مرسى ما
بين القطار والميكروباص
بقلم: غادة هيكل
عادة فى طريقى إلى
بلدنا أستقل إما القطار وما أدراك ما القطار أو الميكروباص
راكبى القطار هم الطبقة
العاملة المطحونة التى تقوم بعمل اشتراك سنوى وتلتزم بالقطار فى كل اوقاته ذهابا
وعودة من اعمالهم ان تاخر القطار يتأخرون عن عملهم وان أسرع فخير وبركة مداومون
على الحديث عن كل شئ يحدث فمنهم طبقة مثقفة تتابع الأخبار وأكثرهم متحدوثون سواء
علموا او لم يعلموا
لى مدة لم أركب القطار
وكنت أتوسم خيرا بعد الثورة وتولى الرئيس مرسى ان يكون حاله قد تعدل أو اتسع بعض
الشئ أو تهذبت شبابيكه وابوابة ولكن لم أجد أى تغير يذكر بل ذاد الأمر سوءا بما
نلنا من حرية التعبير وعلو الصوت والسخط المستمر وبائعى الخضار النازحين إلى
القاهرة ليحصلو على مبالغ أفضل فى عملية البيع وقد استولوا على باحة القطار حتى
شهامة الشباب لم تعد تجدى ،
المهم هو حديث السياسة
الذى لا ينقطع ما بين مؤيد ومعارض ومرحب وناقم على قرارات الرئيس وهل سيقوم
بخرابها أم عمارها ،
ما جذبنى أكثر للحديث
هنا هو الميكروباص فأهل القطار غلابة ليس
بيدهم حيلة غير الكلام لضياع وقتهم الذى يطول فى قطار الندامة الذى لا يملكون
غيره.
أما الميكروباص فعالم
صغير لا يتعدى الأربعة عشر راكبا يتوهمون أنهم من طبقة المثقفين وأصحاب المراكز
المتوسطة الذين يتحملون اجرة الميكروباص ولكنها ذادت ربع جنيه وعلى كل يمكنهم
تحملها ذهابا وأيابا وتحمل بعض الوقت فى الوقوف فى انتظارها وغلاسة السواقين عندما
يأتى بكل فخر يركن الميكروباص ويغلق الباب مفيش تحميل يا حضرات ،ليه يا أسطى مش
ماشى دلوقت ، يا أسطى يهديك يرضيك ،بردو مصر على موقفة ، يتأفف البعض ، ويلعن البعض الزمن الذى وضعهم تحت رحمة أمثاله
وقد يتطرق بعضهم إلى الحكومة السابقة والحالية ثم ينتهى البعض إلى التطاول على
الرئاسة ، وعندما يعلوا صوت الحكمة ببعض الكلمات ( الصبر جميل ) ( وربنا يفرجها )
وما إلى ذلك يأخذ الواقفون نفسا عميقا ويطردونه بكل قوة ثم يكملون صراعهم جريا
وراء الميكروباص .
أخيرا حصلنا على مقعد
بعد عناء وانتظار وشجار ،
بدأ الحديث عن أحوال
البلد بين ثلاثة يتسمون بالهدوء يتضح عنهم ثقافة بما يجرى لا بأس بها وسيمى الشكل
والهندام
خلاصة الحديث :
أحدهم يملك أربعة
قرارات للرئيس لابد وأن تتخذ حتى يثبت أنه جدير بالمنصب كما كان عبد الناصر
والسادات عبقرى الحرب والسلام
من هذه القرارات مصادرة
أموال السلف من الفاسدين خلف جدران السجن والموجودين من يمتلكون أصول بمليارات الدولارات فى مصر
والخارج ويعيد توزيعها على الشعب المصرى بمقدار مليون جنيه لكل فرد
توقف المحاوران عند هذا
القرار واندهشوا له كثيرا وسال لعابهم نحو الأموال ولكن بحكمة العقل وبحسبة بسيطة
أجراها له احدهم وجدا أن الموضوع لن يتم أبدا
أما الثانى وهو شاب فى
الثلاثين فكان محاورا عقلانيا جدا متفائلا بالرئيس مرسى وبحكومته آملا أن يقوم
باستغلال موارد الدولة فى اقامة المشروعات التى تخدم الوطن مع تشغيل العمالة التى
أصبحت جاثمة فوق قلوب الاباء والامهات ، والتى أدت إلى ازدياد وتفشى السرقة والنهب
والسلب فلو وجد هؤلاء العاطلون عملا ينصلح حالهم وحال البلد.
كلام معقول جدا
الثالث لا يرى خيرا فى
مرسى رئيسا فهو متسرع فى قراراته دليل على انه لا يتخذها بنفسه ، ومن حوله نفس
البطانة السابقة فمن أين يأتى الخير، فهو فاشل اداريا بكل المقاييس وربنا يستر على
البلد فهى تسير نحو الهاوية
تلك كانت نقطة الخلاف
ما بين راكبى الميكروباص وهم طبقة ممتدة عبر مصر من اقصاها إلى أقصاها وهم كذلك
أصحاب صناديق الانتخاب القادمة الذين على ما يبدوا قد أخذ البعض منهم قراره من الأن
.
فيا أيها الرئيس
مرسى كن على حذر من قاطنى القطار وراكبى
الميكروباص فقد أصبح لهم صوت مسموع .
هناك تعليقان (2):
جميل غادة إحساسك بنبض الشارع .. انت استخدمت فئة تعبر عن المصرى المطحون .. المواطن الحقيقى الذى اعطى هذا البلد حياته وجهده دون ان ينتظر اكثر من لقمة العيش , لا يطمع فى اكثر من حياة كريمة . ولقمة مغموسة بعرقه . ومناخ مناسب يأمن فيه على بيته وأبنائه . وهم الفئة التى أحطت أنت بذكاء بها . انهم المواطنون المصريون الذين لن يقبلوا ظلما ولا استبدادا بعد اليوم ز وعلموا ان لديهم قدرة على إسقاط الطغاة .. تحياتى لك غادة .
شكرا لك أ / محسن نحاول بقدر الامكان ان يصل صوت هؤلاء فهم نواة المجتمع وشريانه
تحياتى لك
إرسال تعليق