخلاف مرسي وشفيق هو موقف غريب ويشكك في نواياهم, فما دمنا
سرنا في طريق الديمقراطية التي نادي بها الجميع فلما نتراجع الآن؟.. وان كان أحد
طرفي الرهان وصل بطريق غير نزيه, فلما لا نقف مع الطرف الذي اجتمعت عليه أصوات
الناس.. إنها دعوة مغرضة قد تشعل نار الفتنة وترجع مصر ثانية إلي نقطة الصفر..
في رأي ليس
أمامنا سبيل أخر إلا الإخوان, ولنمنحهم الفرصة كاملة لتتحرك سفينة الوطن وتبتعد عن
شط الفساد الآسن, الذي تدار الدسائس الآن لتظل السفينة راكدة في أوحاله.. ولا ضير
في ذلك, فيحدث كثيرا في دول أوربا أن يحتل حزب واحد الأكثرية في معظم مؤسسات
الدولة.. ثم السؤال الأهم.. كيف وصل الإخوان لهذه المكاسب؟.. هم والحق يقال وصلوا
بالصندوق وبأصوات الناس..
إن المشكلة
تكمن في موضع غاية في الحساسية, إن غالبية من يخوفون الناس من الإخوان أو من
السلفيين أو من التيار الإسلامي بوجه عام هم في حقيقة الأمر يخافون الإسلام ذاته
وينقمون عليه في نفوسهم.. وإذا شاءت الأقدار أن نطلع علي مكنونات صدورهم لرأينا
العجب العجاب, ولظهر قبح شديد ما كان لنا أن نتصوره.. وكل ما هنالك أنه ما زال فقط
لديهم بعض الخجل أو الخوف ليتعرضوا للإسلام ذاته صراحة, ولذلك فهم يصوبون سهامهم
المسمومة إلي أتباعه, إنها حرب في العقيدة, ولكنها تدار في الخفاء ومن أسفل
المنضدة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق